📖اسم الكتاب: في رحاب المهدي (عجّل الله فرجه)
👤تأليف: السيد علي محمّد الحسيني الصدر
📕حجم الكتاب: رقعي
📘نوع الغلاف: ورقي
📑عدد الصفحات: ١٣٠
📖 إن الإمام المنتظر الحجّة المهدي أرواحنا فداه هو تلك الأمنية الكبرى والأنشودة العظمى التي انتظرتها الأجيال، وعقدت عليها الآمال، بعدما وعد به الله الذي لا يخلف الميعاد ولا يتخلف عنه القوة والسداد، حيث قال في كتابه الكريم وخطابه العظيم: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ﴾.
وحينما يظهر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وعند قدميه المباركتين تنعُم الأمّة نعماً لم يتنعّموا بمثلها قطّ.
فيتبدّل الخوف إلى الأمن، والفقر إلى الغنى، والظلم إلى العدل، والجهل إلى العلم، والفساد إلى الصلاح، والضعف إلى القوة، والجحيم إلى النعيم.
وتملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً، بعد أن ارتمست في الظلم والجور والجهل.
ويتحقق آنذاك عصر النور والعلم والقدرة والسعادة والخير والبركة.
وتتشرّف الأرض بدولة الله، دولة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم)، دولة أهل البيت (عليهم السلام)، الدولة الكريمة التي لم نزل ولا نزال ندعو الله لها، ونبتهل إليه بها، ونتوجّه إليه بأنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله.
ولقد وعد الله تعالى بنصره وتمكينه بقوله عزَّ اسمه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾.
ولا عجب في ذلك والله غالب على أمره، وهو الناصر لأنبيائه وأوليائه.
وتاريخ الأنبياء شاهد حيّ على غالبيّة الله ونصره..
فكما أن جدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) قام من مكّة وحيداً غريباً، ودخلها بنصر الله تعالى فاتحاً رهيباً، ونزل قوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾.
وكما أنّ النّبي نوح (عليه السلام) انتصر على البشريّة الفاسدة، واجتاح بطوفانه الكرة الأرضيّة، وتغلّب على جميع القوى الكافرة، حتّى صاح بأعلى صوته: ﴿لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ﴾.
وكما أن إبراهيم الخليل (عليه السلام) فاجأ العالم في عصره لأوّل مرة بكسر أصنام الكفر، وتلقّى النار بالبرد والسلام، وانتصاره الساحق على المشركين.
وكما أن النبي داود (عليه السلام) محا دولة الظلم، وقتل رأس الظالمين جالوت، وانتصر على جيشه العرمرم بثلاثة أحجار فقط، سدّدها إليهم وشتّت جمعهم.
وكما أن النبي سليمان (عليه السلام) بسط سلطانه على جميع الكائنات، وسخّر الإنس والجنّ والموجودات، واستولى على جميع مناطق الأرض حتّى جاء بعرش الملوك من أقصى الأرضين بطرفة عين، وحتّى استغلَّ الهواء والفضاء.
وكما أن النبي يوسف (عليه السلام) قفَز من قعر البئر إلى قمّة العرش، وصار عزيز مصر.
وكما أن موسى بن عمران (عليه السلام) طوى تاريخ الفراعنة الطويل، وأغرق جيوشهم في البحر، وأعجب العالم بتسع آيات بيّنات، وبعصاه التي صارت تلقف ما يأفكون حتّى وقع السحرة له ساجدين.
وكما أن عيسى بن مريم (عليه السلام) أغرب أطباء العالم بإحياء الموتى، وإبراء المزمنات بإذن الله تعالى.
وكذلك الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)..
بقوّة الله تعالى وقدرته وإرادته يظهر على الدين كلّه، وعلى الأرض جميعها ويكوّن دولة الله في خلقه، وحكومة السماء في الأرض.
وهذا الكتاب لمحات تدرس الجانب اليسير من ظهور ذلك الأمل الكبير، وتحقّق دولته الكريمة، وحكومته العظيمة.
وجعلنا الله من أعوانه وأنصاره، وأقرّ عيوننا بغُرّته الحميدة ودولته الكريمة.