ببلوغرافيا / من أبجدية معارف الغيبة
مـن أبجدية معارف الغيبة
إعداد: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
من أجل ترسيخ ثقافة الانتظار لبقية الله وحجته الإمام المهدي عليه السلام نورد بعض المفردات التي ترد في الحديث عن حياته أو التي تتعلق بحركته المباركة ونهضته الميمونة وغيبته.
ولأجل استيعاب معاني المفردات فقد ارتأت (الانتظار) أن تأخذ مفردة واحدة من كل حرف وحسب الحروف الهجائية، راجين أن ينتفع بها المؤمنون المنتظرون لخروج الإمام عليه السلام:
1 ـ أبو صالح:
من كنى الإمام المهدي عليه السلام:
قال المحدث النوري:
ذكر في ذخيرة الألباب أنه يكنى بأبي القاسم وأبي الصالح.
وإن هذه الكنية معروفة له عند الأعراب والبدو، فإنهم ينادونه بها عند التوسلات والاستغاثات به، ويذكرها الشعراء والأدباء في قصائدهم ومدائحهم.
2 ـ بئر معطلة:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام.
روى عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية الشريفة: (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)، أنه قال:
هو مثل لآل محمّد صلوات الله عليهم. قوله: <وبئر معطلة> هي التي لا يُستقى منها، وهو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره.
3 ـ الترك:
ضمن معادلات يوم الظهور، ويبدو أن الروايات تُشير إلى أن القوات التركية تحاول حماية نفسها من تحركات القوى الأخرى عند حدودها، ولغرض إبعاد أية مداهمة محتملة يحاول الاتراك التحرك لدفع أي خطر عن عمقهم، لذا فإن تحركهم ربما يكون ضمن استراتيجية عسكرية تتوغل في عمق الجزيرة للسيطرة على أي موقف من شأنه تهديد أمنهم، وربما سيكون للأتراك دخلٌ في تأييد أية رؤيةٍ مقابلةٍ للإمام عليه السلام خشية تحركه باتّجاههم كما يظنون، إلا أن ظاهر الروايات أن جيش الإمام عليه السلام ليس في ضمن استراتيجياته مداهمة الأتراك أو التعرض لهم، إلا أن في نهاية الأمر لن يكون للتحرك التركي شأنٌ في فرض أية معادلةٍ تعرقلُ مسيرة الإمام عليه السلام، أي سيكون للأتراك حضورٌ هامشي غير ذي بال.
ففي روايةٍ عن أمير المؤمنين عليه السلام يستعرض فيها أحداث الظهور إلى أن يقول: ونزول الترك الجزيرة.
4 ـ الثوية:
موضعٌ في ظهر الكوفة يحدده بعضهم بمسجد كميل ومرقده المعروف الآن. وهو موضع نزول النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليّ بعد رجعتهما إلى دار الدنيا كما في بعض الروايات.
5 ـ جابر:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام.
والجابر المصلح للكسر، وهذا اللقب من خصائصه عليه السلام المكنونة بوجوده المسعود، فهو الفرج الأعظم وحلال كل المشاكل، وجابر كلّ القلوب المنكسرة، ومطمئن كل القلوب المغمومة، ومريح كل النفوس المكروبة المحزونة، وشفاء جميع الأمراض المزمنة.
6 ـ الحجة:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام.
عن أبي هاشم الجعفري أنه قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر عليه السلام يقول: الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف بكم بالخلف من بعد الخلف؟
فقلت: ولِم جعلني الله فداك؟
فقال: لأنكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذِكره باسمه.
قلت: فكيف نذكره؟
قال، قولوا: الحجة من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.
7 ـ خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
وهو الخاتم الذي يرثه الإمام المعصوم ويكون دليلاً على إمامته، وسوف يطالب الحسنيُّ الإمامَ المهدي عليه السلام بخاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إثباتاً لإمامته وتأكيداً على هويته.
