المسار:
العربية » مجلة الانتظار » العدد: ٨ / محرم الحرام / ١٤٢٨ هـ
العدد: 8 / محرم الحرام / 1428 هـ

مع القرآء / مشاركات القرآء

مشاركات القرآء

تعد مشاركات القراء المحور الأساس لعمل المجلة الثقافي، وقد حرصت هيئة التحرير أن تدخل أكبر عدد من مشاركاتهم ليتسنى لهم أن يقدموا ما بوسعهم من ثقافة الإنتظار، والرسائل التي بين أيدينا إشارة إلى حالة المعافاة التي يمر بها الفكر العام عند قراءة الثقافة المهدوية، والمجلة إذ تبارك جهود المشاركين تنشد على أيدي الجميع بمواصلة الاستمرار ببناء ثقافة مهدوية ناضجة، وعلى هذا فالمجلة بانتظار مشاركات القرّاء الكرام.

(لا إله إلاّ الله)

الكاتبة: أم هاشم ـ النجف

(لا إله إلاّ الله) كلمةٌ طرقت سمعي.. فتوقفت، وقلت في نفسي: لقد سمعت هذه من قبل، ولكن أين؟

وما معناها؟

تأملتها.. كأنها كلمةُ التوحيد!

أجل إنها هي.. ولكن!

لماذا لم اعرفها منذ البداية؟

لعلّي غافلةٌ عنها.. بل حقّاً أنا كذلك!!

فأخذتُ افتشُ في زوايا قلبي المظلم ودقّقت النظر لكن.. للأسف لم أجدها؟!

صعقِت.. رباه ما أنا فاعلة؟

وكيف يمكنني أن أكتِبَ كلمة التوحيد على لوحِ قلبي؟

وأنّى ليَ ذلك؟

وقد ملكَ الشيطانُ عناني.. وغدا عقلي أسيراً بيد هواي!!

وضعتُ رأسي بين ركبتي وأجهشتُ بالبكاء..

وعلى هذه الحال وإذا بنداء يطرق سمعي:

(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).(1)

أجل، الدعاء.. الدعاء

إلهي عرفني نفسك..

عرفني حقيقة لا إله إلا الله..

فهمني معنى العبودية الحقيقي فإني جاهلةٌ يا ربّ..

ربي لا تؤاخذني بسوءِ عملي..

إلهي هل يرجعُ العبدُ الآبقُ إلا إلى مولاه؟!

أم هل يجيره من غضبه أحدٌ سواه؟

يا قابل السحرة اقبلني..

ثم غرقتُ بتفكيرٍ عميق. ترى أيُّ واسطةٍ تلك التي أقدمها إلى ربي ليقبلني؟!

وهل لي إلا الذنوب والخطايا؟

نعم..

لقد وجدتها!!

إنه الوجود المقدس لسيدي صاحبَ الأمر (عجل المولى فرجه وروحي فداه)..

فهو مصدر الفيض.. وباب الله الذي منه يؤتى.

كم أنا غافلة..

وأنى لي.. وأنا العاصية الجاهلة.. بنظرةٍ منه؟!

إلهي اعطف عليّ قلبَ وليك.. إلهي عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللتُ عن ديني..

 ● ● ●

ماذا يعني (سرداب الغيبة)

الأستاذ: عبد الرزاق الجابري

... ويذكرون (السرداب) ويسخرون...!

وردت كلمة (السرداب) في التعاريف التي تصرف في ارسالها بعض ذوي الأقلام من أهل السنة ضمن تعاريفهم (الشيعة) فقد عرض أحد الأقراص الليزرية تعريفاً للشيعة الامامية عرضاً لا يحسد عليه مشوهاً ممجوجاً فذكر: هي أحد الفرق الاسلامية التي رأت الإمامة في علي دون الشيخين وعثمان رضي الله عنهما ومنهم الاثنا عشرية وتنتهي الامامة في (المهدي) الذي غاب في (السرداب) قبال أهل السنة. (انتهى)

أقول: ان هذا العرض ما هو الا صور لاجزاء متقطعة وأوصال متناثرة: كالإمامة في علي، والاعراض عن الشيخين وعثمان والأئمة الاثنا عشر وانتهاء الإمامة في المهدي الذي غاب في السرداب... الخ.

هذه أوصال ممزقة ملقاة على الأرض لا تعني الا جريمة التمزيق التي وزعتها وقطعتها كاوصال انسان قُطّع لا تحكي الا بشاعة الجريمة التي مزقت هذا الانسان المسكين والذي كان داخلاً في قول الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(2) وكما قال تعالى: (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).(3)

ولنتساءل: هل لأنف مجدوع قيمة..؟! وهل لأذنين مبتورتين أهمية..؟! وهل لعينين مسمولتين فائدة..؟! هكذا أعطوا رأيهم في الشيعة والتشيع كما يعطي المعتقد باليهودية رأيه في الاسلام أو الصليبي في دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم..! فأين الموضوعية وأين الانصاف والنزاهة في تلك الأقلام..؟!

