الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أنه ليس المقصود من العدد (٣١٣) هو مجرد العدد من دون مواصفات، وإلّا فالشيعة ومن يتبعون الإمام (عليهم السلام) هم أكثر من هذا العدد بكثير في كل عصر.
وإنما المقصود هو اكتمال هذا العدد بمواصفات خاصة تؤهلهم لأن يكونوا على مستوى المسؤولية زمن الظهور، فإن الروايات ذكرت أن هؤلاء الـ(٣١٣) ستلُقى عليهم مسؤوليات عظيمة زمن الظهور فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): كأني انظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية، وهم حكام الله في أرضه على خلقه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٧٢، ب٥٨، ح٢٥]
وهذا لا يعني أنه لا يوجد في الشيعة من يتصف بتلك الصفات والمؤهلات في عصرنا الحالي أو السابق إذ قد يوجد منهم في أي عصر لكن لم يكتمل عددهم في عصر واحد.
هذا بالإضافة إلى أمر مهم، وهو أن اكتمال العدد بالمواصفات المطلوبة ليس هو العلة التامة للظهور، وإنما هو جزء العلة، والرواية ليست في صدد بيان العلة التامة للظهور، وإنما هي في مقام بيان مقتضٍ من مقتضيات الظهور، مما يعني أنه يمكن أن يوجد في عصر ما هذا العدد وبتلك المواصفات، لكن لم يحن الوقت المناسب للظهور في علم الله تعالى، أو لم تتوفر بقية الشرائط التي يتوقف عليها الظهور المقدس والتي منها توفر القاعدة الجماهيرية التي تستقبل وتؤيد الدعوة الإسلامية المهدوية العالمية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)