8 ـ الدجالون:
يؤدي الانحطاط الفكري والانحراف العقائدي إلى امكانية مزاولة الدعاوى الكاذبة من لدن بعض طلاّب الدنيا ومحبّي الجاه والمناصب، ويبدو أن الحس الديني بفطرته يتوقُ إلى التمسك بأية دعوة من شأنها مخاطبة الشعور الفطري الذي يمتلكه الكثيرون ممن يصبون إلى النهوض بمستوى العقيدة الحقة، إلاّ أن ذلك يُعد خطيراً في كثير من الأحيان، وذلك حين نضوب الفكر العام من أية أطروحةٍ تًُعين على إمكانية الفرز والتمييز، فإذا خلت الامة من هذه القدرات صارت عرضةً لأية محاولة من شأنها التغرير بالكثير وإلقائهم في خضم الابتزاز الفكري ومحاولات التدجيل وتزوير الحقائق. ولعل أهم ما سيكون من هذه الاتجاهات الخاطئة وممارسات الزيف ما يمكّن لبعض الدجاليين من إدعاء النبوة الكاذبة وتحدّي عقيدة المسلمين جميعاً من خاتمية نبينا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وستكون من علامات الظهور ادّعاء ثلاثين كذّاباً يدعون النبوة. وقد أطلقت عليهم الروايات بالدجّالين. كما ورد: إن بين يَدَي الساعة ثلاثين دجّالاً كذاباً. وفي حديث آخر: لا تقوم الساعة حتّى يبعث دجّالون كذّابون قريباً من ثلاثين، كلّهم يزعم أنه رسول الله.
نعم إمكانية هذا التحدي الخطير تظهر مع انحسار الوعي العام وتدني الثقافة وفي ظروف الانحطاط الديني والانحلال الخلقي من قبل البعض.
9 ـ ذو الذنب:
كوكب مذنب يخرج كإحدى علامات ظهور الإمام عليه السلام، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبةٍ له: (... ألا أن لخروجه علامات عشر أولها طلوع الكوكب ذي الذنب...).
10 ـ رجعة الإمام المهدي عليه السلام:
وهي رجعته إلى دار الدنيا بعد شهادته، حيث تشير الروايات إلى أنه عليه السلام يرجع بعد رجعة والده الحسن العسكري عليه السلام كما في بعض الروايات، أي سيكون للإمام المهدي عليه السلام دوران أحدهما حين ظهوره وتأسيس دولة الحق والثانية بعد شهادته ورجوع آبائه الأئمة الهداة عليهم السلام ليكون تسلسله الأخير في سلسلة المهديين المعصومين الراجعين إلى دار الدنيا.
11 ـ زنديق من قزوين:
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي، يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن، يملأ الجبال خوفاً.
أقول: أما المشرك فواضح، وأما المؤمن فللخوف الذي يلحقه من هذا الزنديق.
وقزوين إقليمٌ ساحلي بالاتجاه الشمالي لإيران على سواحل بحر الخزر.
12 ـ سلمان الفارسي:
الصحابي المعروف، من أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقربهم إليه ومن حوارييه وحملة سره، وكان مع أمير المؤمنين عليه السلام كذلك، آمن به بعد أن كذّبه الناس، وناصره بعد أن خذله الأصحاب، فكان له صاحباً وولياً ومصدّقاً رضوان الله عليه.
ممن يخرج مع القائم عليه السلام كما في بعض الروايات.
13 ـ الشريد:
هو أحد ألقاب الإمام الحجة عليه السلام، كما ورد في الرواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: صاحب هذا الأمر هو الطريد الشريد، الموتور بأبيه، المكنى بعمه، المفرد من أهله، اسمه اسم نبي.
14 ـ صقيل:
أم الإمام المهدي عليه السلام، وهو بعض أسمائها صلوات الله عليها.
