دراسات / العصبية في نظر ابن خلدون والامام المهدي عليه السلام
العصبية في نظر ابن خلدون والامام المهدي عليه السلام
الشيخ عادل كاظم العابدي/ استاذ في الحوزة العلمية
يستغرب الإنسان المنصف مما تعرَّض له أهل البيت عليهم السلام من تعتيم وتجاهل رغم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم وأحال الأمة إليهم وجعلهم عدل القرآن، والأغرب من ذلك ما يصدر عن البعض من كلمات نابية لا تليق بمقام أهل البيت عليهم السلام، ومن ذلك ما قاله ابن خلدون في مقدمته(وشذ أهل البيت في مذاهب ابتدعوها وفقه انفردوا به) وعندما تحدث عن مسألة المهدي المنتظر في فصل طويل عقده بعنوان(في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك) وبعد أن استعرض مختلف الأحاديث التي تروى في شأنه ومختلف الأقوال انتهى إلى تأكيد ما يلي: والحق الذي ينبغي أن يتقرر لديك أن لا تتم دعوى من الدين أو الملك إلاّ بوجود شوكة عصبية تظهره وتدافع عنه ثم يرد على من يقول بأن المهدي من أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أبناء فاطمة الزهراء عليها السلام، فيقول إن هذا الزعم قول غير ممكن لأن عصبية الفاطميين بل قريش أجمع قد تلاشت من جميع الآفاق.
بهذا الأسلوب والاحتيال والالتفات على الحقائق أراد أن ينفي هذا الكم الهائل من الأحاديث الشريفة لهذه العقيدة الحقة لقد فشل في إخفاء تعصبه وتجرده عن الهوى لذلك سقط في مغالطات كثيرة وراح ينقل حرفياً ما كتبه المتعصبون وما سمعه من ألسنة العامة دون تدقيق وأن المنابع التي ارتوى منها هذا الرجل جعلته ينضح بما في إنائه من حقد منعه من الوقوف عند الحقائق كما هي، قال هذا الكلام تحت تأثير ثقافته التي لم يتحرر تفكيره العقلائي منها، جاء ليؤكد نظريته الأساسية والتي هي أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم سواء كان هذا القائم من نسل النبي أم من غير نسله.
إننا نسأل ماذا يقصد من هذه العصبية فهل العصبية عند ابن خلدون هي الرابطة القبلية أو الرابطة الاجتماعية أو الجماعة المعنوية أو الحزب السياسي أو القوة والحزم فإذا كان يريد بالعصبية الرابطة القبلية والتي أطر رؤيته السياسية على أساسها وحكم على قضية الإمام المهدي من خلالها بالوهم حيث قال إن الزعم غير ممكن لأن عصبية الفاطميين قد تلاشت فقد حكم ابن خلدون على نفسه بالفشل وذلك للأسباب التالية:
1_ أوصى العالم الكيميائي جابر بن حيان تلاميذه قائلاً(إن كل نظرية تحتمل التصديق والتكذيب فلا يصح الأخذ بها إلا مع الدليل القاطع) ولم يذكر دليلا على صحة نظريته.
2_ إننا لم نجد مصداق إسلامي واحد على ثبات نظريته التي يؤكد فيها على العصبية وعلى دورها الهام ليس في بناء الدولة فحسب وإنما في إتمام الدعوة الدينية أيضاً، ويقول: وهذا حال الأنبياء في دعوتهم، فلم يذكر ابن خلدون أي نبي استقامت دعوته الدينية على العصبية القبلية فهل كان إيتاء الملك لداود ومن بعده سليمان هو من تأثير العصبية وهذه الحبوات التي حصل عليها من تسخير الجن ومعرفة منطق الطير...الخ من تأثير العصبية وهل التمكين الذي حضي به ذو القرنين وتلك الإمكانات العظيمة التي وفرت له واستطاع ان يرفع الظلم عن الذين اشتكوا إليه من يأجوج ومأجوج وبنى لهم سدا منيعا بينهم وبين أعدائهم حتى أصبح مضرب الأمثال في التاريخ البشري فهل هذا التمكين من عشيرته مع أنه محدث وليس بنبي فما هو المانع من أن يكون الإمام المهدي عليه السلام صورة متقدمة عن حركة ذي القرنين وداود وسليمان؟! يقول سماحة الشيخ محمد السند دام ظله: لأن المقامات الإلهية لا تختص بالنبوة والرسالة فقط بل تشمل الحاكمية وهي الإمامة وغيرها، وفي كلام آخر يقول: وكما يلاحظ ذلك في أجوبة الأئمة عندما كان يسألون عن علمهم فكانت الإجابة انه كصاحب موسى وذي القرنين أي ليست علومهم بنبوة ولكنه علم لدني معصوم الإمامة الإلهية ص 494.
