الدعاء (٤): تعليم المهدي عليه السلام دعاء الفرج الخاص بالأنبياء عليهم السلام
الدعاء (4): تعليم المهدي عليه السلام دعاء الفرج الخاص بالأنبياء عليهم السلام (*) (1)
ذكر ما نختاره لمولانا المهدي عليه السلام وعنه صلوات الله عليه برواية أخرى. فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي المصري لكل شديدة وعظيمة أخبرهم أبو الحسن علي بن حماد المصري قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي قال: حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني المصري قال: أصابني غم شديد ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه، فخشيته خشية لم أرج لنفسي منها مخلصا، فقصدت مشهد ساداتي وآبائي صلوات الله عليهم بالحائر لائذا بهم، وعائذا بقبورهم، ومستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه، وأقمت بها خمسة عشر يوما أدعو وأتضرع ليلا ونهارا، فتراءى لي قائم الزمان، وولى الرحمن عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلام. فأتاني وأنا بين النائم واليقظان، فقال لي: يا بني خفت فلانا؟ فقلت: نعم، أرادني بكيت وكيت، فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلام أشكو إليهم ليخلصوني منه، فقال لي: هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالأدعية التي دعا بها أجدادي الأنبياء صلوات الله عليهم حيث كانوا في الشدة فكشف الله عز وجل عنهم ذلك. قلت: وبماذا دعوه لادعوه به؟ قال عليه السلام: إذا كان ليلة الجمعة فقم واغتسل وصل صلاتك، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك، وادع بهذا الدعاء مبتهلا، قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر على القول وهذا الدعاء حتى حفظته، وانقطع مجيئه ليلة الجمعة، فقمت واغتسلت وغيرت ثيابي وتطيبت وصليت ما وجب علي من صلاة الليل، وجثوت على ركبتي فدعوت الله تعالى بهذا الدعاء، فأتاني عليه السلام ليلة السبت كهيئة التي يأتيني فيها فقال لي: قد أجيبت دعوتك يا محمد، وقتل عدوك، وأهلكه الله عز وجل عند فراغك من الدعاء. قال: فلما أصبحت لم يكن لي همة غير وداع سادتي صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه، فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأن الرجل الذي هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة، فأكلوا وشربوا وتفرق القوم ونام هو وغلمانه في المكان، فأصبح الناس ولم يسمع له حس فكشف عنه الغطاء فإذا هو مذبوح من قفاه، ودماه تسيل، وذلك في ليلة الجمعة، ولا يدرون من فعل به ذلك، ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى المنزل، وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله؟ فإذا هو عند فراغي من الدعاء، وهذا الدعاء: " رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه؟ ومن ذا الذي سألك فلم تعطه؟ ومن ذا الذي ناجاك فخيبته؟ أو تقرب إليك فأبعدته؟ رب هذا فرعون ذو الأوتاد، مع عناده وكفره وعتوه، ودعائه الربوبية لنفسه، وعلمك بأنه لا يتوب ولا يرجع ولا يؤب ولا يؤمن ولا يخشع استجبت له دعاءه وأعطيته سؤله كرما منك وجودا وقلة مقدار لما سألك عندك، مع عظمه عنده، أخذا بحجتك عليه، وتأكيدا لها حين فجر وكفر واستطال على قومه وتجبر، وبكفره عليهم افتخر، وبظلمه لنفسه تكبر، وبحلمك عنه استكبر، فكتب وحكم على نفسه جرأة منه أن جزاء مثله أن يغرق في البحر، فجزيته بما حكم به على نفسه. إلهي وأنا عبدك ابن عبدك، وابن أمتك، معترف لك بالعبودية، مقر بأنك أنت الله خالقي لا إله لي غيرك، ولا رب لي سواك، مقر بأنك ربي وإليك إيابي، عالم بأنك على كل شئ قدير، تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد لا معقب لحكمك ولا راد لقضائك، وأنك الأول والاخر والظاهر والباطن، لم تكن من شئ، ولم تبن عن شئ، كنت قبل كل شئ وأنت الكائن بعد كل شئ، والمكون لكل شئ، خلقت كل شئ بتقدير، وأنت السميع البصير. وأشهد أنك كذلك كنت وتكون، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ولا توصف بالأوهام ولا تدرك بالحواس، ولا تقاس بالمقياس، ولا تشبه بالناس، و أن الخلق كلهم عبيدك وإماؤك، وأنت الرب ونحن المربوبون وأنت الخالق ونحن المخلوقون، وأنت الرازق ونحن المرزوقون. فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا، وجعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا تقوتني من الثدي لبنا مريئا، وغذيتني غذاء طيبا هنيئا وجعلتني