15ـ ضرب من الرجال:
من صفات الإمام المهدي عليه السلام تدل على أنه ليس بالبدين وفي لسان العرب في صفة موسى عليه السلام أنه ضرب من الرجال وهو خفيف اللحم الممشوق المستدق، وفي كنز العمال عن عليّ عليه السلام قال: <المهدي فتى من قريش، آدِم، ضرب من الرجال>.
16 ـ الطيالسة الخضر:
صفة أتباع الدجال، والطيلسان ما يوضع على الرأس، وصفة الخضرة إشارة إلى اظهار الخير والأمر الحسن، وأصحاب الطيالسة الخضر إشارة إلى مجموعة من المنافقين الذين يظهرون الخير ويُضمرون الشر والعداء للمؤمنين ولأهل البيت عليهم السلام، وستظهر نواياهم عند لحوقهم بالدجال أثناء خروجه. ففي الخبر عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: ألا وإن أكثر أتباعه يومئذٍ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلّي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه. ألا أن بعد ذلك الطامة الكبرى.
17 ـ ظريف:
هو أبو نصر الخادم، ممّن لقي مولانا الحجة عليه السلام وتشرّف بطلعته البهية كما في الرواية التي رواها عن دخوله على صاحب الزمان عليه السلام.
روى علان قال: حدّثني ظريف أبو نصر الخادم، قال: دخلت عليه ـ يعني صاحب الزمان عليه السلام ـ فقال لي: عليّ بالصندل الأحمر. فقال: فأتيته به فقال عليه السلام: أتعرفني؟ قلت: نعم، قال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي. فقال: ليس عن هذا سألتك. قال ظريف: فقلت: جعلني الله فداك فسِّر لي. فقال: أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي.
18 ـ العاصمي:
من جملة الوكلاء، ولم نقف على اسمه، حيث يشترك بهذا اللقب اثنان:
عيسى بن جعفر بن عاصم، وقد دعا له أبو الحسن الإمام الهادي عليه السلام. وأحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة أبو عبد الله يقال له العاصمي. كان ثقة في الحديث سالماً خيراً، أصله كوفي وسكن بغداد، روى عن الشيوخ الكوفيين. له كتب منها: كتاب النجوم وكتاب مواليد الأئمّة وأعمارهم.
وكلاهما لم يوسم بالوكالة أو السفارة، ولم يُعلَم معاصرته للغيبة الصغرى، فتبقى رواية الصدوق وحدها دالة على ذلك.
19 ـ الغيبة:
وهي حالة توار واختفاء اضطر إليها الإمام المهدي عليه السلام حين داهمته محاولات السلطة العباسية لغرض قتله أو القاء القبض عليه.
فقد طورد الإمام عليه السلام من قبل النظام بأساليب عدة، حتى آلت هذه الأساليب إلى احتجاز خاصته وأهل بيته من قبل السلطة آنذاك، وألقي القبض على والدته رضوان الله عليها ظناً من النظام أن الإمام لم يولد بعد، وهو احتمالٌ أخذ به النظام ضمن احتمال وجود الإمام أو عدم وجوده فضلاً عن احتمالية ولادته ووجوده، إلاّ أنه توارى عن النظام واختفى في مكانٍ ما.
لم يجد الإمام عليه السلام بداً من الاختفاء والتواري عن الأنظار حفاظاً على حياته الشريفة من أن ينالها مكروه، وهو أمرٌ عقلائي يمارسه العقلاء حين يداهمهم خطر الملاحقة والقتل، وهو ما نجده اليوم من اختفاء المعارض السياسي عن ملاحقات الأجهزة الأمنية من قبل دولته ومحاولة التواري بعيداً، أملاً في اتاحة الظروف المناسبة لاعلان خطته وبرنامجه السياسي فضلاً عن محاولاته لتنظيم هيكلة حركته ومساراتها بالاتجاه الذي يضمن نجاح مهمته السياسية، كجمع الأنصار والمؤيدين وتعريف برنامجه السياسي واعلانه بشكلٍ يثير معه مشاعر التأييد والانخراط في صفوفه بشكلٍ يؤمن تحركاته عند ذاك.
