الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر المنقول ليس رواية عن معصوم بل نقله الشيخ الصدوق عن بعض الكتب التاريخية عن محمّد بن الحسين بن عبّاد الذي انفرد به دون غيره من الرواة، وهو على كل حال من المجهولين الذين لم نجد له ترجمة في كتب الرجال، كما أن الرأي الراجح والذي ذكرناه في جواب سابق أن أُم الإمام المهدي (عليها السلام) توفيت في حياة الإمام العسكري (عليه السلام) وليس بعده، وعلى افتراض قبول الخبر فيمكن توجيهه بأن ما ادَّعته صقيل كان الطريق الوحيد للحفاظ على حياة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ولا خلاف بين المسلمين في جواز الأخبار بغير الواقع لو توقَّف صون دم المسلم على ذلك، بل الواجب الشرعي يُحتِّم ذلك فيما هو أقل من القتل من التنكيل أو إيقاع الضرر، فكيف إذا كان الأمر يرتبط بحياة إمام معصوم، لاسيما إذا علمنا أن السلطات العباسية كانت تنتظر ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وتترقب ذلك، ولا يخلو أمره عندهم إمّا أن يكون حياً مولوداً فتبحث عنه لتقضي عليه، أو مازال حملاً في بطن أُمه لم يولد بعد، ولا يخفى أن التصريح بولادته السابقة كشف للسر الذي قد يعرض الإمام (عجَّل الله فرجه) للتهديد والخطر، فكان الأسلم الادِّعاء بأنه مازال حملاً لم يولد بعد، فيكفّوا حينها عن متابعته (عجَّل الله فرجه) ويقتصر أمرهم على مراقبة هذه الجارية وترقب أمرها، وهذا الذي حصل بحسب ما ذكره بعض المؤرخين حيث جعلوها بين نساء المعتمد ونساء الموفق ونساء القاضي ابن أبي الشوارب، وهن نساء أعلى رجال لدولة.
ولا زالوا يتعاهدون أمرها في كل وقت ويراعونها، وطالت المدة ولم يحصلوا على شيء، وبقيت الجارية على هذه الحال حتى واجهت الدولة مشكلات أساسية في المجتمع، واضطرت إلى خوض الحروب في عدة جبهات، فاشتغلوا بذلك عن هذه الجارية، فخرجت عن أيديهم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)