الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
وردت في الروايات تعبيرات عديدة عن هذا المعنى، فمثلاً أشير في روايات العامة إلى أن تقارب الزمان هو من علامات الساعة، فمثلاً ورد: لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السَنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة. [مسند أحمد: ج٢، ص٥٣٧ - ٥٣٨]
وفي كتاب الفتن لنعيم ابن حماد المروزي: ص٤٢٧، أورد رواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول فيها: وفي التسعين والمائتين تصير السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاضطرام السعفة حتى أن الرجل ليخرج من منزله فلا يصل إلى باب المدينة حتى تغيب الشمس.
وفي كتبنا ورد عن كتاب المجموع الرائق للسيد هبة الله، من خطبة نسبت لأمير المؤمنين (عليه السلام) أطلق عليها اللؤلؤية جاء فيها: فحينئذٍ تصير السَنة كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة لا قيمة لها. [مستدرك الوسائل: ج١١، ص٣٧٨]
ومن هذه التعبيرات نخلص إلى التالي:
١) إنها لا تشير إلى أن (تقارب الزمان) هو من علامات الظهور وإنما صرحت بأنه من علامات الساعة، وفرقٌ بين الأمرين.
٢) إن تقارب الزمان أمر مشكك وليس له ضابط محدد في جميع الأزمنة فمثلاً القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً يقول ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ [القمر: ١] والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول أيضاً: (أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى السبابة والوسطى.
بينما رواية كتاب الفتن تقول: إن تقارب الزمان يصير في سنة (٢٩٠).
واستظهر شراح الأحاديث العامية على أن المراد هو آخر الزمان من دون أن يحددوا المراد من آخره، فهل هو زمن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) باعتبار أنه نبي آخر الزمان أم هو زمن ظهور المهدي (عليه السلام)، أم ما بعده؟
إذن، ليس هنالك ضابط محدد يمكن من خلاله ضبط معنى التقارب ولا وقت التقارب.
٣) إن تقارب الزمان والتعبير عنه بأن السَنة كالشهر وإلخ، ذكرت له عدة معاني، فقد ذكر البعض أن تقارب الزمان قد يكون حسياً مادياً أثر حدوث اضطراب كوني يؤدي إلى سرعة دوران الأرض.
ولكن الذي يظهر من قراءة الرواية أن المراد من ذكر هذه النسب وأن السنة كالشهر والشهر كالأسبوع هي نسب للتقريب لا للتحديد.
وذكر البعض أن المراد هو فقدان البركة من الوقت بحيث يكون الانتفاع بالسنة في ذلك الزمن كالانتفاع بالشهر في غيره.
وقد يكون إشارة إلى أن زيادة كثافة السكان وزيادة تعقيد الحياة وكثرة الازدحامات واكتظاظ المدن، هذه الأمور تؤدي إلى فقدان الإحساس بالوقت، وهذا ما نراه في المدن الكبيرة المزدحمة.
وهو ما عبَّرت عنه رواية كتاب الفتن: حتى أن الرجل ليخرج من منزله فلا يصل إلى باب المدينة حتى تغيب الشمس.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)