المسار:
العربية » مجلة الانتظار » العدد: ١٠ / رجب / ١٤٢٨ هـ
العدد: 10 / رجب / 1428 هـ

الأدب المهدوي / أملٌ سماوي الجهات

أملٌ سماوي الجهات

من قصائد مهرجان الشعر الأول في الإمام المهدي عليه السلام

الذي أقامه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في 12/ شعبان/ 1426

لمناسبة الأمل المتجدد في حياة الأمة الإسلامية الأمل الذي تلده كل لحظة.. لحظة إسلامية أخرى متجددة.

الأستاذ الدكتور رحمن غركان ـ الديوانية

أوّلتُ وعدكَ باليقين لكي أراهُ

 

فعرفْتُ أنّ مآذن البشرى نداهُ

من يومها أدركتُ أنّ بشارةً

 

لله أخرى سوف تنشرها سماهُ

هي حجةُ الرؤيا على تأويلها

 

الله شاء فخصّها بمن ارتضاهُ

وإليه أسرجتِ القلوبًُ نهارها

 

حباً فحباً.. كل معناها هداهُ

ما أوّلوا الإنسان في أسمائه

 

إلاّ وكان محمدٌ حقاً أباهُ

معنى مضاءٌ كالمآذن في المدى

 

لا ينتمي إلاّ إلى غدهِ صباهُ

 

*   *   *

 

في أيِّ أفقٍ ينتقيهِ نهارُنا

 

في أيما لغةٍ تجيءُ لنا رؤاهُ

وبأيِّ معنى نصْطفيه محمداً

 

كيما يكون ولا يكون هنا سواهُ

جهةُ اتقاد الماءِ غيمٌ ماطر

 

في أيما أفقٍ تضيءُ بنا خطاهُ

معنى المآذن في عيون جهاتها

 

هذا النهار المستبد بما يراهُ

وهو اكتمالُ الشمسٍ في آمالنا

 

فبأيِّ شمسٍ سوف توقظنا يداهُ

نستقبلُ البشرى على تأويلنا

 

هذا الطريق المستحيل بما نراهُ

وبكل نهرٍ يستضيءُ مطالعاً

 

حيث الجهات بكلِّ أفْقٍ ضفتاهُ

وبكلِّ أرضٍ تستحثُ سماؤهُ

 

حرية الإنسان وهي بها هواهُ

وحْيٌ سماويُّ الجهاتِ نهارهُ

 

أملٌ ترجّل فاستفاقت مُقْلتاهُ

أمل هو الإنسان في هذا المدى

 

تلد الخطى عمراً فعمراً وجهتاهُ

أمل تبدّى في انتظار عيوننا

 

نهراً ففاضت بالتمني راحتاهُ

أمل توضّأ بالقلوب محبةً

 

أخرى ليكبر في مرايانا صباهُ

أملٌ تؤّولهُ الأنامُ حقيقةً

 

ويضيئه في كل سنبلةٍ نداهُ

أمل ترتّلهُ الحياةُ مآذناً

 

بأكفِّها يتنفسُ البشرى دُعاهُ

غطّوا عليه بالغياب وما دروا

 

أنّ الحياة بمشرقيها ضفّتاهُ

حجَبوا بغربالِ الملوك نهارهُ

 

فاضاء غربالَ الملوك مداهُ

وبرغم منكره تجلّى مشرقاً

 

أملاً رآه هكذا أو ما رآهُ

 

*   *   *

 

نهرٌ يضيء بضفتيه مآذن البشرى لتشرق في أهلته الجباهُ

نهرٌ جرى.. ما بينه رؤيا وبين مسافة البشرى حقيقة ما عداهُ

هو نخلة الأسماء أوّلُ ما تكون به المآذن والسنابل والمياهُ

نهر من التنزيل تكتبه السماوات العلا وحياً فتنطقه الشفاهُ

لا ينطفي في الأرض عن تأويله مطر.. وهل يجري بغيمتها سواهُ

تمتدُّ آمالُ الحياة على المدى بشراً لتقرأ في مراياها صباهُ

وتظلُّ توقظُ ثم توقظُ ثم توقظُ ثم يدركها على قلقٍ نداهُ

وهناك تبتكر الجهات نشيدها القدسيِّ موصولَ الرؤى بمن اصطفاهُ

أملٌ يحطّ على القلوب المنتقاة.. يضيئُها وتضيءُ معناها رؤاهُ

تندى على جهة اليقين حدوده الخضراء يوقظها كما الدنيا حِماهُ

ليقال: يا لغة النهار تكلّمي... فالليل أوّله وآخره اشتباهُ

ليقال: يا لغة النهار تأمّلي... الصمت ليلٌ كيف يعذره انتباهُ

ليقال: يا لغة النهار استقبلي هذا الآذان فقد انجلى فيه مداهُ

صلّت به الرؤيا المهيبة هكذا صلّت به البشرى فصلّى مشرقاهُ

العدد: ١٠ / رجب / ١٤٢٨ هـ : ٢٠١٣/٠٩/٢٤ : ٤.٧ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.

لتحميل أعداد المجلة (pdf):