الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من عدة روايات من أن حكم بني العباس سيكون له وجود وحضور قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) بشكل من الأشكال، فقد روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ملك بني العباس مكرٌ وخدع يذهب حتى لم يبق منه شيء ويتجدد حتى يقال: ما مر به شيء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣١٤]، وروي أيضاً عن الحسن بن إبراهيم قال: قلت للرضا (عليه السلام): أصلحك الله، إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس؟ فقال: كذبوا، إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣١٥]
ومضافاً لما سبق قد يشهد أيضاً لهذا المعنى الذي ذكرناه ما أشارت إليه بعض الروايات من أن هلاك حكم بني العباس إنما سيكون على يد السفياني والخراساني وبالتحديد في الكوفة، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم، خرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من ههنا وهذا من ههنا، حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً أبداً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٦٧]
وأمّا من هم بني العباس الذين تقصدهم هذه الأخبار؟
فالذي يظهر من بعض الروايات أن دولتهم التي كانت قائمة في عصر الأئمة (عليهم السلام) وشطراً من عصر الغيبة الكبرى سوف تسقط وتزول، ثم يتجدد لهم الملك ثانية ويعود، ولا يمكن والحال هذه تفسير دولتهم وملكهم والذي سيكون قائماً قبل عصر الظهور بذات الدولة التي كانت قائمة قبل مئات السنين في الماضي، فقد روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ملك بني العباس مكر وخدع يذهب حتى لم يبق منه شيء ويتجدد حتى يقال: ما مر به شيء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣١٤]، كما يمكن أن نفهم معنى تجدد الملك لهم إما بوجود فئة سوف تملك وترتبط نسبياً ببني العباس حقيقة وواقعاً كما هو الحال في شخصية السفياني الذي ينتسب لأبي سفيان، وإمّا على نحو المجاز والكناية أي بمعنى الانتساب العملي للخط الذي كانوا يمثلونه في الظلم والطغيان، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): فإن من تشبه بقوم فهو منهم. [مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي: ج١٧، ص٤٤٠]
ولا يمكن الجزم بتعيين المقصود منهم على فئة معينة من الحركات الضالة سواء كانوا الدواعش أو غيرهم ولا أشارت الروايات إلى كيفية سيطرتهم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)