محاور الحلقة:
- اليقين بقيام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
- حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حركة عقائدية
- المعطيات العملية لنهضة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
- ثبات عقيدة الانتظار
- التسليم للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
- الإيمان الراسخ بنهضة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
انتاج: قناة المعارف الفضائية
📖اسم الكتاب: علامات الظهور (قراءة في المعرفة والتطبيق)
👤تأليف: الشيخ كاظم القره غولّي
📕حجم الكتاب: وزيري
📘نوع الغلاف: ورقي
📑عدد الصفحات: ١٧٦
📖 إنَّ الإسلام أراد للإنسانية مستقبلاً زاهراً ينعم بالخير والرفاه والتطوّر، وذلك وفق آلية رسمها لا يمكن أن تختلف أو تتخلَّف، وذلك عبر إرسال الرسل وبعث الأنبياء (عليهم السلام)، ثمّ بسط العدل الإلهي على الأرض بخلافة الإنسان الكامل وتحقيق الوعد الربّاني حيث قال: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ﴾، وتحقيق الهدف والغاية من الخلق: ﴿وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، ببركة وجهود خاتم الأوصياء المهدي المنتظر سليل خاتم الأنبياء (عجّل الله فرجه)، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): المهدي من عترتي من ولد فاطمة، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): بنا فتح الله وبنا يختم.
ورسم لذلك كلّه نظاماً خاصّاً رتيباً دقيقاً كما جاء في الرواية: نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، وأعطى للأُمّة إشارات وعلامات ودلالات لكي تستفيق من غفلتها وتنهض من سباتها وتعالج مشاكلها، ولتكون على أُهبة الاستعداد وقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها.
فصحيح أنَّ أمر المهدي من الميعاد والله لا يخلف وعده، ولكن أبى الله إلَّا أن تجري الأُمور بأسبابها، فليس من سنن الله هداية الأُمم بمبدأ: (كن فيكون)، بل وفق منهج: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ﴾، وسنن: ﴿وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ...﴾، هكذا هي مسيرة الحياة التي اختارها الله لخلقه وأرادها لعباده.
هكذا هي بعض غايات علامات الظهور المقدَّس، ولكنَّنا نجد الكثير الكثير من الناس يولون اهتماماً بالغاً بمعرفة العلامات ومحاولة إيجاد الرابط بينها وبين ما يحدث في حياتهم اليومية من وقائع سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، فأصبح شغلهم الشاغل التطلّع إلى العلامات، ولا شكَّ أنَّ مثل هذا النهج يخسِّر الشخصية الإنسانية الكثير، لأنَّها سوف تستغرق فيه إلى درجة تفقد معه حسّ النقد والموضوعية، ممَّا يؤثِّر على وعيها بشكل عامّ.
ولعلَّ من هذا الباب وكردّ فعل على تصرّفات البعض نجد هناك من يدعو إلى إهمال العلامات وعدم البحث عنها باعتبارها لا تقدّم ولا تؤخِّر في تعجيل ظهور ذي العلامة، فليست هي مقدّمات موصلة، وليست هي من باب مقدّمات الواجب حتَّى يحسن الاهتمام بها ولولاها لما وصل الإنسان إلى ذيها ولم يمكن تحصيل الواجب، فهي ليست كذلك على الإطلاق.
إذن فعلام كلّ هذا الاعتناء والاهتمام والتركيز على أمر ثانوي غير داخل في صميم حركة الإصلاح العالمي؟ فلنقفل كلّ باب ولنسدّ كلّ نافذة تتحدَّث عن العلامات.
هكذا قد يفكّر البعض.
والحقّ الذي ينبغي الالتفات إليه أنَّ كلا الأُسلوبين سقيم، وكلا المنهجين غير صحيح، فلا المنهج الأوّل الذي صبَّ كلّ اهتمامه بالعلامات ونسي وغفل عن ذيها، بل لا يحسّ بضرورة المساهمة من قِبَله في تحقّق الوعد الإلهي، فهو كالمتفرّج الذي ينظر من بعيد لقضيّة لا تمتُّ إليه بصلة. ولا منهج الإهمال المطلق والذي جاء كما ذكرنا كردّ فعل على المنهج الأوّل.
فالنظر والتأمّل في تراث أهل البيت (عليهم السلام) يعطينا معرفة واضحة بالمنهج الذي اتَّبعوه (عليهم السلام)، فقد اتَّخذوا منهجاً وسطياً فأعطوا اهتماماً خاصّاً بالعلامات، لكن على أن لا تشكّل حاجزاً عن معرفة دور الإنسان وقدرته على تغيير المستقبل لصالحه، فهو ليس خارج اللعبة حتَّى يكون متفرّجاً، كما أنَّ مقاليد الأُمور ليست كلّها بيده.
والكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ قد عالج وبصورة علمية تحليلية فذّة مخاطر الاهتمام الزائد في علامات الظهور وبيان نقاط ضعفها وإشكالية التطبيق فيها ممَّا يُعطي صورة علمية واضحة للمسيرة التي يجب أن يتعاطى بها المنتظر مع علامات الظهور.
والمركز حيث يقدّم شكره للأستاذ المؤلّف الشيخ كاظم القره غولّي على ما سطَّرته أنامله الكريمة وعلى بحثه القيّم، فالمركز يقدّم معلماً جديداً للنظر في علامات الظهور ورفد المكتبة المهدوية بهذا الكتاب القيّم.