المسار:
العربية » مجلة الانتظار » العدد: ٢ / شعبان / ١٤٢٦ هـ
العدد: 2 / شعبان / 1426 هـ

جولة الانتظار

جولة الانتظار

أجرى هذه الجولة الشيخ حيدر الأسدي

مع إطلالة النور المهدويّ... ارتأت مجلّة الإنتظار أن تحاور شرائح مختلفة لتستطلع رؤاها وتعبّر عن بهجتها وهي في خضم الاستعداد لاستقبال هذه الذكرى العطرة وحصيلة الجولة كانت باقة من الحوارات التالية:

مواجهة التحديات وتحفيز العقلية الإسلامية

الدكتور عبد الستار الأعرجي

مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

ضمنَ مشاركة النخب التثقيفية رؤيَتها بهذه المناسبة، كانت الإنتظار في ضيافة الدكتور عبد الستار الاعرجي عميد جامعة الشيخ الطوسي العالمية فأدلى بحديثه مشكوراً بعد أن تقدمت له بالسؤال التالي:
* في خضم التيارات الفكرية المتناحرة، كيف تتعاطون مع فكرة الإنتظار بمفهومها الإيجابي؟
** إن التعاطي مع هذه الفكرة يحتاج بذاته إلى أن يكون الإنسان إيجابياً، ومصاديق ذلك في نظري.
1ـ النظر إلى الانتظار الايجابي كمسؤولية عقيدية تستدعي العمل الجهادي على تفعليها كواقع بديل عن الواقع الذي يسود في مجتمعنا المسلم ازاءها.
2ـ تهيئة الأجواء الفكرية بشكل فاعل لترسيخ الانتظار الايجابي بشكل يمثّل ركيزة أساس في كلّ مناحي الحياة للإنسان المسلم.
3ـ إدراك ضخامة التحدّيات العقيدية التي يواجهها الدين الحنيف فضلاً عن عقيدتنا في الإمام المهدي عليه السلام، بما يستدعي من خـلال
البحث العلمي بمؤسساته ومراكزه وتعميق الوعي الاجتماعي لمختلف الطبقات.
أمّا أهمّ آليات العمل على إشاعة فلسفة وأجواء الانتظار الايجابي والتي أحاول ـ كمسلم يستجيب لمسؤولياته ـ أن أعمل وفقها فتتلخّص في:
1ـ العمل على ترميم ما هُدم من أسس البُنية التحتية العقيدية.
2ـ مواجهة الشبهات التي تتعلّق بعقيدتنا في الامام المهدي عليه السلام وتشخيص الأجواء المهيئة لنشوئها للعمل على دفعها.
3ـ تعميق الاحساس بوجوب تهيئة مقدّمات الظهور المتعلقة بمسؤوليات الإنسان المسلم تجاه عقيدته ليكون عاملاً مساعداً في تعجيل الظهور.
4ـ تحفيز العقلية الاسلامية للتعامل مع ظهور الاسلام على الدين كله ولو كره الكافرون ـ كحتمية تاريخية لا بد من انجازها وتلازمها مع حتمية الظهور المقدس للإمام عليه السلام ، بل اجتماع الظهورَين وتعلّقهما بشخصه المقدّس وبالتالي وجوب صيرورة الفرد جزءاً من الأدوات المهيئة لهذا الانجاز.
5ـ تعميق الوعي بالمساحة الهائلة من الواقع الانساني التي تغطى بإمامته ووظيفته والعقيدة به، وهذا يستلزم الذوبان الفكري والعملي في هذا الواقع.

