قراءة في كتاب / وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عليه السلام
وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عليه السلام
السيد محمد الغريفي
على اختصار هذا الكتاب الذي يقع في 111 صفحة (القطع المتوسط) إلا أن مؤلفه العالم الجليل والفقيه المقدس آية الله الحاج الميرزا محمد تقي الموسوي الاصفهاني(قده) استطاع أن يحقق المطابقة ما بين العنوان والمعنون، كما استطاع أن يرسم المنهج في أجلى الابجديات حول جدلية طالما رافقت المؤمن في حياته، وهي: ما هي الوظيفة في عصر غيبة صاحب الزمان عليه السلام؟ وإن كان السؤال في رسم ملامحه سهلاً إلا أنه يبقى في واقعه من أكبر الجدليات التي لا زالت تبحث لها عن حل وجد قدر كبير منه في ثنايا هذا الكتاب الذي يختص بمعالجة هذا الموضوع وفق رؤية محكمة تبتني على الأثر الوارد عن مقامات العصمة والطهارة عليه السلام ، ونظرة عابرة لصفحات الكتاب تقود إلى هذه النتيجة.
جاء البحث في جزئين مختصرين من المختصر المفيد، تناول (الجزء الأول) خمس وعشرين وظيفة من وظائف الأنام في زمان غيبة صاحب الزمان عليه السلام على أن تستكمل بقية الوظائف في الجزء الثاني، وقد شفّع كل وظيفة بالأخبار المناسبة لها،واذ تناول في ثنايا الوظائف فيما يتعلق بالدعاء والزيارة له عليه السلام فقد أفرد بعد ذكر الخمسة والعشرين وظيفة فصلاً عنونه بـ (فصل في بعض الأدعية والزيارات) وهي الأدعية الواردة عن الأئمة عليهم السلام المختصة به عليه السلام وقد ذكر فيها خمساً على نحو الانموذج والمثال وإلاّ فهي كثيرة للغاية، ثم أعقبها بذكر زيارة آل يس التي تبدأ بـ (سلام على آل يس)، وبعدها دعاء العهد الصغير، الذي يبدأ بـ: (اللهم بلّغ مولاي صاحب الزمان...)، وبعده صلاة صاحب الأمر عليه السلام ، ثم فصل خاص بالفوائد الحاصلة عندالدعاء لتعجيل ظهوره عليه السلام مستقاة من الآيات والأخبار كما هو منهجه في بقية الكتاب، وقد استعرض منها أربع عشرة فائدة.
ثم أعقب الجزء الأول برسالة تضمنت اثنى عشر حديثاً منتخباً من كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) للثقة الشيخ الصدوق (المتوفى سنة 381 للهجرة)، تتناول التفصيل في أمر غيبته عليه السلام ومختصر في حياته عليه السلام ، يعقبها (فصل) في الحديث عن ظهوره عليه السلام وأنه غير مؤقت بزمان معين، والتحذير من التكهن بوقت معين أيضاً وفقاً لروايات آل محمد عليهم السلام ، وينقل في ختام الجزء الأول نص العريضة التي يعملها الإنسان للتعبير عن ولائه لصاحب الزمان عليه السلام وانتظاره.
أما (الجزء الآخر) وهو الجزء الثاني؛ فقد استكمل فيه المؤلف رحمه الله بقية الوظائف التي ينبغي على الأنام في زمن غيبة الإمام عليه السلام فعلها، وهي إتمام الوظائف إلى أربع وخمسين وظيفة، توقف عند بعضها مفصلاً الكلام للأهميّة البالغة للوظيفة بحيث لا تحتمل الاختصار، وبالأخص:
(الوظيفة السادسة والعشرون) وهي أن يظهر العلماء عملهم ويرشدوا الجاهلين إلى جواب شبهات المخالفين كي لا يضلّوا، وينقذوهم من الحيرة إن وقعوا فيها.
والوظيفة (الثامنة والثلاثون) وهي التي تتعلق بتجديد العهد والبيعة له عليه السلام في كل يوم أو في كل وقت ممكن، في معنى تجديد العهد، وكيفيته.
والوظيفة (الثامنة الأربعون) والتي هي التقية من الأعداء.
والوظيفة (السابعة والأربعون) وهي التحذير من قسوة القلب بسبب طول زمان الغيبة.
والوظيفة (التاسعة والأربعون) في الاهتمام بأداء الحقوق المالية المتعلقة بالذمة، من خمس وزكاة وسهم له عليه السلام .
والوظيفة (الخمسون) التي هي المرابطة، وفي الاسهاب بيان للمعنى والعمل.
والوظيفة (الحادية والخمسون) بالاهتمام في اكتساب الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة وأداء للطاعات والعبادات الشرعية، واجتناب المعاصي والذنوب التي نُهي عنها في الشرع المقدس.
وبعد أن أنهى الحديث في الوظائف المطلوبة، عقد (فصلاً) في بيان عشرين خصوصية وصفة يجب تحصيلها على المؤمنين في كل زمان ارتقاباً لظهور صاحب الزمان عليه السلام ، ثم (فصلاً) آخر في التأكيد على أهمية دعاء العهد وضرورة المواظبة عليه أربعين صباحاً لنيل درجة النصرة له عليه السلام .
وقد سبق طبع هذا الكتاب الذي كتب باللغة الفارسية معرباً ومحققاً عن مدرسة الإمام المهدي عليه السلام إلا انه أعيد تنظيمه من جديد مع بعض الاضافات والتخريجات التي رأى المركز الناشر لها ضرورتها لتكون وهو مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام ليكون الكتاب الأول في سلسلة (التراث المهدوي) التي تتضمن نشر الكتب المؤلفة المخطوطة المؤلفة في الإمام المهدي عليه السلام محققة.