لقاء النور / اللقاء بالإمام مسألة إمرأة مُسخ زوجها
اللقاء بالإمام مسألة إمرأة مُسخ زوجها*
زينب عمار ـ النجف
بعد وفاة المرحوم آية الله الشيخ محمد حسن النجفي صاحب كتاب (جواهر الكلام) رجع المسلمون إلى المرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري وطلبوا منه نشر رسالته العملية لتقليده.
فقال لهم الشيخ الأعظم قد سره: مع وجود سيد العلماء المازندراني الذي هو أعلم مني ويعيش الآن في بابل لن أطبع رسالتي العملية.
ولذا فإن نفس الشيخ الأعظم كتب رسالة وبعث بها إلى سيد العلماء المازندراني وطلب منه الانتقال إلى النجف الاشرف للتصدي للمرجعية الدينية.
فأجابه سيد العلماء برسالة جاء فيها: صحيح أني كنت أقوى منك في الفقه عندما كنا نتباحث أيام وجودي في النجف الاشرف، ولكن وبسبب مرور سنوات طويلة عليّ وأنا أعيش في مدينة بابل بــعيــداً عــن المباحثة والدرس، فإني أعتقد بأعلميتك أنت، ومع ذلك فإن الشيخ الأعظم قد سره كان يقول: لا أجد في نفسي اللياقة للتصدي للمرجعية، إلا أن يجيزني مولاي صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه بالاجتهاد ويعينني في مقام المرجعية، فإني حينئذٍ فقط سأتصدى لهذا المقام.
وذات يوم، وبينما كان الشيخ في مجلس الدرس وحوله تلامذته رأوا شخصاً عليه آثار العظمة والجلال ورد إلى مجلس درس الشيخ، فأخذ الشيخ باحترامه وإكباره وبمحضر الطلاب توجّه ذلك الشخص إلى الشيخ الأنصاري بالسؤال قائلاً: ما هو نظرك في إمرأة مُسخ زوجها؟.
(وهذه المسألة لم تطرح في أي كتاب من كتبنا الفقهية وذلك لرفع المسخ عن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
قال الشيخ الأنصاري: هذه المسألة غير معروفة في كتبنا، ولذا فليس عندي الآن لها جواب.
قال الشخص: إفرض أن مثل هذا الأمر حدث وُمسخ الرجل، فما هو حكم زوجته؟
قال الشيخ الأعظم: بنظري أن هذا الرجل لو مُسخ إلى صورة حيوان فإن على زوجته أن تعتدّ عدّة الطلاق ثم تتزوج بعد ذلك، لأن الرجل له روح، وإذا مُسخ إلى جماد فعلى زوجته أن تعتدّ عدّة الوفاة لأن الرجل فقد الروح.
فقال ذلك الشخص: (أنت المجتهد... أنت المجتهد... أنت المجتهد) ثم نهض وخرج من مجلس الدرس.
وكان الشيخ الأعظم يعلم أن هذا الشخص هو الإمام الحجة عجل الله فرجه فقال لتلامذته: إطلبوا الرجل، فهرع الطلاب في أمره فلم يجدوه!!
وبعد هذه الاجازة من الإمام عجل الله فرجه تصدّى الشيخ الأعظم للمرجعية.
الهوامش:
ـــــــــــــــــــ
* الأربعون في المهدي/ السيد جلال الموسوي/ ص 169.