الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لم توضح الرواية طبيعة توجهات هذه الرايات الثلاث أو سبب اختلافها، فقد تكون رايات شيعية مختلفة في المنهج وأسلوب العمل ثم تتحد وتنضوي تحت راية الإمام (عجّل الله فرجه) فيكون اضطرابها مصداقاً للروايات التي تحدثت عن وقوع الاختلاف بين الشيعة قبل عصر الظهور ثم يجمعهم الإمام (عجّل الله فرجه) على أمر واحد [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢١٤] وعلى هذا التوجيه سيكون ضمير (تصفو) راجعاً لنفس الرايات الثلاث المضطربة.
وقد يكون اضطراب هذه الرايات كناية عن وجود ثلاث حركات مختلفة في موقفها من نفس الإمام (عجّل الله فرجه) كالحركة البترية وحركة السفياني والخراساني، فقد ورد في الروايات ما يظهر منها وجود فئة معارضة للإمام (عجّل الله فرجه) سمّتهم الرواية بالبترية، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا قام القائم (عليه السلام) سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس، يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم، ويدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مقاتلتها حتى يرضى الله (عزَّ وعلا). [الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٣٨٤]
وكذلك ما دل على وجود فئة تناصر السفياني وتبايعه من أهل الكوفة، فقد روي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في سياق حديثه عن حركة الإمام (عجّل الله فرجه) قوله: ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٣٨٧]
وأمّا الاتجاه الثالث فهي رايات الخراسانيين التي تناصر الإمام (عجّل الله فرجه) وتبعث له بالبيعة، فقد روى جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي (عليه السلام) بعث إليه بالبيعة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٥٢]، وعلى الرأي الثاني يكون ضمير (تصفو) يرجع إلى مدينة الكوفة لا الرايات.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)