إن القاعدة الاجتماعية المبنية على أن العصبية هي دعامة الانتصار في كل دعوة إلى الدين والملك ولا تقم بدونها دعوة والتي راح يتبجح بها أتباع الدولة الأموية لا منشأ صحيح لها سوى الهوى أليست العصبية القبلية هي التي ألقت يوسف في البئر وان الإرادة الإلهية التي مكنت يوسف في الأرض وجعلته نموذجاً مشرقاً لأولياء الله شاءت الحكمة الإلهية أن تتخذ من يوسف دليلا على جملة قوانين وسنن من جملتها أن الله يرفع الإنسان بالعلم والتقوى، وان الله إذا أراد أن يمكن إنسان مكنه ولو اجتمعت الدنيا على خلاف ذلك، وكذلك الوعد الإلهي في تمكين الإمام الحجة عليه السلام، إن التمكين للإمام المهدي عليه السلام قاب قوسين أو أدنى من ذلك ومهما رأى ابن خلدون وغيره أن التمكين للإمام بعيد يشبه المستحيل فإن المؤمن بالله تعالى وقدرته واثق بوعد الله((وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)) الأنبياء 21 وهذا ليس من باب الأحلام والتمنيات ولكن الثقة في الله تعالى واليقين بوعده، ثم ان ابن خلدون وقع في تهافت كبير ففي الوقت الذي يجزم على مبناه في احتياج أي دولة الى العصبية فإنه قد قرر من قبل وفي اطار نظريته العصبية ذاتها. انه قد يحدث لبعض أهل النصاب الملكي دولة يستغني عن العصبية ج 2 ص 17، فإذا كان هناك استثناء فلماذا لا تكون دولة الإمام تستغني عن العصبية أيضاً كما حدث للأدارسة بالمغرب الأقصى وهل سال ابن خلدون نفسه أي دور للعصبية القبلية في دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ لقد وقف رجال قريش وصناديدها بوجه الدعوة وصاروا سداً في طريق الإسلام وراحوا يطاردون المؤمنين وإيذائهم، فهل يعلم ابن خلدون من قتل سمية ومن سعى في قتل حمزة وبقر بطنه ومن جمع الجيوش في معركة بدر وأحد والأحزاب وهل كان عمار قرشياً وسلمان أو بلال أو سعد بن عبادة؟ لقد أراد ابن خلدون بهذا المنطق ان يلغي ظهور الإمام تماماً ولكنه منطق ضعيف لا يصمد أمام الوعد الإلهي الصادق والذي سيتحقق رغم أنف ابن خلدون ولأن الإمام كسائر الأنبياء سيظهر من أجل تطهير الأرض من الفساد وتحرير البشرية من الاستعباد ويكون الدين كله لله، ولم يأت أي حديث يتضمن أن الإمام عليه السلام إذا خرج فإنه يخرج في الفاطميين أو الطالبيين خاصة كما يراه ابن خلدون فلا ينحصر وجه ظهوره عليه السلام في أن يخرج من عصبية من الفاطميين فقط.
