الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: لابد أن نعلم أن التفاضل بين البشر عموماً والأنبياء والأولياء خصوصاً أمر صرّح به القرآن الكريم، فلا سبيل لإنكاره، قال تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ...﴾ [البقرة: ٢٥٣]
وثانياً: لا سبيل لنا لإثبات أفضلية بعض الأنبياء على بعض، أو بعض الأئمة على بعض، إلا من خلال الآيات القرآنية أو الروايات الشريفة، لأن شخصياتهم (عليهم السلام) هي فوق حد إدراكنا، ومعه فلابد من الرجوع إلى الروايات الشريفة التي تذكر تفاصيل ذلك، فذلك هو الأساس المتاح لنا. وحيث إن السؤال وارد في خصوص التفاضل بين الأئمة (عليهم السلام)، فسنخصص الكلام فيهم.
وثالثاً: إن أقوال العلماء مختلفة في هذا المجال، ولا نرى داعياً لذكرها، ومن أراد التفصيل فله أن يراجع كتاب (صراط الحق لمحمد آصف المحسني: ج٣، ص٣٢٢ وما بعدها، نشر مؤسسة ذوي القربى الطبعة الأولى لسنة ١٤٢٨ هـ).
ورابعاً: يمكن استخلاص النتيجة التالية من خلال الروايات الشريفة، أن الأفضلية هي كالتالي:
الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثم أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم الزهراء (عليها السلام) ثم الإمام الحسن (عليه السلام) ثم الإمام الحسين (عليه السلام) ثم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ثم أولاد الحسين (عليهم السلام) حسب ترتيبهم.
والأدلة على تفضيل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على ماعدا أصحاب الكساء -الذي هو مورد السؤال- عديدة، منها:
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ... واختار من الحسين الأوصياء يمنعون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأول الجاهلين، تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم وهو أفضلهم. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢٥، ص٣٦٣]
عن سلمان قال: كنا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه إذ تفرس في وجهه وقال: يا أبا عبد الله، أنت سيد من سادة وأنت إمام ابن إمام أخو إمام، أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٣٦، ص٣٧٢]
وهكذا الرواية المشهورة عن الإمام الصادق (عليه السلام): لو أدركته لخدمته أيام حياتي.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)