(٦١٨) مَا نَقَاءُ ثِيَابِكَ...
عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«مَا نَقَاءُ ثِيَابِكَ»؟
فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هِيَ لِبَاسُ بَلَدِنا، ثُمَّ قال: لَقَدْ جِئْتُكَ بِهَدِيَّةٍ فَقَالَ لَهُ أبُو عَبْدِ اللهِ:
«هَدِيَّةٌ»؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَخَلَ غُلامٌ وَمَعَهُ جِرَابٌ فِيهِ ثِيَابٌ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ تَحَدَّثَ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ:
«إِنْ بَلَغَ الوَقْتُ وَصَدَقَ الوَصْفُ فَهُوَ صَاحِبُ الرَّايَاتِ السُّودِ مِنْ خُرَاسَانَ، يَا قَانِعُ انْطَلِقْ فَسَلْهُ مَا اسْمُكَ، لوصِيفٍ قَائِمٍ عَلَى رَأْسِه»،
قَالَ: فَلَحِقَهُ فَقَالَ لَهُ: أَبُو عَبْدِ الله يَقُولُ لَكَ: ما اسمك؟ قال: عَبْدُ الرَّحْمَانِ، قَالَ: فَرَجَعَ الغُلامُ فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ، يَقُول: اسْمِي عَبْدُ الرَّحْمَانِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ:
«عَبْدُ الرَّحْمَانِ وَاللهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، هُوَ وَرَبِّ الكَعْبَةِ».
قَالَ بَشِيرُ: فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ الكُوفَةَ جِئْتُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الذِي دَخَلَ عَلَيْنا.
مصادر الحديث:
* نوادر الحكمة، لمحمد بن أحمد بن يحيى: على ما في إعلام الورى.
* دلائل الإمامة: ص140 - 141 (293-294 ح248) - وبإسناده (وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى) عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله الكناني، عن موسى بن بكر قال: حدثني بشير النبال قال: كنت عند أبي عبد الله إذ استأذن عليه رجل فدخل عليه، فقال أبو عبد الله:
* إثبات الوصية: ص158 - و(روى) عنه (عليه السلام) من قدمنا ذكره من رجاله قالوا كنا عنده إذ أقبل رجل فسلم وقبل رأسه وجلس فمس أبو عبد الله (عليه السلام) ثيابه ثم قال: ما رأيت اليوم أشد بياضاً ولا أحسن من هذه، فقال الرجل: يا سيدي هذه ثياب بلادنا وقد جئتك منها بجرابين، فقال: يا معتب اقبضها منه، ثم خرج الرجل فقال (عليه السلام): إن صدق الوصف وقرب الوقت فهذا الرجل صاحب الرايات السود الذي يأتي بها من خراسان، ثم قال: يا معتب الحقه فاسأله عن اسمه وهل هو عبد الرحمن قال لنا إن كان اسمه فهو هو، فرجع معتب فقال اسمه عبد الرحمن، ثم عاد إلى أبي عبد الله (عليه السلام) سرا فعرفه أنه قد دعا إليه خلقاً كثيراً فأجابوه، فقال له أبو عبد الله: إن ما تومي إليه غير كائن لنا حتى يتلاعب بها الصبيان من ولد العباس، فمضى إلى محمد بن عبد الله بن الحسن فدعاه فجمع عبد الله أهل بيته وهم بالأمر ودعا أبا عبد الله (عليه السلام) للمشاورة فحضر فجلس بين المنصور وبين السفاح وعبد الله ابني محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ووقعت المشاورة فضرب أبو عبد الله يده على منكب أبي العباس عبد الله السفاح فقال: لا والله إمّا أن يملكها هذا أو لا، ثم ضرب بيده الأخرى على منكب أبي جعفر عبد الله المنصور وقال: وتتلاعب بها الصبيان من ولد هذا، ووثب فخرج من المجلس).
* إعلام الورى: ص272 - 273 ب5 ف3 - كما في إثبات الوصية بتفاوت، وقال (ما رواه صاحب نوادر الحكمة عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي محمد الحميري، عن الوليد بن العلاء بن سيابة، عن زكار بن أبي زكار الواسطي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام): وقال: (قال زكار بن أبي زكار: فمكثت زمانا، فلما ولي ولد العباس، نظرت إليه وهو يعطي الجند، فقلت لأصحابه: من هذا الرجل؟ فقالوا: هذا عبد الرحمن).
* الخرائج والجرائح: ج2 ص645 ب14 ح54 - كما في دلائل الإمامة بتفاوت يسير، مرسلاً عن بشير النبال:
* مناقب ابن شهر آشوب: ج4 ص229 - كما في إعلام الورى بتفاوت، مرسلاً عن زكار بن أبي زكار الواسطي.
* إثبات الهداة: ج3 ص112 - 113 ب21 ف18 ح131 - عن إعلام الورى.
وفي: ص120 ب21 ف19 ح150 - عن الخرائج.
* مدينة المعاجز: ج5 ص293 ح1626 - عن إعلام الورى.
وفي: ص457 ح1791 - كما في دلائل الإمامة، عن أبي جعفر بن جرير الطبري في كتاب الإمامة (دلائل الإمامة - ظاهراً).
* البحار: ج47 ص109 ب5 ح143 - عن الخرائج.
وفي: ص132 ب5 ح181 - عن مناقب ابن شهر آشوب.
وفي: ص274 - 275 ب9 ح15 - عن إعلام الورى.
ملاحظة:
(في تأكيد الإمام الصادق (عليه السلام) على بياض ثياب أبي مسلم الخراساني نكتة هامة، لعله يريد أن يلفت إلى أن لبس السواد والرايات السود التي تبناها بنو العباس كانت محاولة لتطبيق الحديث النبوي عليهم، وأن الرايات السود الموعودة قبيل ظهور المهدي (عليه السلام) غير رايات بني العباس السود).