محاور الحلقة:
-هناك فرق أساسي بين الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى
-الغيبة الصغرى فيها أربعة سفراء معتمدين لدى الإمام المهدي (عليه السلام)
-في عصر الغيبة الكبرى ليست هناك نيابة خاصة أو سفير بين الإمام وبين الشيعة
-أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد هيأوا شيعتهم لثقافة تحفظهم من الانحراف
-أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وجهوا شيعتهم لمراجعة العلماء الأتقياء العدول الذين يعتمد على علمهم وعدالتهم واستقامتهم
-هناك فرق أساسي بين الغبية الصغرى والغيبة الكبرى
-مراجع الدين الشيعة لم يثقفوا أتباعهم على أنهم معصومون
التاريخ: ٢٠١٨
انتاج: قناة المنهاج الفضائية
📖اسم الكتاب: معالم مهدوية
👤تأليف: الشيخ نزار آل سنبل القطيفي
📕حجم الكتاب: وزيري
📘نوع الغلاف: جلد
📑عدد الصفحات: ٢٢٣
📖 حينما تُسرع الفتن في مجتمعاتنا وتهبُّ العواصف التشكيكية في خَلَجات قلوب الضعفاء من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ينبري العلماء لمسك دفَّة سفينة الاستقامة ورفع شراع الأصالة تطبيقاً لقوله: «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يُظهر علمه».
ونحن اليوم في خضمِّ معركة تشكيكية شرسة تحاول النيل من سواحل عقيدة الإماميَّة الاثني عشرية في واحدة من أهمِّ مبانيهم الفكرية - وبالأحرى من أهمِّ المباني الإسلاميَّة عموماً - وعقائدهم الأصيلة، ألَا وهي عقيدة المهدي المنتظر الموعود (عجّل الله فرجه).
كما وفي نفس الوقت نحن نخوض حواراً داخلياً صعباً يريد استلاب العقيدة وحرفها عن الجادَّة القويمة وتأطيرها بإطار أدعياء المهدوية مستنداً إلى نسج حالة من الضبابية الفكرية والغنوصية الباطنية لكي يسيطر على الساذج من العقول والسطحي من الأفكار.
نعم نحن بين معركتين الأُولى تحاول جاهدة إنكار العقيدة من الأساس والتهجُّم على معتقديها بأنَّهم يعيشون حالة من النرجسية والمثالية الناتجة عن طول الاضطهاد والقهر والاستضعاف، لذلك نسجوا في خيالهم المنقذ العالمي والمخلِّص المقتدر حتَّى يحافظ على وحدة كيانهم وعدم ذوبانهم في الكيانات الأُخرى، ومن ثَمَّ ضياعهم واضمحلالهم، متناسين أنَّ هذه العقيدة - المهدي المنتظر - هي أصيلة بأصالة الإسلام، بل بأصالة الديانات الإلهيَّة الكبرى، وهذا القرآن يصدح قائلاً: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: ١٠٥).
كما أنَّ من آمن بها ليسوا من صنف المستضعفين والمقهورين دائماً، بل آمن بها وحاول تقمُّص شخصيتها الحاكمون والطغاة أيضاً سواء في العصر الأُموي أو العبّاسي، وقبل هذا وذاك هي عقيدة بشَّر بها نبيُّ الرحمة (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أكثر من (٥٦٠) رواية من الطرفين، ومئات الروايات عن ذرّيته المعصومة (عليهم السلام).
أمَّا المعركة الثانية فهي محاولة التسلُّق على أكتاف آل محمّد، وذلك بالادِّعاءات الكاذبة، ومع كلِّ الأسف نجد البعض سواء عن طيب قلب أو خبث سريرة ينصاع لمثل هذه الشبهات وينخدع بمثل هذه الدعوات، وهذا ليس بالأمر الغريب أو الجديد، بل هو قديم بقِدَم رسوخ العقيدة المهدوية عبر قرون من الزمن، فها نحن أمام العبرتائي وهو أوَّل من نَصَبَ نفسه لمقام غير مقامه في بداية عصر الغيبة الصغرى وتبعه الآخرون أمثال أبي دلف والشلمغاني حتَّى صدر فيه وفي أمثاله لعائن الله على يد مولانا صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)، وها نحن اليوم أمام ادِّعاء جديد وبابية وبهائية أُخرى، وهي دعوى (أحمد إسماعيل گاطع) أو ما يحلو لأصحابه تسميته (أحمد الحسن) أو اليماني أو عشرات غيرها من الألقاب المستلبة التي يحاول تجريدها من مقام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) وتكريسها لنفسه الضعيفة والأمّارة.
ولذا فنحن بحاجة ماسَّة إلى أمرين مهمّين: الأوَّل تأصيل العقيدة المهدوية وترسيخها في قلوب شبابنا ومجتمعنا، والثاني تفنيد الشبهات وحلُّ الإشكاليات بصورة علمية متينة.
وكتاب (معالم مهدوية) - الذي بين يديك عزيزي القارئ - قد جمع بين الأمرين معاً، فهو يُؤصِّل للفكر المهدوي - وقد أفلح في ذلك ونجح أيّما نجاح - من خلال الأدلَّة العقلية والنقلية العامَّة والخاصَّة، كما أنَّه يجيب على الكثير من الشبهات القديمة والحديثة بأُسلوب رصينٍ خالٍ من التعقيد والإبهام، فهو بحقٍّ من مصاديق السهل الممتنع.