الأدب المهدوي / نشيد الولاء
نشيد الولاء
في ميلادة الإمام الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام
شعر: محمد علي داعي الحق/ كربلاء
|
إذا اللهُ يوماً أراد الظهور |
|
لحجتهِ الغائبِ المنتظَر |
|
تهلّل وجهُ الصباحِ الكئيبْ |
|
وغرَّدتِ الطيرُ فوقَ الشجر |
|
وفاضَ السحابُ وهبَّ النسيمُ |
|
وزانَ السماواتِ ضوءُ القَمرْ |
|
أشعبانُ يا مرفأ الذكرياتْ |
|
ونبعَ الهدى وانبثاقَ العِبرْ |
|
وشعبانُ يا ألقَ الأمنياتْ |
|
وطيبَ المجالسِ عندَ السَّمر |
|
وجدناكَ دفقاً لأرواحِنا |
|
ورَوحاً لأورادِنا في السّحَرْ |
|
نناجي إِلهَ العبادِ العظيمْ |
|
بساعاتِك السامياتِ الغُرَرْ |
|
وعُظِّمتَ من سيِّد الكائنات |
|
بأقواله فيك تحكي الدررْ |
|
فشعبانُ شهريَ شهرُ العطاء |
|
وشهرٌ به الله عنا غفرْ |
|
فيا أيها المؤمنون الدعاة |
|
أنيبوا إلى الله فيما أمرْ |
|
وتوبوا إليه من الموبقات |
|
لينجيَكم من عذابٍ أشِرْ |
|
وَخِفّوا إليهِ بأعمالكمْ |
|
تنالوا رضاهُ وعُقبى الظَّفَرْ |
|
بمولد صاحب هذا الزمان |
|
إمامِ الهُدى والوَلِيِّ الأبَرْ |
|
به بشّر الأنبياءُ العظام |
|
وقرآننا شاهدٌ والسُوَرْ |
|
وصَكَّ نداءٌ يهزُ الوُجود |
|
مسامِعَنا فاستطار الخَبرْ |
|
صَداهُ يرنُّ أتاكم من اللـ |
|
ـهِ نصرٌ عظيمُ الأثرْ |
|
إمامٌ به تستقيم الأمورْ |
|
وتُزهو بهِ رائعاتُ الصوَرْ |
|
ومولدُ هذا الإمامِ الهُمامْ |
|
لأعيننا صار كحلَ البَصَرْ |
|
يذكّرنا بالذي فَاتَ منْ |
|
مآثر أجدادهِ واندثرْ |
|
سلاماً إمامَ الورى زاكياً |
|
ندياً يفوحُ بعطرِ الزهرْ |
|
وهذي الجموع تَرُوم اللقاء |
|
بذاك المحيّا البهي البَشِرْ |
|
تُرَصُّ الصفوفُ على الجانبين |
|
تماوجُ زهواً كموْجِ البحرْ |
|
وكَلْنا لَكَ الأمرَ يا سيدي |
|
فمُرنا بماذا ترى نأتَمِرْ |
|
فإنّا جنودُكَ جندُ الإلهِ |
|
نفدِّيكَ بالروح والمدَّخرْ |
|
أَثِرْ نَقْعَها حيثُ جيشُ الطغاة |
|
أغارَ على الدينِ كراً وَفَرْ |
|
فما من مغيثٍ لنا أو مجيرْ |
|
سواكَ فيُبعِدُ عنّا الخَطرْ |
|
ويَحفظُنا من شرورِ الزمانْ |
|
ويدرأ عنا سهامِ القَدَرْ |
|
|
* * * |
|
|
تُرانا ابتعدنا عن الحق، أم |
|
سلكنا طريقاً مخيفاً وَعِرْ |
|
فبتنا حيارى كأنّا سُكارى |
|
نُساقُ أسارى بِلُجِّ الغُمَرْ |
|
فلا من ملاذٍ، ولا مُسْتَجارْ |
|
من المردياتِ وجورِ الدهرْ |
|
وغطَّى الظلامُ رحابَ الوجودْ |
|
وحاق العذابُ بنا واستقرْ |
|
وهبّتْ رياحٌ تهزّ الجبالْ |
|
فكيفَ الخلاصُ وأين المفرْ؟ |
|
متى تبزغ الشمسُ من مكّةٍ |
|
وتكشفُ عن وجهها المستترْ |
|
وتشرقُ فوقَ ربوع الحياة |
|
لِتمنحَها الدَّفقَ بعد الخَورْ |
|
وتملأ آفاقَنا بالحُبورْ |
|
وتنعمُ بالخير كل البشر |
|
ويا كهفنا الملتجى والحصينْ |
|
لأنت الملاذُ لنا، والفخَر |
|
وأنتَ السِنادُ وأنتَ العِمادْ |
|
وأنتَ المرجّى لأمْرٍ قُدِرْ |
|
ستنحلُّ في عهدكَ المشكلاتْ |
|
ويبنى كيانٌ لنا مستقرْ |
|
فيرتاحُ في ظلك المؤمنونْ |
|
وينعَمُ في عدْلِكم من قُهِرْ |
|
ويفرحُ في نصرك المسلمون |
|
ومن عذّبته ليالي السهر |
|
وأهلُ العنادِ ورهطُ الفسادْ |
|
يُجازَوْن عن كلِ فعلٍ قَذِرْ |
|
سيصلون ناراً ويُكسَونَ عاراً |
|
ويَهوون سيراً إلى المنحَدَرْ |
|
ونسألك اللهَ بالشافعينْ |
|
رسولِ البريةِ خيْرِ البَشَرْ |
|
وآلِ الرسولِ الكرامِ العظامْ |
|
هُداةِ الأنامِ، الحماةِ الغُرَرْ |
|
أغِثنا إلهي وكُنْ عونَنا |
|
ويسِّرْ لنا كلَّ أمرٍ عَسِرْ |
|
لنحيا حياةَ الهَنَا والسرورْ |
|
ونسعَدَ في خيرِك المنهمِرْ |
|
فأنتَ الرجاءُ وأنت المُنى |
|
ومنك العطايا ومنك الحِبَرْ |

