دنا مُكرَهاً يومَ الفراقِ يوادعُه
|
|
تسابقه قبلَ الوداعِ مدامعُه
|
وقد كاد أن يرفضَّ شجواً فؤاده
|
|
عن الصدر لو لا تحتويه أضالعه
|
بنفسي حبيباً لم يدعْ لي تجلُداً
|
|
لتوديعه لمّا اغتديت أوادعه
|
أعانقه والطرف يرعف خاشعاً
|
|
وما الصب إلاّ راعفُ الطرفِ خاشعه
|
وقد علقَتْ كفّاي شوقاً بكفّه
|
|
كما ضَمّتِ الطفلَ الرضيعَ رواضعُه
|
أُعرّض بالشكوى إليه ومهجتي
|
|
تنازعُ من أشواقه ما تنازعه
|
فديتُكَ زوّدْ من تركتَ بنظرة
|
|
فليتكَ لا جُرّعتَ ما هو جارعه
|
يَهِمُّ وأني باللحاقِ لمغرَمٌ
|
|
أحاطتْ به من جانبيه موانعه
|
شديدٌ خفوقُ القلب حتى كأنه
|
|
قوادمُ طيرٍ حائمٍ أو ترائعه
|
ولما سمعتُ الركبَ غنّت حداتُه
|
|
وهى جلدي من هول ما أنا سامعه
|
وقلتُ لشوقي كيفما شئتَ فاحْتَكِم
|
|
لك الأمرُ فاصنَع‘ْ فيَّ ما أنت صانعه
|
ولاحٍ دعا للصبر من لا يجيبه
|
|
وقاد إلى السلوان من لا يطاوعه
|
يكلفني صبراً خلعْتُ رداءه
|
|
وهيهات مني لبس ما أنا خالعه
|
فمن لمشوق لم يخط جَفْن عينه
|
|
غرارٌ ولم تفتق بنصحٍ مسامعه
|
إذا رامَ أن يخفي هواه وشتْ به
|
|
مدامع تبدي ما تجنُّ أضالعه
|
فوالهفتي من بين خلٍّ موافقٍ
|
|
يراجعني في أمره وأراجعه
|
يواصل من واصلته غير طامحٍ rmal" dir="RTL" style="margin-bottom:0cm;margin:0; text-align:left;line-height:200%; text-indent:5px"> ولا زال يوليني وفاهُ ولم يكن
|
|
ليعدوَ منهاجَ الوفا وهو شارعه
|
سلوْتُ به عن كل غادٍ ورائحٍ
|
|
يصانعني في ودّه وأصانعه
|
وكم مستميل عنه قلبي مخادعٌ
|
|
فقلتُ له دعني تجدْ من تخادعه
|
وهبتَ الهوى إن لم تذق لذة الهوى
|
|
فلو ذقتها هانَتْ لديك مصارعه
|
وعُمْرٍ كفصل النبضتين صفا به
|
|
لي العيش أو كالبرق أسرع لامعه
|
قضيتُ به حق الهوى بتواصل
|
|
تحبّبُ أيام الحياة مواقعه
|
تعقّبه شجو تلظّى شجونه
|
|
بأحشائي متى يجمع الشمل جامعه
|
ولن يجبَه الرحمنُ بالرد سائلاً
|
|
مؤيدُه ابن العسكري وشافعه
|
طربتُ إليه راجياً أن ينيلني
|
|
لقاه وإن شطّتْ عليّ مرابعه
|
وصيّرت أشواقي إليه ذرائعي
|
|
فكم من بعيد قربته ذرائعه
|
عن الله يدنيني إليه فينطفي
|
|
بلقياه شوقٌ بلبلتني نوازعه
|
ويهدأ دمعٌ كلما تهتفُ النوى
|
|
به قرحَتْ أجفانَ عيني مدامعه
|
ويشتار طعم النوم من كان كلما
|
|
أقرّ له جنبٌ جفته مضاجعه
|
ويشعبُ صدعي من فوادحَ لوجرت
|
|
على يذبُلٍ هدّت بهنّ متالعه
|
ويدفع عني من تعادي جنوده
|
|
علي فما عندي جنود تدافعه
|
ويشفع لي فيما أطعت غوايتي
|
|
بهنّ فيا طوبى لمن هو شافعه
|
ويتحفني استنشاده لي قوافيا
|
|
بمدحته تلتذ منها مسامعه
|
فتشرق منها في محياه بهجة
|
|
أشاهد منها فوق ما أنا سامعه
|
محيا لو أن الشمس تملك أمرها
|
|
لغابت حياءً منه حين تطالعه
|
هو الآية الكبرى المجلي شعاعها
|
|
دجى الغي حتى يثقب الجزعَ ساطعه
|
إمامُ هدىً ما ضلّ من يهتدي به
|
|
ولا ارتاع من هولٍ حَشا من يتابعه
|
له المعجزاتُ المستنيرةُ لم تزل
|
|
ترى العينُ فيها فوق ما الوهم واسعه
|
وغرّ مزايا لو يحاول طامع
|
|
مباراتها أعيت عليه مطامعه
|
إليه أحاديث المفاخر تنتهي
|
|
إذا جمعت أهلَ الفخارِ مجامعه
|
سحاب ندى لا قطر إلا وأعشبتْ
|
|
مغاربه من وبله ومطالعه
|
حَوَتْ كلُّ أرضٍ منه للبذل ناديا
|
|
تسيل عليه بالوفود شوارعه
|
وليث وغىً كم تشهدُ الناسُ موقفاً
|
|
له تجعل الولدانَ شيباً وقائعه
|
يصول بجيش تغتدي زمرُ العدى
|
|
عباديد مُذ تبدو عليهم طلائعه
|
ويبلغ أقصى ما يروم بعزمةٍ
|
|
بها يستوي داني المرام وشاسعه
|
مليكٌ ترى الاقدار ملقيةً له
|
|
مقاليدَها يقتادُها فتطاوعه
|
خبيرٌ بما تخفي الصدور كأنما
|
|
يطالع أسرار الورى وتطالعه
|
فلم يستعِنْ غيرُ الذي هو عونه
|
|
ولم يرتفعْ غير الذي هو رافعه
|
ولم يتخذ غير الذي هو خصمه
|
|
ولم يتضح غير الذي هو واضعه
|
سيورد من والاه من بحر جوده
|
|
فراتا صفَتْ للواردين شرائعه
|
دنا وعده طوبى لمن نالَ عنده
|
|
مقاماً به يحوي السعادة طالعه
|