هكذا هو الإمام، ففي حسابات المعارضة السياسية لا بدّ من اختفائه لملاحقته من قبل الأنظمة السياسية التي تعتبره معارضاً تقليدياً حرصاً على نظامها وكيانها، فالانظمة السياسية منذ ولادته حتى اليوم تتوجس من أطروحة الإمام وبرنامجه لانشاء دولته الإلهية العالمية، فهي إذن تشترك مع غيرها في خشيتها من الإمام وهدفه في السعي إلى اقامة دولةٍ عالمية، مما يعني أن الإمام مطارد عالمياً من قبل الأجهزة السياسية التي تثيرها أية فلسفةِ حكم يصبو إليها الإمام عليه السلام، فضلاً عن كون الإمام إبّان غيبته في طور الأعداد على جميع المستويات:
اجتماعياً: لاعداد مجتمعٍ يستجيب لفكرة التغيير واقامة دولة الحق.
سياسياً: للتربص بالظروف السياسية التي تُتيح معها إقامة دولته المباركة على أنقاض أنظمةٍ سياسيةٍ ضعيفة لا تقوى على معارضة الإمام.
اقتصادياً: لتوفير الظروف الاقتصادية المناسبة لخلق مجتمع يصبو لإقامة الحق وعدالة التوزيع للموارد الاقتصادية المهدورة، رافضاً الاطروحات الاقتصادية الوضعية التي جرته إلى ويلات الفقر والحرمان.
وللإمام عليه السلام غيبتان:
الأولى: عُرفت بالصغرى.
والثانية تُعرف بالكبرى.
20 ـ فتى اليمن:
الظاهر هو تعبيرٌ عن اليماني الذي سيكون له دوره في أحداث عملية الظهور وذلك بالتبليغ لحركة الإمام والتمهيد له. هذا على المستوى الفكري، ولصد الحركات المعارضة للإمام كحركة السفياني على المستوى العسكري، والتعبير بفتى اليمن كما في بعض الروايات إشارة إلى فتوته المتمثلة بشجاعته ومكارم أخلاقه.
21 ـ قتلٌ يبوح:
من علامات الظهور كثرة القتل واراقة الدماء حتّى يصفه الإمام الرضا عليه السلام: بأنه قتلٌ يبوح، ولما سأله الراوي عن معنى <يبوح> فقال عليه السلام: دائم لا يفتر.
والظاهر أن الصراعات المحتدمة بين القوى تشير إلى استباحة الدماء بحروبٍ مدمرةٍ وصراعات فتاكة.
كما ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في إشارته إلى ذلك: وكثرة القتل واستخفاف الناس بالدماء.
22 ـ كرمان:
إحدى المواضع التي ينزلها الدجال بجيشه، كذا أورد نعيم بن حماد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ليهبطن الدجال خوز وكرمان في ثمانين ألفاً، كأن وجوههم المجان المطرّقة، يلبسون الطيالسة وينتعلون الشعر.
وكرمان جنوب شرق إيران إحدى المدن الإيرانية المهمة.
23 ـ ليلة القدر:
وهي ليلة تجلي وظهور قدر ومنزلة ويمن وسلطة وعظمة وجلال إمام العصر عليه السلام لنزول الروح والملائكة عليه عليه السلام بما تضيق عليه الأرض لتقدير أمور سنن العباد، كما جاء في أخبار كثيرة.
