الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا ريب أن الحركة المهدوية ستعمل وفق المنهج التدريجي حالها في ذلك حال حركات الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ولا تقوم على أساس الهداية الفجائية أو الإعجازية، ويدل على ذلك روايات عديدة، منها ما ورد من إرساله أصحابه المقربين إلى أصقاع الأرض كما عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها، قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينية فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء، فكيف هو، فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون. [الغيبة للنعماني: ص٣٣٤، ب٢١، ح٨]
ومنها ما ورد من تعليمه الناس القرآن الكريم في فساطيط ينصبها في الكوفة، فعن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط لمن يعلم القرآن على ما أنزل الله، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٣٨٥]
على أنه (عجّل الله فرجه) لا يستعمل أسلوب القتال أولاً، إنما يستعمل أسلوب المحاججة العلمية والتعليم، مما يعني أنه يعمل على إلقاء الحجة من خلال التبليغ الخطابي الواضح، فقد ورد أنه (عجّل الله فرجه) عندما يخرج ويسند ظهره إلى الحجر، فينشد الله حقه ثم يقول: يا أيها الناس، من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله أيها الناس، من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم... إلى أن يعدد أنبياء أولي العزم كلهم. [الغيبة للنعماني: ص١٨٧، ب١٠، ج٢٠]
هذا كله فضلاً عن الإرهاصات التي ستكون قبيل الظهور من علامات واضحة وبيّنة كالصيحة والخسف وغيرها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)