المسار
العربية » المكتبة المهدوية » الأدعية والزيارات المهدوية
الفهرس
الأدعية والزيارات المهدوية

دعاء يوم عيد الغدير

دعاء يوم عيد الغدير

بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهم إِنّي أَسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأَنَّكَ واحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ، كَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ، بِأَنْ جَعَلْتَني مِنْ أَهْلِ إِجابَتِكَ، وَأَهْلِ دينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ، وَوَفَّقْتَني لِذلِكَ في مُبْتَدَأِ خَلْقي، تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَماً وَجُوداً.
ثُمَّ أَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلاً، وَالْجُودَ جُوداً، وَالْكَرَمَ كَرَماً، رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلى أَنْ جَدَّدْتَ ذلِكَ الْعَهْدَ لي تَجْديداً بَعْدَ تَجْديدِكَ خَلْقي، وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً ناسِياً ساهِياً غافِلاً، فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَني ذلِكَ، وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَهَدَيْتَني لَهُ.
فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، أَنْ تُتِمَّ لي ذلِكَ، وَلا تَسْلُبْنيهِ، حَتَّى تَتَوَفَّاني عَلى ذلِكَ وَأَنْتَ عَنّي راضٍ، فَإِنَّكَ أَحَقُّ الْمُنْعِمينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ.
اللّهم سَمِعْنا وَأَطَعْنا، وَأَجَبْنا داعِيَكَ بِمَنِّكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ، آمَنَّا بِالله، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَصَدَّقْنا وَأَجَبْنا داعِيَ الله، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ في مُوالاةِ مَوْلانا وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، عَبْدِ الله وَأَخي رَسُولِهِ، وَالصِّدّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِهِ، اَلْمُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدينَهُ الْحَقَّ الْمُبينَ، عَلَماً لِدينِ الله، وَخازِناً لِعِلْمِهِ، وَعَيْبَةَ غَيْبِ الله، وَمَوْضِعَ سِرِّ الله، وَأَمينَ الله عَلى خَلْقِهِ، وَشاهِدَهُ في بَرِيَّتِهِ.
اللّهم ﴿رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادي لِلْإيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ، فَآمَنَّا رَبَّنا، فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا، وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْميعادَ(1).
فَآمَنَّا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ، أَجَبْنا داعِيَكَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَصدَّقْناهُ وَصدَّقْنا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، فَوَلِّنا ما تَوَلَّيْنا، وَاحْشُرْنا مَعَ أَئِمَّتِنا، فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مُوقِنُونَ، وَلَهُمْ مُسْلِمُونَ.
آمَنَّا بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَرضينا بِهِمْ أَئِمَّةً، وَقادَةً وَسادَةً، وَحَسْبُنا بِهِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الله دُونَ خَلْقِهِ، لا نَبْتَغي بِهِمْ بَدَلاً، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وليجَةً. وَبَرِئْنا إِلَى الله مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً، مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَالْأَوْثانِ الْأَرْبَعَةِ، وَأَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، وَكُلِّ مَنْ والاهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ.
اللّهم إِنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَقَوْلُنا ما قالُوا، وَدينُنا ما دانُوا بِهِ، ما قالُوا بِهِ قُلْنا، وَما دانُوا بِهِ دِنَّا، وَما أَنْكَرُوا أَنْكَرْنا، وَمَنْ والَوْا والَيْنا، وَمَنْ عادَوْا عادَيْنا، وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا وَمَنْ تَبَرَّءُوا مِنْهُ تَبَرَّأْنا مِنْهُ، وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْنا وَرضينا، وَاتَّبَعْنا مَوالينا صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ.
اللّهم فَتَمِّمْ لَنا ذلِكَ وَلا تَسْلُبْناهُ، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِرّاً ثابِتاً عِنْدَنا، وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً، وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَيْهِ، وَأَمِتْنا إِذا أَمَتَّنا عَلَيْهِ، آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنا، فَبِهِمْ نَأْتَمُّ، وَإِيَّاهُمْ نُوالي، وَعَدُوَّهُمْ عَدُوَّ الله نُعادي، فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، فَإِنَّا بِذلِكَ راضُونَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ(2) (3) (4).

الهوامش:

(1) آل عمران: 194 و193.
(2) ثمّ تسجد وتحمد الله مائة مرّة، وتشكر الله عزّ وجلّ مائة مرّة وأنت ساجد، فإنّه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ذلك وكانت درجته مع درجة الصّادقين الّذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم وكان كمن شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ومع الحسن والحسين (عليهما السلام)، وكمن يكون تحت راية القائم أرواحنا فداه وفي فسطاطه من النّجباء والنّقباء
(3) البحار: 298/98، زاد المعاد: 341، الصحيفة الصادقية: 821، مستدرك الوسائل: 6/ 275، الصحيفة المباركة المهدوية.
(4) قال العلّامة المجلسي: روينا بالأسانيد المتّصلة ممّا ذكره ورواه محمّد بن عليّ الطرازي في كتابه عن محمّد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي وروينا بأسانيدنا أيضاً إلى الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان فيما رواه عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي أيضاً قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة فوجدته صائماً فقال: إنّ هذا اليوم يوم عظّم الله حرمته على المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدّين وتمّم عليهم النّعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأوّل إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفّقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الإنكار الّذين جحدوا. فقلت له: جعلت فداك؛ فما ثواب صوم هذا اليوم؟ فقال: إنّه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكراً لله عزّ وجلّ، فإنّ صومه يعدل ستّين شهراً من الأشهر الحرم ومن صلّى فيه ركعتين أيّ وقت شاء - وأفضل ذلك قرب الزّوال، وهي السّاعة الّتي اُقيم فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم علماً للنّاس، وذلك أنّهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت - فمن صلّى ركعتين ثمّ سجد وشكر الله عزّ وجلّ مائة مرّة، ودعا بهذا الدّعاء بعد رفع رأسه من السّجود.

الأدعية والزيارات المهدوية : ٢٠١٨/٠٥/٢٠ : ٤.٩ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.