ذكرا مثالا سويا، فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص، وإن وضع لم يتسع له شيء (حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كل شيء) ويفخم ويعظم على ذلك كله، وكلما حمد الله شئ. والحمد لله كما يحب الله أن يحمد، والحمد لله عدد ما خلق، وزنة ما خلق وزنة أجل ما خلق، وبوزنة أخف ما خلق، وبعدد أصغر ما خلق، والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا، وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد، (وأن يغفر لي ربى) وأن يحمد لي أمري ويتوب علي، إنه هو التواب الرحيم. إلهي وإني أنا أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السلام وهو مسئ ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته وتبت عليه واستجبت دعوته وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي خطيئتي، وترضى عني، فإن لم ترض عني فاعف عني، فاني مسئ ظالم خاطئ عاص، وقد يعفو السيد عن عبده، وليس براض عنه، وأن ترضى عني خلقك، وتميط عني حقك. إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به إدريس فجعلته صديقا نبيا، ورفعته مكانا عليا، واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل مآبي إلى جنتك، ومحلي في رحمتك، وتسكنني فيها بعفوك، وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى ربه وهو ( أنى ) مغلوب فانتصر " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر، وحملناه ونجيناه على ذات ألواح ودسر " فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي وتكف عنى شر كل سلطان جائر، وعدو قاهر، ومستخف قادر، وجبار عنيد وكل شيطان مريد، وإنسي شديد، وكيد كل مكيد، يا حليم يا ودود. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك صالح عليه السلام فنجيته من الخسف، وأعليته على عدوه، واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تخلصني من شر ما يريد بي أعدائي به، ويبغى لي حسادي وتكفينيهم بكفايتك، وتتولاني بولايتك، وتهدي قلبي بهداك، وتؤيدني بتقواك وتبصرني بما فيه رضاك، وتغنيني بغناك يا حليم. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك إبراهيم عليه السلام حين أراد نمرود إلقاءه في النار، فجعلت النار عليه بردا وسلاما، واستجبت دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تبرد عنى حر نارك، وتطفئ عني لهيبها، وتكفيني حرها، وتجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم، وترد كيدهم في نحرهم، وتبارك لي فيما أعطيتنيه، كما باركت عليه وعلى آله، إنك أنت الوهاب الحميد المجيد. إلهي وأسئلك بالاسم الذي دعاك به إسماعيل عليه السلام فجعلته نبيا ورسولا وجعلت له حرمك منسكا، ومسكنا ومأوى، واستجبت له دعاءه رحمة منك وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تفسح لي في قبري، وتحط عنى وزري، وتشد لي أزري، وتغفر لي ذنبي، وترزقني التوبة بحط السيئات، وتضاعف الحسنات، وكشف البليات، وربح التجارات، ودفع معرة السعايات، إنك مجيب الدعوات، ومنزل البركات، وقاضي الحاجات، ومعطى الخيرات، وجبار السماوات. إلهي وأسألك بما سألك به ابن خليلك الذي نجيته من الذبح، وفديته بذبح عظيم، وقلبت له المشقص حتى ناجاك موقنا بذبحه، راضيا بأمر والده، و استجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تنجيني من كل سوء وبلية، وتصرف عنى كل ظلمة وخيمة، وتكفيني ما أهمنى من أمور دنياي وآخرتي وما أحاذره وأخشاه، ومن شر خلقك أجمعين بحق آل يس. إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به لوط فنجيته (وأهله من الخسف والهدم والمثل والشدة والجهد وأخرجته) وأهله من الكرب العظيم واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن (تأذن بجمع ما شتت من شملي، وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي، وتصلح لي أموري، وتبارك لي في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي آمالي و) تجيرني من النار وتكفيني شر الأشرار بالمصطفين الأخيار (الأئمة الأبرار ونور الأنوار محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار) الأئمة المهديين، والصفوة المنتجبين، صلوات الله عليهم أجمعين، وترزقني مجالستهم، وتمن على بمرافقتهم، وتوفق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين، و ملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، وأهل طاعتك أجمعين، وحملة عرشك والكروبيين .