وروي في تفسير عليّ بن إبراهيم بعدة أسانيد معتبرة عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام، انهم قالوا في تفسير الآية المباركة: (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ): <يقدر الله كل أمر من الحق ومن الباطل وما يكون في تلك السنة وله فيها البداء والمشيئة، يقدم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والاعراض والأمراض، ويزيد فيها ما يشاء، وينقص ما يشاء ويلقيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلام ويلقيه أمير المؤمنين عليه السلام إلى الأئمّة عليهم السلام حتّى ينتهي ذلك إلى صاحب الزمان عليه السلام، ويشترط له فيه البداء والمشية والتقديم والتأخير>.
24 ـ مؤمن آل فرعون:
قال تعالى: (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ...).
كان هذا الرجل مؤمن آل فرعون كتم إيمانه ثم جهر به لبيان الحق والدفاع عن موسى، كان مجاهداً في الجهر والإعلان امتدحه الله وأثنى عليه.
ومما حبى الله به هذا الرجل وأكرمه أن جعله من رجال الإمام الحجة عليه السلام وقيادييه، يُرجعه الله بعد ذلك كما أكدت الرواية الواردة عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام: إذا قام قائم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من ظهر الكوفة سبعة وثلاثون... إلى أن قال: ومؤمن آل فرعون.
25 ـ نجف:
ظهر الكوفة، موضع مشهد الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وستشهد النجف سيلاً ومطراً شديداً قبيل ظهور الإمام عليه السلام وقد أشار إلى ذلك الإمام زين العابدين عليه السلام، وذلك أنه وقف على نجف الكوفة يوم وروده جامع الكوفة بعدما صلى فيه وقال: هي هي يا نجف، ثم بكى وقال: يا لها من طامة، فسئل عن ذلك فقال: إذا ملأ نجفكم السيل والمطر، وظهرت النار بالحجاز في الأحجار والمدر، وملكت بغداد، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر.
26 ـ هلال:
من العلامات التي يمكن أن تشاهد وتُعد من علامات الظهور، هي تضخم الهلال بشكل يحسبه الرائي لليلتين وهو ليلة واحدة، ولعل ذلك إحدى التحولات الفلكية التي تُحدثها بعض التغيرات السماوية الموعودة في الروايات.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال ليلته فيقال: لليلتين، وأن يمرّ الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه ركعتين.
والرواية تتحدث عن ظاهرة أخرى وهي قلة ارتياد المساجد للصلاة فيها حتى أن الرجل لا يصلي ركعتين في المسجد.
27 ـ الوتر:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام كما ورد في النجم الثاقب.
28 ـ اليماني:
احدى شخصيات الظهور.
ينطلقُ من اليمن إثر أنباءٍ قادمةٍ من الكوفة بتوجه السفياني إليها. وهو صاحبُ حركةٍ اصلاحية تتخذ اليمن معقلاً لها تهدفُ لارجاع الناس إلى الحق، وسيكون لليماني شأنٌ مهم في أحداث الظهور، إذ سيكون أحد أهم التوجهات السياسية والثقافية في التمهيد ليوم الظهور لما سيبذله اليماني من جهدٍ في بلورة الفكرة المهدوية لدى مجتمعٍ زيدي يفقدُ زيديته بفعل الأحداث التاريخية والتراكمات السياسية والفكرية. حيث سيرجع للزيديّة الحقيقية موقعها الطبيعي في رسم مسارات الثقافة الرشيدة النابعة من فكر أهل البيت عليهم السلام والتي ترجع بأصولها إلى أهل البيت عليهم السلام يوم كان زيد رضوان الله عليه يدعو للرضا من آل محمّد عليهم السلام. بعد حركته التأسيسية في رجوع الزيدية إلى أصولها الحقيقية، يتوجه اليماني إلى الكوفة ليصدّ السفياني ويوقف خروقاته في القتل والتتكيل.
يتزامن توجّه اليماني إلى الكوفة ـ كما في بعض الروايات ـ مع حركة الخراساني الذي يتوجه هو الآخر إلى الكوفة لنصرة شيعة أهل البيت عليهم السلام وإيقاف مد السفياني الظالم.