الأمل المشرق

الأستاذ علي كاظم هادي

مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

وضمن مشاركة القطاع الانتاجـي في استطلاع (الانتظار) سألنا الأستاذ علي كاظم هادي الكيمياوي في معمل سمنت الكوفة الجديد:
* ما هو شعورك في ذكرى ولادة منجي البشرية الإمام المهدي عليه السلام ؟
فأجاب مشكوراً:
** منذ أول وجودٍ للخلق على وجه البسيطة هناك نوازع داخلية لدى الإنسان منها ما يمـيل إلى الخير ومنها ما يميـل إلى الشر، وهـذا ما ذكره الله تبارك وتعالى بقوله (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها...) وبهذا كان على الإنسان أن يزكّي هذه النفس من نوازع الشرّ الموجودة فيها، وهذا الأمر لا يتم الاّ عبر معلّم أو موجّه يقوم بتوجيه الإنسان الى الطرق الصحيحة.
ولهذا الغرض كان وجود الأنبياء والمرسلين المبشّرين الموجّهين لهذه الطرق.
وكان فرضاً على الإنسان اتباعهم من خلال الالتزام بتوجيهاتهم للوصول إلى الغاية الرئيسية، وهي تزكية النفس البشرية لتفادي شريعة الغاب التي تنحدر بالمجتمع الانساني إلى الدرك الأسفل، لأن اطلاق الجماح للذات البشرية بكل غرائزها سيحوّل المجتمع إلى غابة، ومن هنا جاءت أهمية التعرّف على الدين من الانبياء والرسل لأن الدين محدد الغرائز كما قال صلى الله عليه وآله وسلم .
ومن هذا القول انطلق الذين يرومون إطلاق غرائزهم الدنيوية إلى محاربة كل من يسعى لتثبيت وتفعيل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . من خلال محاربته صلى الله عليه وآله وسلم في حياته أو محاربة الثقل الأكبر بعد وفاته. وإنّ بقية الله عليه السلام هو آخر ما تبقّى من الثقل الأكبر الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، لأنه يحمل دين الرسالة الحقيقي الأصيل.
ولهذا فإن الناس تنظر له يوم ظهوره وكأنه جاء بدين جديد، حيث يُستشفّ من ذلك مدى حيود الناس عن الدين المحمّدي في زمن الظهور الذي لا مجال للعدل فيه إلاّ بنسبة لا تستحق الذكر.
فعجِّل يا مولانا بظهورك لنا ومنَّ بعدلك على هذه الأمة المنكوبة التي لم تعد ترى إلاّ الظلم والجور.
ويا مولانا متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر تُرى أترانا نحفّ بك وأنت تؤمّ الملأ وقد ملأتَ الارض عدلاً وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً وأبرت العتاة وجحدة الحق وقطعت دابر المتكبرين واجتثثت أصول الظالمين ونحن نقول الحمد لله رب العالمين.
* ما هـو تأثير اعتقادك بالإمام المهدي عليه السلام على
مستوى إبداعك العلمي وتوجّهك الدراسي؟

الدافع من الإنتظار

وليد السلامي

مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

هذا السؤال ضمن مساعي (الانتظار) في استطلاع الشرائح المثقفة تقدمت به للطالب الجامعي وليد حامد السلامي فأجاب مشكوراً:
** إن عقيدتنا في الامام المهدي عليه السلام هي التي بعثت فينا العزة والصبر والتحمل والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وخلقت مني انساناً مؤمناً واعياً مثقفاً في جميع الميادين وعلى جميع الأصعدة، فإمامنا المهدي هو خطوة الأمل التي عقدنا عليها العزم منذ بداية الغيبة الكبرى سنة 329 هـ وإلى يومنا الحالي، فتعلمنا من خلال مراجعنا العظام الذين هم وسيلة اتصالنا به عليه السلام فهو وريث هذا البيت، ففيه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكثير، وفيه قيادة الإمام علي عليه السلام ، وفيه سياسة الإمام الحسن عليه السلام ، وفيه ثورة الإمام الحسين...الخ.
ومن خلال كل ذلك أستطيع القول أن انتظار كل تلك المسميات والصفات مرهون بخروج إمامنا المهدي عليه السلام وان ذلك لهو الدافع الذي يحدوني نحو ذلك الفجر فيزيدني قوة وعزيمة وإرادة تضاف لي وتجعلني مبدعاً وإنساناً أحمل كل تلك القيم والمبادئ والمثل العليا إن تخلقت بسيرة إمامنا المنتظر عليه السلام .
وكما ان إمامنا المنتظر عليه السلام يتحمل ما يصيب شيعته ومحبيه من ظلم واضطهاد وتشريد منذ غيبته المباركة وهو يشاهد بعينه ما يحدث لنا فينتظر أمر الله عز وجل فإننا عقدنا العزم على التحمل والصبر والتضحية في سبيل الله وقطعنا قبل وبعد سقوط صنم بغداد العزم على إيصال أصواتنا على طريق القلم ورفع المستوى العلمي والسياسي والعقائدي كي نكون مستعدين لاستقبال طلعته المباركة.

العدل والمساواة

وكان لأحد الكسبة في سوق النجف رأيه، فقد تقدّمت إليه (الانتظار) بالسؤال التالي:
* كيف تنظر للإمام المهدي عليه السلام ؟
فأجاب:
** أنظر إليه على أنه إمامنا المنتظر الذي نشتاق إلى ظهوره ليبسط الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وأتمنى أن أكون من الجنود تحت الراية التي يقودها الإمام عليه السلام ، ونحن من المسالمين للإمام عليه السلام ومن أتباعه، ونرجو أن نكون من المستشهدين بين يديه، ونتمنى أن يعمّ السلام والعدل والمساواة بين الناس جميعاً قبل ظهوره حتى نكون يداً واحدة في استقبال الإمام عليه السلام .