ثانياً:
وأما إذا كان قصده في العصبية الجماعة المعنوية بما تعنيه من تلاحم وتعاضد وتناصر وعصبية الولاء التي أقر بها عندما شعر انه في مأزق كبير وذلك انه ركز على نظرية العصبية القبلية وعندما وقف أمام انقلاب السقيفة حيث لم يكن أي دور للعصبية فيها ووقف أمام حديث عمر بن الخطاب الذي قال فيه:(لو كان سالم مولى حديفة حيا لوليته) فكيف يجد لهذا الرأي العمري من مخرج فسالم لا يملك العصبية القبلية فقال وعصبية الولاء حاصلة لسالم في قريش؛ فكل هذه الأمور متوفرة عند الإمام المهدي عليه السلام، فإذا حكم ابن خلدون على عدم وجود العصبية القبلية للإمام عليه السلام فإن عصبية الولاء موجودة في قلوب المؤمنين العاملين بالآية المباركة((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)) فقد ذكرت الروايات المستفيضة عند السنة والشيعة أن الإمام مؤيد بأصحاب وأنصار من هذه الروايات((قال ابن عباس: كنا عند علي بن أبي طالب عليه السلام وقد سأل رجل عن المهدي عليه السلام فقال: يجمع الله قوما قزعاً كقزع السحاب يؤلف الله قلوبهم لا يستوحشون من أحد ولا يفرون على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر))(1) وهناك قواعد شعبية كبيرة من الموالين المنتظرين والمتهيئين لظهوره المبارك قال الإمام الصادق عليه السلام:((فإذا قام قائمنا المهدي كان الرجل من محبينا أجرأ من سيف وأمضى من سنان))(2) ، وإذا حددت الروايات عدد الأصحاب ب 313 فإن عدد الأنصار لم يحدد بعدد معين يقول سماحة السيد محمد علي الحلو دامت بركاته:(لابد أن نفرق بين أصحاب الامام عليه السلام وبين أنصاره فإن أصحابه عدتهم محدودة وهي ثلاثمائة وثلاثة عشر بينما الانصار هم قواعده والذين يقومون مقام المحاربين والجنود المقاتلين في حين يعد الأصحاب بمثابة وزراء وقادة)(3) وقد روى الشيخ الصدوق قدس سره عن الامام الصادق عليه السلام أنه سأل رجلاً من أهل الكوفة كم يخرج مع القائم فإنهم يقولون إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر. قال: وما يخرج الا في أولي قوة وما تكون أولوا القوة أقل من عشرة آلاف)(4) حيث جاء في كتاب إسعاف الراغبين للشيخ محمد الصبان ص 150 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر خروج المهدي عليه السلام قال:((فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه)). وجاء في كتاب موجز دائرة معارف الغيبة تأليف مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام فيخرج إليه(أي الامام) الابدال من الشام والنجباء من مصر وعصب أهل العراق، والظاهر من النص ان الكثرة صفة الملتحقين من أهل العراق لنصرة الإمام عليه السلام فالعصائب تعني الجماعات إذ أن شيعة العراق يؤهلهم ولاؤهم بكثرتهم لانخراطهم في نصرة الامام وسيكون ممن يلتحق بركب الامام في هذه البلدان(أي الشام ومصر) أوساط لنماذج انتظمت لمعرفة أهل البيت واعتناق مبادئهم.
ثالثا:
وأما اذا كان يقصد من العصبية هي القوة والحزم بأن يكون جزئياً على إقامة الحدود ويزعم أنها غير موجودة عند الامام باعتبار الامام من أهل بيت الرحمة فكلهم رحمة وعطف فهذا القول يذكرنا بمن رفع شعار ان فيه دعابة وهذا تناغم صريح معه، حيث ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة المجلد الثاني طبعة دار الحياة بيروت ص 485 عن ابن عباس قال تنفس عمر نفساً عالياً قال ابن عباس حتى ظننت أن أضلاعه قد انفجرت فقلت له: ما أخرج هذه النفس منك إلا هم شدد! قال: إي والله، يا ابن عباس إني فكرت فلم أدر فيمن أجعل هذا الأمر بعدي ثم قال لعلك ترى صاحبك لها أهلاً. قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه. قال: صدقت ولكنه امرؤٌ فيه دعابة فتلقفها أعداء علي وجعلوها عيباً له وطعناً عليه، فكان عمر بن العاص يروج هذا لأهل الشام يروم أن يعيبه بذلك عندهم؛ فهل كان عمر يحسن اختيار الخليفة أفضل من الله وما أشبه اليوم بالبارحة علي فيه دعابة لا يصلح للحكم، والمهدي فيه رحمة لا يصلح للحكم إذن من يصلح يا ابن خلدون؟ ولا أظن ابن خلدون غافلاً عن حقيقة وهي لا أحد يضارع علياً عليه السلام في شدته وصرامته على الكافرين، ذكر أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ج 1 ص 68 عن أبي سعيد الخدري قال: شكا الناس علياً فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فقال: أيها الناس لا تشكوا علياً فوالله إنه الأخيشن في ذات الله ومتى كانت الرحمة والشفقة مانعة من قيادة الدولة وقد بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم قائداً تجسدت فيه الرحمة بأروع صورها، وقال الله تعالى:((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ)) الفتح: 29.