نعم إنهم كشّفوا عن أجواء نفسية مخبوءة حيث يقول الشاعر:

فمن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ***يجد مرّاً به الماء الزلالا

وإلا فليس من حق السني ان يتدخل في تعريف العقيدة الشيعية كما ليس من حق الشيعي ان يتدخل في تعريف عقيدة أهل السنة نعم، إلاّ من حيث المناقشة والحوار المنطقي للوصول إلى أفضل فهمٍ عن دين الاسلام الذي جاء به سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم والآن نعرض عن القول في مناقشة تلك الأوصال المبعثرة المستبشعة.. إلا عن الوصلة (السرداب) عليهم ان يستمعوا إلى رأينا فيه. فسرداب الغيبة هذا ليس مما يسخر منه كما يتصورون... بل (السرداب) وثيقة تاريخية سياسية تفصح عن تورط الحكام العباسيين آنذاك في تعقبهم لصبي علوي لا يزيد عمره على الثماني سنوات قد توارى عن انظار الجلاوزة الذين داهموا بيت الإمام العسكري عليه السلام بعد وفاته بغية القبض على هذا الصبي لأنه تمثلت به الإمامة الثانية عشرة بعد مزيد من الرصد المكثّف والعيون المتتبعة لخبره حتى حصروا طريدتهم في الدار وليس له ذنب أو جناية الا أنهم كشفوا عن مصداقية قوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ).(4) ونافقوا في مقالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إمامة المهدي عليه السلام الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا.. ولكن شديد حرصهم على مكتسباتهم من تلك المراكز في الدولة العباسية الدنيوية الصرفة دعتهم إلى الاستبداد والتسلط خاصة الأيام التي عاصرت خاتم الأئمة عليهم السلام فأرادوا اجهاض ما أشار اليه الرسول الأعظم في الدولة المرتقبة وخرق ناموس ارادة الله تعالى في دينه ومع ذلك فكانت الكرامة من الله تعالى ان يرعى وليه الذي قال تعالى فيه: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(5) والكرامة هي ان توارى هذا الصبي الإمام العلوي عن أنظار هؤلاء الجلاوزة الملاحقين وبقي السرداب الذي توهموا اختفاءه فيه يتحدى الزمن ذكره سواءً بقي لهذا السرداب من أثر أم لم يبق فإن ذكره يبقى ساخراً من أولئك المتعثرين في تعقب أولياء الله ضغناً وحقداً فماتوا بغيظهم لم ينالوا خيراً بل وثيقة تدينهم بغطرستهم وظلمهم والطغيان الذي عشقوه.

 ● ● ● 

(كتاب الله والعترة)

الباحثة: فاديا الخفاجي

الأخت فاديا الخفاجي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرنا أن نتلقى نتاجكم القيم المعنون (كتاب الله والعترة) إلا أن الذي يهمنا هو ما يتعلق في شأن الإمام المهدي عليه السلام خصوصاً وليس قضيته في المقال إلا مسألة استطرادية كما وجدناها في مقالكم، لذا نأمل تزويدنا بمقالات تبحث قضية الإمام المهدي عليه السلام مدعمة بالشواهد الروائية والآيات القرآنية ليتسنى نشرها لاحقاً إن شاء الله، مع تمنياتنا ودعائنا لكم بالتسديد الدائم.

  ● ● ●

(كيف نمهد للظهور)

الكاتب: يونس مطر سلمان

(إن التمهيد لظهور الإمام عليه السلام هو بعهدة الفرد والمجتمع معاً، فكما يجب على كل منا أن يؤهل نفسه لظهور الإمام عليه السلام، لذلك يجب أن يعمل على تأهيل المجتمع، فبالعمل على معرفة الإمام المهدي نكون قد أهّلنا المجتمع لذلك، حيث ورد عن زرارة قوله: سمعت أبا عبد الله يقول: للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت: جعلت فداك إن أدركناه أي شيء أعمل؟ فقال عليه السلام: متى أدركنا ذلك الزمان فلندع بهذا الدعاء: (اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) لذا فإن معرفة الإمام عليه السلام من أهم الوظائف التي ستدفعنا إلى نصرته بل لخدمته وخدمة خدامه، ويكفينا ذلك شرفاً...

 

 

الهوامش


(1) غافر:60.

(2) التين:4.

(3) المؤمنون: 14.

(4) النمل: 14.

(5) القصص: 5.

العدد: ٨ / محرم الحرام / ١٤٢٨ هـ : ٢٠١٣/٠٩/١٧ : ٥.١ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.

لتحميل أعداد المجلة (pdf):