الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
من أهم اعتقاداتنا في الإمام (عجّل الله فرجه) أنه معصوم، والعصمة تعني فيما تعنيه علماً لَدُنياً خاصاً، ينكشف معه الواقع، وهذا العلم من السعة بحيث لا تخفى على الإمام (عجّل الله فرجه) صغائر الأمور، وقد اشتهر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض... . [نهج البلاغة: ج٢، ص١٢٠]
وقد كان عند أهل البيت (عليهم السلام) مواريث عديدة أهمها المواريث العلمية مثل الناموس الذي هو عبارة عن كتاب فيه أسماء الشيعة كلهم، فعن حبابة الوالبية قالت: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أن لي ابن أخ وهو يعرف فضلكم وأني أحب أن تعلمني أمن شيعتكم؟ قال: ما اسمه؟ قالت: قلت: فلان بن فلان قالت: فقال: يا فلانة، هاتِ الناموس، فجائت بصحيفة كبيرة تحملها فنشرها ثم نظر فيها فقال: نعم، هو ذا اسمه واسم أبيه ها هنا. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢٦، ص١٢١ - ١٢٢]
ومن هنا، فنحن نجزم بأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وهو وارث علوم الأولين والآخرين عنده من العلم ما يكشف له حقيقة الناس ويعرف به أنصاره بأسمائهم ومنازلهم ورتبهم الكمالية، وهذا ما لا ينبغي التشكيك فيه أبداً.
ومن مؤيدات ذلك أنه ورد في الكثير من الروايات الشريفة أن أعمال العباد تعرض على إمام الزمان (عجّل الله فرجه) كل سنة ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، بل وورد أنها تُعرَض عليه كل خميس، ولا شك أن عرض الأعمال عليه يستبطن معرفته بهم وبأعمالهم...
ففي كتاب [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص٤٤٧، ب٥، ح٢] عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥] قال: هو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والأئمة تُعرض عليهم أعمال العباد كل خميس.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)