مع القرآء / مشاركات القرآء
أهل المشرق
أمير حسن أحمد
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين. لا شك بأن لأهل المشرق ـ كمصطلح ـ وجود كبير في ثنايا حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحديث أهل بيته الطاهرين. وهذا المصطلح في الأحاديث المتعلقة بالظهور الشريف يشير إلى عدة مصاديق منها: المكان، وهو الشرق الأوسط وهذا مما لا ريب فيه، لان هذا المكان هو مكان هبوط الوحي ومسكن معظم المسلمين، كما انه البقعة الأكثر اضطراباً من ناحية التاريخ.
و الروايات نطقت بان الشخصيات التي يكون لها دور فاعل في عصر الظهور سواء أكانت من أنصار الإمام كالخراساني واليماني وشعيب بن صالح، أو من أعدائه كالسفياني والأبقع والأصهب والدجال، كلهم يكون مخرجهم من المشرق...
ومنها: أن المشرق هو مكان بعينه، وهو بلاد فارس، لان منها تخرج الرايات السود التي تنصر الإمام كما في الحديث: تخرج رايات سود من قبل المشرق. وبلاد فارس لها ما لها من المكانة في عصر الظهور، فمنها يخرج الخراساني، ومنها يخرج قائد قوات المهدي شعيب بن صالح، وفيها أقوام وصفتهم كتب الحديث لدى العام والخاص بان قلوبهم كزُبُرِ الحديد (حديث كنوز الطالقان).
ومنها ان المشرق، مصدر الفتنة الشرقية وهي فتنة تحدث في الشرق وآثارها تنتشر في الشرق والغرب، وقد تجر إلى حرب عالمية، لماذا؟ لان في الشرق أيضاً أقواماً يهمهم خذلان الدين والوقوف في وجه الإمام الغائب إذا ظهر بعد ان تكون البلاد والعباد خراباً ودماراً...
الانتظار
الأخ أمير حسن أحمد
تشكر الانتظار ما بذلته من جهد في بيان من هم أهل المشرق وهي بدورها تتساءل: كيف جزم الأخ الكريم بأن المشرق بعينه هو بلاد فارس إذ يحتاج جزمه إلى دليل، وإن كانت بلاد المشرق تشمل في بعضها بلاد فارس إذ أن بلاد فارس التاريخية لها جغرافيتها الواسعة فيها باكستان وأفغانستان ودول وسط آسيا فلا مجال لتحديد المنطقة بهذا المصطلح.
الحسين والمهدي عليهم السلام هدف واحد
أمير القزويني
تشير الأدلة العقلية والنقلية إلى ان الإمام المهدي عجل الله فرجه هو الذي يجني الثمار النهائية لثورة الحسين ونهضته من تحقيق الأهداف الإلهية في ظل إقامة الدولة الإسلامية العالمية الإلهية. فالإمام الحسين عليه السلام بتضحيته أرسى القواعد الأساسية لدولة العدل الإلهية وشيد بناءها النظري والمعنوي في أذهان الناس وقلوبهم، ويبقى التكميل والتجديد والتشييد الخارجي للبناء الذي يمثل التطبيق للقانون الإلهي الذي ينص عليه قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ).
يبقى تشييده على بقية الله في أرضه عليه السلام.
وقد تصدى الشارع المقدس في مناسبات عديدة، وبصور مختلفة لإبراز ذلك المعنى وبيان الارتباط الوثيق بين الثورة الحسينية والدولة المهدوية ودولتها العالمية, وكأن الثورة الحسينية تمثل الحركة التمهيدية والأسس الرئيسية الثابتة للثورة المهدوية، أي ان غايتها وهدفها هو الثورة المهدوية أقيمت وانطلقت من أجل تحقيق أهداف الثورة الحسينية.
وأوضح ما يشير إلى ذلك الارتباط:
1 ـ ان شعار الثورة والنهضة المهدوية هو (يا لثارات الحسين).
2 ـ وكذلك الامتداد والبعد والعمق التاريخي والشمولية لسكان السماوات والأرض عند الملائكة وفي سيرة الأنبياء عليهم السلام وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهم السلام, كلهم يحيي ذكرى الإمام المهدي عليه السلام كما أحيا الثورة الحسينية، وينتظر الفرج بظهوره الشريف. وكل منهم يدعوا لله تعالى ان يكون مع الإمام عليه السلام للانتقام من أعداء الله الظالمين.
3 ـ إضافة إلى ذلك فإننا نجد الشارع المقدس أعطى خصوصية لكربلاء كثورة، وكبلد في فكر الإمام المهدي عليه السلام وسلوكه عليه السلام.
4 ـ إعطاء خصوصية لتراب كربلاء كما فعل جبرائيل عليه السلام عندما لبّى طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجلب له من تربة كربلاء, وكما أشار المعصومون عليهم السلام إلى ان الشفاء في تربة كربلاء.
رايات تنشر
السيد أحمد نوري الحكيم
من الظواهر التي تتضح معالمها جلية هي انتشار الآراء والمذاهب كل حسب اجتهاده، وحينئذ تبدأ رايات الضلال في غيبة الإمام عليه السلام بالانتشار ومن ثم اتساع نطاق الانتشار على أرجاء المعمورة.
وذلك لأن طريق الحق واضح المعالم في مقابل رايات الضلال الذي يعج بالغوغاء والادعاءات الكاذبة والأوهام التي يحاول هؤلاء اقتناص فرصهم ويحاولون ان يجمعوا أكبر عدد من الناس لمباهلة الأقلية الحقة، واعتبار أمرهم هو الأصوب، وقد نبأ عنه الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: اياكم والتنويه، أما والله ليغيبنّ أمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصنّ حتى يقال: مات، قتل، هلك، بأي وادٍ سلك؟ ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي. قال: فبكيت ـ المفضل بن عمرـ ثم قلت: فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة وقال: يا ابا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.