الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
للدعاء آثار كبيرة على جميع الأصعدة سواء على الحالة النفسية للإنسان الداعي أو على مستوى تغيير الواقع الذي يعيشه مضافاً إلى الأجر والثواب الكبير باعتباره أحد أهم العبادات والتي تربط بين العبد وربّه، فعلى هذا الأساس فإن دعاءنا للإمام (عجّل الله فرجه) بالحفظ والفرج يفيد أولاً في زيادة ارتباطنا به وعدم الغفلة عنه مما يعطينا زخماً معنوياً وحركة عالية في اتجاه حركة الإصلاح العالمي والتمهيد لها، إضافة إلى الحصول على الأجر الكبير والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى، والمهم في الأمر هو أن دعاءنا للإمام مفيد حتّى للإمام (عجّل الله فرجه) وذلك في تعجيل الفرج له فإن الإسراع في فرجه مرتبط ببعض الأمور التي منها كثرة الدعاء له، وهذا لا ينافي أنه محفوظ من الله ووقت ظهوره من المحتوم، إذ إن تعيين هذا الوقت وتحديده مرتبط بشروط منها الدعاء له.
وإذا صح هذا الإشكال فمعنى ذلك أنه يجب علينا أن لا ندعو لأي شخص كان، ولا ندعو بشيء على الإطلاق، لأن كل شيء في هذا الكون مقدر من الله سبحانه وتعالى فلا تدْعونَّ لأصدقائك وأقربائك بطول العمر مثلاً أو بزيادة الرزق أو بالصحة والعافية لأن الله سبحانه وتعالى قد قدّر لهم عمراً معيناً ورزقاً معيناً وصحة وعافية معينة، وهذا واضح البطلان لأن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠]، وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء، وقد أُبرِم إبراماً. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٤٦٩، باب أن الدعاء يرد البلاء والقضاء، ح٣]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)