المسار:
العربية » مجلة الانتظار » العدد: ٨ / محرم الحرام / ١٤٢٨ هـ
العدد: 8 / محرم الحرام / 1428 هـ

قصائد مخطوطة / وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام

وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام

العلامة المحقق الشيخ البهائي رحمه الله(1)

القصيدة مخطوطة تحت عنوان (سرى البرق من نجد فجدد تذكاري) وجدت نسختها الخطية في مكتبة الإمام الحكيم رحمه الله العامة بخط العلامة الشيخ محمد السماوي رحمه الله والقصيدة للناظم: الشيخ البهائي، وقد وضع اسم الشيخ السماوي سهواً، وهي بخط الشيخ محمد السماوي رحمه الله استنسخها في النجف الأشرف في 13 رجب/ 1362هـ، والقصيدة من مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم العامة تحت رقم 15ـ857 وتسلسل 53/3/10 عدد صفحاتها: 3 وعدد الأسطر في الصفحة الواحدة 30 حجم 13/20 وحجم الكتاب 4A. والإنتظار ارتأت نشرها لتناولها موضوع الإمام المهدي عليه السلام وللتنويه عن الخطأ الذي وقع به البعض من انها من نظم الشيخ السماوي.

سرى البرق من نجد فجدد تذكاري

وهيج من أشواقنا كلّ كامن

خليلي مالي والزمان كأنما

فأبعد أحبابي وأخلى مرابعي

وعادل بي من كان أقصى مرامه

ألم يدرِ أني لا أذل لخطبه

وإني امرؤ لا يدرك المرء غايتي

أخالط أبناء الزمان بمقتضى

وأظهر أني مثلهم تستفزني

ويضجرني الخطب المهول لقاؤه

واني لأسخو بالدموع لوقفة

وما علموا أني امرؤ لا يروعني

اذا دك طود الصبر عن وقع حادث

وخطب يزيل الروع أيسر وقعه

تلقيته والحتف دون لقائه

ووجه طليق لا يمل لقاؤه

ولم أبده كي لايساء بوقعه

ومعضلة دهماء لا يهتدي لها

تشيب النواصي دون حل رموزها

أجلت جياد الفكر في حلباتها

فأبرزت من مستورها كل غامض

أضرع للبلوى وأغضي على القذى

وأفرح من دهري بلذة ساعة

اذن لا ورى زندي ولا عز جانبي

ولا انتشرت في الخافقين فضائلي

خليفة رب العالمين وظله

هو العروة الوثقى الذي من بذيله

أمام هدىً لاذ الزمان بظله

ومقتدر لو كلف الصم نطقها

علوم الورى في جنب أبحر علمه

فلو زار إفلاطون أعتاب قدسه

رأى حكمة قدسية لا يشوبها

بأشراقها كل العوالم أشرقت

أمام الورى طود النهى منبع الهدى

به العالم السفلي يسمو ويعتلي

ومنه العقول العشر تبغي كمالها

همام لو السبع الطباق تطابقت

لنكس من أبراجها كل شامخ

ولانتشرت منها الثوابت خيفة

أيا حجة الله الذي ليس جارياً

ويا من مقاليد الزمان بكفه

أغث حوزة الايمان واعمر ربوعه

وانقذ كتاب الله من يد عصبة

يحيدون عن آياته لرواية

وفي الدين قد قاسوا وعاثوا وخبطوا

وأنعش قلوباً في انتظارك قرحت

وخلّص عباد الله من كل غاشم

وعجل فداك العالمون بأسرهم

تجد من خيول الله خير كتائب

بهم من بني همدان أخلص فتيةٍ

بكل شديد البأس عبلُ شمردل

تحاذره الأبطال في كل موقف

أيا صفوة الرحمن دونك مدحة

يهنى ابن هاني إن أتى بنظيرها

إليك البهائي الحقير يزفها

تغار إذا قيست لطافة نظمها

اذا رددت زادت قبولاً كأنها

  عهوداً بحزوى والعذيب وذي قار

واجج في أحشائنا لاهب النار

يطالبني في كل آنٍ بأوتار

وابدلني من كل صفوٍ بأكدار

من المجد أن يسمو إلى عشر معشاري

وإن سامني خسفاً وأرخص أسعاري

ولا تصل الأيدي إلى سبر أغواري

عقولهم كيلا يفوهوا بإنكاري

صروف الليالي في احتلاء واصرار

ويطربني الشادي بعود ومزمار

على طلل بالٍ ودارس أحجار

توالي الرزايا في عشيّ وإبكار

فطود اصطباري شامخ غير منهارِ

كؤود كوخز بالأسنةِ مسعار

بقلب وقور في الهزاهز صبار

وصدر رحيب في ورود وإصدار

صديقي ويأسى من تسعره جاري

طريق ولا يهدي إلى ضوئها الساري

ويحجم عن أغوارها كل مغوار

ووجهت تلقاها صوائب أنظاري

وثقفت فيها كل أصود موّارِ

وأرضى بما يرضى به كل خوار

وأقنع من عيشي بقرص وأطمار

ولا بزغت في قمة المجد أقماري

ولا كان في (المهدي) رائق أشعاري

على ساكني الغبراء في كل ديار

تمسك لا يخشى عظائم أوزارِ

وألقى إليه الدهر مقود خوار

بأجدارها فاهت إليه بأجدارِ

كغرفة كفٍ أو كغمسة منقار

ولم يعشه عنها سواطع أنوار

شوائب أنظار وأدناس أفكار

لها لاح في الكونين من نورها الساري

وصاحب سر الله في هذه الدار

على العالم العلوي من دون إنكار

وليس عليها في التعلم من عار

على نقض ما يقضيه من حكمه الجاري

وسكنّ من أفلاكها كل دوّار

وعاف السرى في سورها كل سيار

بغير الذي يرضاه سابق مقدار

وناهيك من مجدٍ به خصك الباري

فلم يبق منها غير دارس آثار

عَصوا وتمادوا في عتو وإصرار

رواها أبو شعيون عن كعب الأخبار

بآرائهم تخبيط عشواء معتار

وأضجرها الاعداء أية إضجار

وطهر بلاد الله من كل كفار

وبادر على اسم الله من غير إنكار

وأكرمَ أعوانٍ وأشرف أنصار

يخوضون أغمار الوغى غير فكار

إلى الحتف مقدام على الهولِ صبار

ويرهبه الفرسان في كل مضمار

كدرِّ عقود في ترائب أبكار

ويعنو لها الطائيّ من بعد بشّار

كغانية مياسة القد معطار

بنفحة أزهار ونسمة أسحار

أحاديث نجد لا تحل بتكرار

مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

 

 


الهوامش:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ الشيخ بهاء الدين العاملي أو الشيخ البهائي، محمد بن الحسين بن عبد الصمد، من ذرية الشهيد الأول، نزيل مدراس في بلاد الهند، كان من الفقهاء الأعلام، هاجر إلى الهند وسكن مدينة مدراس وتوفي فيها. أعيان الشيعة/ ج14 ص202.

العدد: ٨ / محرم الحرام / ١٤٢٨ هـ : ٢٠١٣/٠٩/١٢ : ٧.٠ K : ٠
: العلامة المحقق الشيخ البهائي رحمه الله
التعليقات:
لا توجد تعليقات.

لتحميل أعداد المجلة (pdf):