(١٥٥) يَا كَامِلُ وَحَسَرَ عَنْ ذِراعَيْهِ فَإِذَا مَسْحٌ أَسْوَدٌ خَشِنٌ، فَقال: هذا للهِ وَهذا لَكُمْ...
عن الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنّه قال:
«يَا كَامِلُ وَحَسَرَ عَنْ ذِراعَيْهِ فَإِذَا مَسْحٌ أَسْوَدٌ خَشِنٌ، فَقال: هذا للهِ وَهذا لَكُمْ، فَخَجِلْتُ وَجَلَسْتُ إلى بَابِ سَتْرٍ مُرْخَى، فَجَاءَتِ الرِّيحُ فَكُشِفَ طَرَفُهُ فَإِذَا أَنَا بِفَتىً كأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ مِنْ أَبْناءِ أَرْبَعِ سِنينَ أَوْ مِثْلِها، فَقالَ لي: يَا كَامِلَ بْنَ إِبْراهيمَ فاقْشَعْرَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَأُلْهمْتُ أَنْ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يا سيِّدي. فَقال: جِئتَ إلى وَلِيِّ اللهِ وَحُجَّتِهِ تُريدُ أَنْ تَسْأَلَ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاّ مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتَكَ وَقالَ مَقالَتَكَ؟ فَقُلْتُ: إي واللهِ. فَقال: إِذَنْ واللهِ يَقِلُّ داخِلُها، واللهِ إِنَّهُ يَدْخُلُها خَلْقٌ كَثيرٌ، قَوْمٌ يُقالُ لَهُمُ الحَقِّيَّةُ. قُلْتُ: سيِّدي وَمَنْ هُمْ؟ قال: قَومٌ مِنْ حُبِّهِمْ لأميرِ المُؤْمِنينَ يَحْلِفُونَ بِحَقِّهِ وَلا يَدْرونَ مَا فَضْلُهُ، ثُمَّ سَكَتَ عليه السلام سَاعَةً ثُمَّ قال: وَجِئْتَ تَسْأَلُهُ عَنْ مَقالَةِ المُفَوِّضَةِ، كَذَبُوا بَلْ قُلوبُنا أَوْعِيَةٌ لِمَشِيَّةِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ اللهُ، شِئْنا، واللهُ يَقولُ: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إلاّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ﴾ ثُمَّ رَجَعَ السّتْرُ إلى حَالِهِ فَلَمْ أستَطِعْ كَشْفَهُ. فَنَظَرَ إِليَّ أبو مُحمَّدٍ عليه السلام وَتَبَسَّمَ وَقال: يا كَامِلَ ابْنَ إِبْراهيمَ: مَا جُلُوسُكَ وَقَدْ أَنْبَأَكَ المَهْدِيُّ وَالحُجَّةُ مِنْ بَعْدي بِما كانَ في نَفْسِكَ وَجِئْتَني تَسْأَلُني عَنْه، وَقال: فَنَهَضْتُ وَقَدْ أَخَذْتُ الجَوابَ الَّذي أَسْرَرْتُهُ في نَفْسي مِنَ الإمام المَهْديِّ وَلَمْ أَلْقَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو نَعيمٍ: فَلَقيتُ كَامِلاً فَسَأَلْتُهُ عَنْ هذا الحَديثِ فَحَدَّثني بِهِ عَنْ آخِرِهِ بِلا نُقْصانٍ وَلا زِيَادَةٍ».
مصادر الحديث:
* الهداية الكبرى: ص 87 (359 ط ج) - وعنه (قدس سره) (حسين بن حمدان الحضيني) عن جعفر بن محمد بن مالك البزاز الكوفي قال: حدّثني محمد بن جعفر بن عبد الله، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال: وجّه قوم من المفوّضة والمقصرّة كامل بن إبراهيم المدني المعروف بصناعة، إلى أبى محمد عليه السلام إلى سرّ من رأى يناجيه في أمرهم، قال كامل بن إبراهيم: فقلت في نفسي أسأله ألاّ يدخل الجنة إلاّ من عرف معرفتي وقال مقالتي؟ قال: فلمّا دخلت على سيدي أبي محمد عليه السلام إذ نظرت إليه على ثياب بياض ناعمة فقلت في نفسي: وليُّ الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا بمواساة إخواننا، وينهانا عن لبس مثله، فقال:
* إثبات الوصية: ص 222 - كما في الهداية بتفاوت، وفيه: «... المدايني... ليناظره... وأنا أعتقد أنه... متبسماً... رفيق على جلده... ستر مسبل... فألهمني الله... وبابه... لعلي صلى الله عليه... بحاجتك».
* دلائل الإمامة: ص 273 (505 ح491 ط ج) - كما في الهداية بتفاوت، بسنده عن أبي نعيم.
وفيه: (... المزني مبتسماً... وحجّة زمانه... كذبوا عليهم لعنة الله).
* غيبة الطوسي: ص 246 -247 ح216 - كما في إثبات الوصية بتفاوت، بسنده عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري. وفيه: «... عَلَى جِلْدِه... أوْعِيَةٌ لِمَشِيَّةِ اللهِ).
وفي: ص 248 -وقال: (وروى هذا الخبر أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن عبد الله بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي (قال) سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الأنصاري، وذكر مثله).
* الخرائج والجرائح: ج1 ص 458 ب13 ح4 - بتفاوت، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري. وفيه: (أيّ قوم يعرفون ما يجب عليهم معرفته مجملاً لا تفصيلاً من معرفة الله ورسوله والأئمة ونحوها).
* كشف الغُمّة: ج3 ص 289 - عن الخرائج.
* منتخب الأنوار المضيئة: ص 139 ف10 - مرسلاً بتفاوت يسير.
* نوادر الأخبار: ص 221 ح4 - عن كمال الدين.
* إثبات الهداة: ج3 ص 415 ب31 ف2 ح54 - عن غيبة الطوسي.
وفي: ص 508 ب32 ف12 ح320 - مختصراً عن غيبة الطوسي.
وفي: ص 683 ب33 ف2 ح91 - عن غيبة الطوسي.
* تبصرة الولي: ص 59 ح26 - عن غيبة الطوسي.
* البحار: ج25 ص 336 ح16 - عن غيبة الطوسي.
وفي: ص 337 - مثله عن الغيبة.
وفي: ج50 ص 253 ب3 ح7 - إلى قوله: (هذا لكم) عن غيبة الطوسي.
وفي: ج52 ص 50 ب18 ح35 - عن غيبة الطوسي.
وفي: ص 51 ب18 - أشار إلى مثله عن دلائل الإمامة.
وفي: ج70 ص 117 ب51 ح5 - أوّله عن غيبة الطوسي.
وفي: ج72 ص 163 ب102 ح20 - عن غيبة الطوسي.
* الأنوار البهية: ص 348 - عن غيبة النعماني.
* ينابيع المودّة: ج3 ص 324 ب82 ح8- بعضه، عن كتاب الغيبة.