مهدي كاظم حمزة

كاسب/ النجف

المكتبة المهدوية

السيد مهند الموسوي صاحب مكتبة الفكر الإسلامي يتحدث عن توجه المواطنين لاقتناء الكتاب المهدوي قائلاً:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطاهرين، تعتبر الكتب التي تدور مواضيعها في محور القضية المهدوية من أكثر الكتب طلباً من قبل القراء وبغض النظر عن ثقافة القارئ أو اتجاهه أو كونه مختصاً أو مثقفاً من عامـة المجتمع اذ ما زالوا يبحثون عن قديم كُتب أو جديد ما يكتب في هذا المجال خاصة وقد حرم منها في العقود المنصرمة في ظل النظام المقبور إذ كان الحصول عليها في غاية الصعوبة لما يلاقيه المقتني والبائع على وجه الخصوص من الاعتقالات والاضطهاد وبحمد الله نجانا الله من تلك الغمة وتوفرت الكتب المهمة بالثقافة المهدوية تشغل الحيز الوافر من فكر القارئ على كافة أشكاله وطبقاته المختلفة.
 

والحمد لله رب العالمين
وللمرأة كلمتها

مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلامومن أجل تغطية رأي المرأة في هذا المضمار كان اللقاء التالي مع السيدة أم حيدر/ ربّة بيت فأجابت على السؤال التالي:
* كيف تستطيعين إعداد عائلتك لجعلهم ضمن منتظري الإمام الحجّة عليه السلام ؟
** ذلك ضمن منطلق الحديث الشريف (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة).
فمن هذا المنطلق أستطيع أن أكوّن فكرة ثقافية عامّة للأسرة حول العقيدة المهدويّة نظريّاً وعمليّاً وهذا يكون:
1ـ تهيئة الأسرة خُلقياً وذلك يتمثل من خلال الحديث الشريف (كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً).
2ـ تهيئة الأسرة عقائدياً وذلك من خلال سرد الحقائق والنصوص الواردة حول الإمام ودولته التي تملأ الأرض قسطاً وعدلا.
3ـ تهيئة الأسرة عاطفياً. أيضاً من خلال تعريفهم بحب الإمام لشيعته ولطفه ورعايته وسرد القصص الواقعيّة لحضوره الشريف في مواطن الإغاثة وقضاء الحاجات.
4ـ التركيز على محاسبة النفس وأنهم هل يكونون أهلاً لهذا الإنتظار وهل يشملهم الحديث الذي يقول أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج.
أم نور احدى خريجات معهد اعداد المعلمات أجابت على السؤال التالي مشكورة:
* في الدعوة لتحرير المرأة، كيف تستفيدين من مفهوم الإنتظار من أجل تصحيح دعوى تحرّر المرأة؟
** في حقيقة الأمر نحن نؤكد على هذه الدعوة المهمة بالنسبة للمرأة التي إذا وجّهت الوجهة الصحيحة التي تنسجم مع مفهوم الانتظار سوف تؤدي إلى قطف ثمار مهمة بالنسبة إلى عيال المرأة، حيث ان ترسيخ هذا المفهوم يتطلب بذل المزيد من الجهود الواسعة من أجل تثقيف المرأة بالثقافة المهدوية المهمة في وقتنا الحاضر وخاصةًً في عراقنا المظلوم الذي حرم عن الكثير من هذه الثقافة وغيرها من الثقافات الاسلامية، فالمرأة المسلمة يجب أن تفهم معنى الإنتظار من أجل ترسيخ هذا المفهوم لديها، وبالتالي تستطيع أن تنشره وترسّخه لدى غيرها مع توضيح الأدلة والبراهين الكثيرة على هذا المفهوم من أجل الدعوة إلى تحرر المرأة ضمن هذا الاطار، يعني العمل من أجل خدمة حالة ظهور الإمام والعمل على التهيئة والاستعداد لمرحلة الظهور من خلال تهيئة المجتمع والعقلية النسوية ودعمها بالمعلومات والثقافات المهدوية.

العدد: ٢ / شعبان / ١٤٢٦ هـ : ٢٠١٣/٠٧/١١ : ٥.٣ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.

لتحميل أعداد المجلة (pdf):