فهذه صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبمقدار شدته على أعدائه وصرامته وحزمه وقوته هناك رحمة وعطف ومداراة، فكما نجد التواضع نجد القوة والصلابة. ولقد ضرب الله لنا مثلاً في سليمان في إدارته للدولة ومحاسبته للهدهد خير شاهد على ذلك. وبما أن الإمام المهدي عليه السلام يتمتع بكل الصفات الشريفة الموجودة في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الوريث الشرعي للأنبياء والأوصياء لذلك فهو ورث الشجاعة والصلابة من جده صلى الله عليه وآله وسلم ومن أمير المؤمنين عليه السلام ومن آبائه الطاهرين فهو يعمل بسنة جده صلى الله عليه وآله وسلم، عن نعيم بن حماد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:((المهدي رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي))(5). عن نعيم بن حماد قال صلى الله عليه وآله وسلم:((علامة المهدي أن يكون شديداً على العمال جواداً بالمال رحيماً بالمساكين))(6).
ثم ان الخلافة هي تمثل القيادة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأساس في الإسلام وهي منصب إلهي وجعل إلهي ولا تخضع للأذواق الرديئة ولا للانتخابات ولا للشورى ولا للوراثة وهي محاطة بشروط كثيرة ولا تصلح لكل شخص والآيات القرآنية واضحة وصريحة في ذلك. هناك آيات ذكرت الشروط التي يجب أن تتوفر في الامام وحسب التعبير الفلسفي ينظر الى الامام بشرط شيء ان يكون أعلم الناس وأقوى الناس قلباً وجسداً وشخصيةً لأن إحدى واجبات الامام عليه السلام قيادة المجتمع أي ان تكون له سلطة القرار والحاكمية وسليم البنية والأعضاء ويدل على هذا المعنى في قصة طالوت وسبب اختياره من قبل الله، قال تعالى:((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)) البقرة: 247. حتى يكون مهيأً لقيادة المجتمع من الناحية الجسدية والنفسية ولذلك تميز أهل البيت عليهم السلام عن جميع الناس في أمهات الفضائل لأن الله تعالى أصفاهم لقيادة المجتمع بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبما ان الامام المهدي عليه السلام هو الخليفة الثاني عشر عليه السلام، قال صلى الله عليه وآله وسلم((لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)) صحيح مسلم ح 1821، كتاب الامارة: عن ابن عباس قال صلى الله عليه وآله وسلم:((ان خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي قيل يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب. قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدي)). كمال الدين ص 280 باب 24. فإن صفات الامامة والقيادة متوفرة فيه فكل الاخبار التي تحدثت عن الامام تحدثت عن التأييد الإلهي بالقوة والعصبية لكل ما تحتاجه دولته المباركة وما يقتضيه بسط اليد، فدولة الامام هي تجلي لأكبر عصبية في التاريخ البشري حيث كل أسباب الدعم والتأييد ستكون معه من قوة بشرية ومن أسلحة تناسب عصر ظهوره مع التأييد من الملائكة ولكن ابن خلدون كأنه لم يقرأ الأحاديث النبوية الشريفة أو قرأها وعرفها ولكنه أراد أن يضعفها لا لمعرفة في علم الحديث ولا لباعه الطويل في علم الرجال، يقول الأستاذ أحمد شاكر في بعض تخريجاته لأحاديث مسند أحمد(ان ابن خلدون قد قفا ما ليس له بعلم، والله يقول:((وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ))؛ واقتحم قحما لم يكن من رجالها انه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدمته؛ لذكر أحاديث المهدي؛ تهافتاً عجيباً وغلط أغلاطاً واضحة وغلبه ما شغله من السياسة وأمور الدولة وخدمة ما كان يخدم من الملوك والأمراء)(7) وقال السيد الكتاني فإن ابن خلدون ليس من أهل هذا الميدان لأن فن ابن خلدون وتخصصه هو علم التاريخ دون علم الحديث الشريف(8)، وقد ألف الدكتور خالد كبير علال الاستاذ بجامعة الجزائر كتابا تحت عنوان(أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه مقدمة ابن خلدون، وجاء في مجلة الجامعة الاسلامية المدينة المنورة العدد 45 من مقال الرد على من كذب أحاديث المهدي(ان ابن خلدون مؤرخ وليس من رجال الحديث فلا يعتد به في التصحيح والتضعيف وإنما الاعتماد بذلك بمثل البهيقي والعقيلي والخطابي والذهبي وغيرهم من أهل الرواية والدراية الذين قالوا بصحة الكثير من أحاديث المهدي عليه السلام فكيف يركن الى ابن خلدون في مثل هذا العمل المهزوز علمياً في تضعيف أحاديث المهدي عليه السلام وكيف يركن إليه وهو يعمل بالاجتهاد مقابل النص؟!!
الهوامش: