الافتتاحية
حركة السلام
تلك هي حركة الإمام عليه السلام، تنطلق من مبدأ الحوار، وتدخل في حيثياتها كل أسباب الإصلاح، وتؤكد في أولوياتها بسط السلام لأنها رسالة سلام..
لم تكن حركة الإمام المهدي عليه السلام تغيبُ عنها أدوات الإصلاح ضمن معطيات ظرفٍ قائمٍ على الظلم والقتل والتنكيل، حتى تكاد لغة العصر أن تكون لغة قتلٍ وفتكٍ وترويج لكل مظاهر القتل والتنكيل..
اطروحة الإمام المهدي حركة طموحة في إحلال السلام وأن ينعم الناس بالأمن والأمان في ربوع الأرض، وليس في منطق هذه الحركة القتال أو الانتقام.. فالإمام عليه السلام يظهر على خلفيات العنف العام الذي يحل في أرجاء المعمورة، والتي بدت بوادره تلوح في الأفق على أرض العراق، ويمتدُ نطاقه الأوسع المتمثل في فلسفة الحركات الإسلامية المدعية للجهاد حين تعلن عن منطقها الصريح في تأييد العنف وتأكيد الإرهاب بعدما تصفُ الزرقاوي بأنه من شهداء الأمة، وأبرياء العراق الذين يسقطون نتيجة القتل العشوائي بأنهم عملاء الاحتلال، وهم بالأمس يجلسون على طاولة التفاوض الاسرائيلي بحجة الحفاظ على المصلحة العامة.. منطق <حماس> يمثل العنف بلباسه الديني وأيدلوجيتها السياسية تمثل الإسلام المسيس الموروث من الدوائر الأموية التي تطال بطشها الأبرياء بفتوى علماء البلاط..
هذا المنطق من <حماس> وغيرها يمثّل العنف المغلّف والداعي إلى قتل الإسلام ووأد منطقه.
من هنا سيجد الإمامعليه السلام معارضةً خطيرة تحاول الاطاحة بحركته تتبناها حركاتٌ تنتسبُ للإسلام وتعمل باتجاه إحباط مشاريعه وتحركاته، وبقدر ما تكون حركة الإمامعليه السلام حركة سلام فإن مقتضى منطق الآخر المعارض يفرض الرد الحاسم من الإمامعليه السلام، لذا فتحركات الإمامعليه السلام مبنية على الحوار بدءاً من مبعوثه الخاص ـ النفس الزكية ـ الذي يحاور أهل مكة بعدما يعدون عليه فيقتلونه ومروراً ببيانه الرسمي الأول عند الكعبة ليعلن حوارياته حتى نهاية مسيره وتحركاته.. فحركة الإمام حركة سلام، ودعوة الآخر، دعوة عنفٍ وبطشٍ وتنكيل..
رئيس التحرير