المسار:
العربية » مجلة الانتظار » العدد: ٢ / شعبان / ١٤٢٦ هـ
العدد: 2 / شعبان / 1426 هـ

في رحاب شعبان / الحوزة.. المسؤولية المضاعفة

الحوزة .. المسؤلية المضاعفة
سماحة العلامة الشيخ باقر الإيرواني

حاوره الشيخ حيدر الأسدي

في نطاق دعوتها لاستشراف آراء النخبة الحوزوية التدريسية، عملت الانتظار على استطلاع يُبرز ملامح الرؤية في ذكرى الولادة الميمونة للإمام المنتظر عليه السلام .
وكان ممن أسهم في هذا المضمار سماحة العلاّمة آية الله الشيخ باقر الإيرواني (حفظه الله) بعد أن أجاب على السؤال التالي:
* ما هي الآلية المقترحة لتوطيد علاقة الحوزة العلمية المباركة بالإمام المنتظر عليه السلام لتجسيد المفهوم المهدوي على المستوى الحوزوي والمستوى العلمي للطالب الحوزوي؟
فأجاب مشكوراً:
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام ** الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه وبريّته محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
إذا كان جميع المؤمنين لهم درجة من الارتباط والعلاقة بالوجود المبارك لحجّة الله سبحانه في أرضه فتلك الدرجة نراها فينا أقوى، فنحن أوثق ارتباطاً وعلاقة به عليه السلام لاننا نرى لأنفسنا النيابة ببعض مراتبها عنه، ونرى أنفسنا المصداقية لعنوان <رواة أحاديثنا> الذي أرجع إليه عليه السلام الشيعة فترة الغيبة الكبرى، ونحن لهذا نعيش فكرة الإمام المهدي عليه السلام على امتداد مسيرتنا وطيلة حياتنا، وإذا كان للقدسية امتداد في وجودنا في أنظار المؤمنين فهو من بركات هذه العلاقة بيننا وبين وجوده المقدس عليه السلام .
وإذا كان جميع المؤمنين يعتقدون في إمامهم جميع المقامات السامية، فنحن الوسط الحوزوي نعتقد أن واحداً من تلك المقامات الثابتة له مقام الرقابة والاشراف على جميع تصرّفاتنا وسلوكنا الصادرة منّا، فهو يعرف ما نقوم به في كل يوم من سلوك وحركة، ولا يغيب عنه الكبير ولا الصغير.
وإذا كان جميع المؤمنين يعيشون حالة الشوق الشّّديد في الالتقاء بذلك الوجود المبارك والتحدّث معه، فنحن الوسط الحوزوي أشد شوقاً، ومن لا يشتاق إلى رؤية تلك الطلعة المنيرة والنور الساطع؟ ولكنّ الشوق وحده لا يحقّق هذا الهدف، بل لابدّ وأن يقترن بالعمل الصادق والسلوك الصالح، إنّ التقدّم منّا الى الله سبحانه خطوة في سلوكنا يقرّبنا الى رؤية تلك الشمس المنيرة خطوات.
وإذا كان جميع المؤمنين بحاجة إلى دعاء ذلك الوجود المبارك فنحن إليه أحوج، فإن مسيرتنا العلمية والدينية والجهادية بحاجة الى تسديد وتأييد، لعلّ أقرب الطرق إلى نيلها الدعاء من ذلك الوجود المبارك، وذلك لن يتحقق إذا ما انحرفنا في سلوكنا عن طريق الصواب والتقوى.
إنّنا مدعوون جميعاً إلى رصّ الصفوف وتوجيه الجهود لدفع الشبهات التي تطرح في مقابل فكرة الغيبة والمهدوية، وإذا كنّا نلمس مثل هذه الشبهات في بداية عصر الغيبة، الأمر الذي على أثره ألّّفَ مثل الشيخ الصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم رسائل وكتباً في دحض تلك الشبهات، فعلينا اليوم تحمّل أعباء هذه المهمة وحفظ الأمانة وإيصالها إلى بقية الأجيال سالمة كما أوصلت إلينا سالمة. إننا إذا أردنا التوفيق في حياتنا ووجودنا فعلينا أن لا ننسى الدعاء بالسلامة لذلك الوجود المبارك وتعجيل الفرج له، وعلينا أن نلهج بألسنتنا وقلوبنا كلّ جمعة بل كل يوم رافعين أيدي التضرع إلى السماء ومردّدين (أين السبب المتصل بين الأرض والسماء... ليت شعري أين استقرّت بك النوى... السلام عليك حين تقعد وتقوم، السلام عليك حين تركع وتسجد).
وعلينا عقد الندوات والمحافل للتحدّث عن ذلك الوجود المبارك وكلّ ما يرتبط به لنشدّ الناس إليه وننشدّ نحن بدورنا إليه. اللهمّ هب لنا دعاءه ورضاه وخيره آمين رب العالمين.

العدد: ٢ / شعبان / ١٤٢٦ هـ : ٢٠١٣/٠٧/١١ : ٦.١ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.

لتحميل أعداد المجلة (pdf):