المسار:
العربية » مجلة الانتظار » العدد: ١١ / شوال / ١٤٢٨ هـ
العدد: 11 / شوال / 1428 هـ

الادب المهدوي / قصائد مخطوطة حتامَ الانتظار يا ابن العسكري

 

قصائد مخطوطة

حتامَ الانتظار يا ابن العسكري*

المرحوم الشيخ/ عبد الحسين الأعسم

حتامَ الانتظارُ يا ابن العسكري

 

عجّل فدتْكَ النفسُ من مُنتظِرِ

تصرّمَ العمرُ ولي أمنيةٌ

 

أرقبُها قبل انقضاء العُمرِ

طالت على قلبي همومي فمتى

 

تكشفُها بالفرجِ المختصرِ

ياليتَ شعري هل لنا وسيلةٌ

 

إليكَ تجلو ما بِنا مِن كدَرِ

أم هل نرى ذاكَ الهلالَ لائحاً

 

على سريرِ دولةٍ أو منبر(1)

إءذَنْ له اللهمَّ بالفتحِ على

 

أَعداك وانصرْنا به وانتصرِ

طغتْ علينا أعبدٌ ما فيهمُ

 

من شيمِ الرجالِ غيرُ الصورِ

لم يزلِ المعروفُ فيهم منكراً

 

ومنكرُ الأفعالِ غيرَ منكرِ

مَجّتْ وِلانا لكُمُ فلم نُطِقْ

 

دفعَ أذاها بعظيمِ الحَذر

كم جحدَتْ فَضلَكُم مُلجئَةً

 

لنا إلى إلْقامِها بالحجرِ

تهوى لنا الخمول لكنّا بكم

 

أوضحُ مِن شمسِ النهار المُسفرِ

كأنّنا صحائفٌ تضمّنَتْ

 

فضلَ عليِّ بينَ عيني عُمر

متى نرى خيلَكَ شُعثاً طلعَتْ

 

على العِدى بالعددِ المجمهر(2)

تقودُها مثلَ أضاميم القَطا

 

أو قطعِ المجلجلِ الكَنَهْوَرِ(3)

حَواملاً إلى الوغى أُسدَ شرىً

 

تطربُ من صوتِ صهيل الضمّر

من كل مفتولِ الذراعِ تحتَه

 

غزالةٌ تنحطُ بالغضنْفَر(4)

مَن تَلْقَ مِنهم بين ملمومتِه

 

تَقُلْ لقيْتُ تُبّعاً في حميرِ(5)

يا حبذا من الزمانِ برهةٌ

 

أقضي بها من الأعادي وطري

بغارةٍ يَروْنَ منها قبلَ أنْ

 

تَفْنيهُم أهوالَ يومِ المحشرِ

زعيمُها ابنُ العسكريّ كم لَه

 

مِن صولةٍ قاصمةٍ للأظهرِ

تُعجِبُ أملاكَ السّما لكنّها

 

شنشِنَةٌ تعرفُها من حيدر(6)

كم قلتُ فيه للعِدى حَذارَكم

 

لو كانَ يُجدي فيه عُظم الحذر

كيف بهم إن صبَّحَتْهُم غارةٌ

 

تُلَثِّمُ الشمسَ بداجي العَثير(7)

لابدّ مِن يومٍ أغرٍّ ترتوي

 

ظباهُ فيه بالنجيع الأحمر

يا نادبَ المهديّ من شيعته

 

دونكَ بشرى باقترابِ الظفر

دنَا لقاهُ فاصطبرْ لهُ تَفُزْ

 

به فإنَّ الفوزَ للمصطبر

روحي الفدا لنازحٍ وفضلُه

 

أدنى من السمعِ لنا والبصرِ

ما هو إلاّ العضبُ مغموداً فإن

 

جُرِّدَ أبدى عن صفاء الجوهر

فلا ترى عيناك منه غيرَما

 

يقرُّ عينَ الواجدِ المستعبر

طلقُ المحيا لمعتْ في وجهِهِ

 

طلاقةُ العامِ الرخي الممطر

ذو عزمةٍ اعطَتْ وَليَّه المنى

 

وراحةٍ فاضت بخمسٍ أبحر(8)

ومعوَلٍ أمضى من السيفِ وإن

 

لم يَهمِ إلا بغوالي الدرر(9)

لن أستطيعَ عدَّ ما استجمعَ مِن

 

مناقبٍ لم تجتمع في بشر

 

 


الهوامش


* ارسل الأستاذ الفاضل عبد الرزاق الأعسم هذه القصيدة مع سبع قصائد في الإمام المهدي عليه السلام لجدّه المرحوم الشيخ عبد الحسين الأعسم لم تنشر سابقاً، وكان قد حققها وشرحها وأعاد كتابتها بغية إرسالها للطبع مع ديوانه الكامل.

(1) الهلال: كناية عن الإمام الحجة عليه السلام.

(2) شعثاً: منتشرة.

(3) الكنهور: من السحاب، قطع منه أمثال الجبال أو الأبيض العظيم منه.

(4) الغزالة: الفرس. تنحط: تسرع.

(5) الملمومة: الجماعة. تقلْ لقيْتُ: وردت في نسخة: (تحسب فيها). وفي أخرى (تحسبْهُ فيها).

(6) الشنشنة: العادة الغالية (في الخُلُق).

(7) العثير: الغبار. التراب والعجاج.

(8) الراحة: الكف. وهنا كناية عن الجود والكرم.

(9) المقول: اللسان.

العدد: ١١ / شوال / ١٤٢٨ هـ : ٢٠١٣/٠٩/٢٥ : ٨.٠ K : ٠
: الشيخ عبد الحسين بن محمد علي الأعسم
التعليقات:
لا توجد تعليقات.

لتحميل أعداد المجلة (pdf):