إلهي وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب، وقد كف بصره، وشتت جمعه، وفقد قرة عينه ابنه، فاستجبت له دعاءه وجمعت شمله وأقررت عينه وكشفت ضره وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تأذن لي بجمع ما تبدد من أمري، وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي، وتصلح لي شأني كله وتبارك لي في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي آمالي وتصلح لي أفعالي، وتمن على يا كريم، يا ذا المعالي، برحمتك يا أرحم الراحمين. إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك يوسف عليه السلام فنجيته من غيابت الجب، وكشفت ضره، وكفيته كيد إخوته، وجعلته بعد العبودية ملكا، واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تدفع عنى كيد كل كائد، وشر كل حاسد، إنك على كل شئ قدير. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك موسى بن عمران إذ قلت تباركت وتعاليت " وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا " وضربت له طريقا في البحر يبسا، ونجيته ومن تبعه من بني إسرائيل وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تعيذني من شر خلقك، وتقربني من عفوك، وتنشر على من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك، ويكون لي بلاغا أنال به مغفرتك ورضوانك يا وليي وولي المؤمنين. إلهي وأسئلك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك داود فاستجبت له دعاءه وسخرت له الجبال يسبحن معه بالعشى والابكار، والطير محشورة كل له أواب وشددت ملكه وآتيته الحكمة وفصل الخطاب، وألنت له الحديد، وعلمته صنعة لبوس لهم، وغفرت ذنبه، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تسخر لي جميع أموري. وتسهل لي تقديري، وترزقني مغفرتك وعبادتك وتدفع عني ظلم الظالمين، وكيد المعاندين، ومكر الماكرين، وسطوات الفراعنة الجبارين، وحسد الحاسدين، يا أمان الخائفين، وجار المستجيرين، وثقة (الواثقين وذريعة) المؤمنين ورجاء المتوكلين، ومعتمد الصالحين يا أرحم الراحمين. إلهي وأسألك اللهم بالاسم الذي سألك به عبدك ونبيك سليمان بن داود عليهما السلام إذ قال رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب، فاستجبت له دعاءه وأطعت له الخلق، وحملته على الريح، وعلمته منطق الطير، وسخرت له الشياطين من كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤك لا عطاء غيرك، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبي وتكفيني همي، وتؤمن خوفي، وتفك أسري وتشد أزري، وتمهلني وتنفسني وتستجيب دعائي، وتسمع ندائي، ولا تجعل في النار مأواي، ولا الدنيا أكبر همي، وأن توسع علي رزقي، وتحسن خلقي وتعتق رقبتي، فإنك سيدي ومولاي ومؤملي. إلهي وأسئلك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل به البلاء بعد الصحة ونزل السقم منه منزل العافية، والضيق بعد السعة، فكشفت ضره، ورددت عليه أهله ومثلهم معهم، حين ناداك داعيا لك راغبا إليك راجيا لفضلك، شاكيا إليك " رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " فاستجبت له دعاءه، وكشفت ضره، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكشف ضري، وتعافيني في نفسي وأهلي ومالي وولدي وإخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية مستغنية عن الأطباء والأدوية، وتجعلها شعاري ودثاري وتمتعني بسمعي وبصري، وتجعلهما الوارثين مني إنك على كل شئ قدير. إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى في بطن الحوت، حين ناداك في ظلمات ثلاث: أن " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت أرحم الراحمين " فاستجبت له دعاءه، وأنبت عليه شجرة من يقطين، وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تستجيب دعائي، وتداركني بعفوك، فقد غرفت في بحر الظلم لنفسي، وركبتني مظالم كثيرة لخلقك على، وصل على محمد وآل محمد، واسترني منهم وأعتقني من النار، واجعلني من عتقائك وطلقائك من النار في مقامي هذا بمنك يا منان .
إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك عيسى بن مريم إذ أيدته بروح القدس وأنطقته في المهد، فأحيا به الموتى وأبرء به الأكمه والأبرص باذنك وخلق من الطين كهيئة الطير فصار طائرا باذنك، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تفرغني لما خلقت له، ولا تشغلني بما تكفلته لي، وتجعلني من عبادك وزهادك في الدنيا ( و ) ممن خلقته للعافية وهنأته بها مع كرامتك يا كريم يا علي يا عظيم. إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سباء فكان أقل من لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه، فلما رأته قيل أهكذا عرشك؟ قالت كأنه هو فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكفر عنى سيأتي، وتقبل منى حسناتي، وتقبل توبتي وتتوب على وتغنى فقرى، وتجبر كسرى، وتحيى فؤادي بذكرك، وتحيي في عافية وتميتني في عافية. إلهي وأسئلك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك زكريا حين سألك داعيا راجيا لفضلك، فقام في المحراب ينادي نداء خفيا، فقال " رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا " فوهبت له يحيى واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبقى لي أولادي وأن تمتعني بهم، وتجعلني وإياهم مؤمنين لك، راغبين في ثوابك، خائفين من عقابك، راجين لما عندك، آيسين مما عند غيرك، حتى تحيينا حياة طيبة وتميتنا ميتة طيبة، إنك فعال لما تريد. إلهي وأسئلك بالاسم الذي سألتك به امرأة فرعون إذ قالت: " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " فاستجبت لها دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقر عيني بالنظر إلى جنتك وأوليائك وتفرحني بمحمد وآله وتونسني به وبآله وبمصاحبتهم ومرافقتهم، وتمكن لي فيها وتنجيني من النار، وما أعد لأهلها من السلاسل والاغلال والشدائد والأنكال، وأنواع العذاب بعفوك. إلهي وأسألك باسمك الذي دعتك عبدتك وصديقتك مريم البتول، وأم المسيح الرسول عليهما السلام إذ قلت " ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " فاستجبت دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحصنني بحصنك الحصين وتحجبني بحجابك المنيع، وتحرزني بحرزك الوثيق وتكفيني بكفايتك الكافية من شر كل طاغ، وظلم كل باغ، ومكر كل ماكر، وغدر كل غادر، وسحر كل ساحر، وجور كل سلطان فاجر، بمنعك يا منيع. إلهي وأسئلك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك، وخيرتك من خلقك وأمينك على وحيك، وبعيثك إلى بريتك، ورسولك إلى خلقك محمد خاصتك وخالصتك صلى الله عليه وآله، فاستجبت دعاءه وأيدته بنجود لم يروها وجعلت كلمتك العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد صلاة زاكية طيبة نامية باقية مباركة كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك عليهم كما باركت عليهم، وسلم عليهم كما سلمت عليهم، وزدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك، واخلطني بهم، واجعلني منهم، و احشرني معهم، وفي زمرتهم، حتى تسقيني من حوضهم، وتدخلني في جملتهم وتجمعني وإياهم وتقر عيني بهم وتعطيني سؤلي، وتبلغني آمالي في ديني ودنياي وآخرتي، ومحياي ومماتي، وتبلغهم سلامي، وترد علي منهم السلام، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته. إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة: هل من سائل فاعطيه؟ أم هل من داع فأجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له؟ أم هل من راج فأبلغه رجاءه؟ أم هل من مؤل فأبلغه أمله؟ ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك، وضعيفك ببابك، وفقيرك ببابك، ومؤملك بفنائك أسئلك نائلك، وأرجو رحمتك، وأؤمل عفوك، وألتمس غفرانك. فصل على محمد وآل محمد وأعطني سؤلي، وبلغني أملي، واجبر فقري، وارحم عصياني، واعف عن ذنوبي، وفك رقبتي من مظالم لعبادك ركبتني، وقو ضعفي وأعز مسكنتي، وثبت وطأتي، واغفر جرمي، وأنعم بالى، وأكثر من الحلال مالي، وخر لي في جميع أموري وأفعالي، ورضني بها وارحمني ووالدي وما ولدا من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والأموات، إنك سميع الدعوات وألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة، وتقبل حسناتهما واغفر سيئاتهما واجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك والجنة. إلهي وقد علمت يقينا أنك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه، ولا تميل إليه ولا تهواه ولا تحبه ولا تغشاه، وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك وبغيهم علينا، وتعديهم بغير حق ولا معروف، بل ظلما وعدوانا، وزورا وبهتانا، فان كنت جعلت لهم مدة لابد من بلوغها أو كتبت لهم آجالا ينالونها، فقد قلت وقولك الحق ووعدك الصدق " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " فأنا أسئلك بكل ما سألك به أنبياؤك ورسلك وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون، وملائكتك المقربون، أن تمحو من أم الكتاب ذلك، وتكتب لهم الاضمحلال والمحق، حتى تقرب آجالهم وتقضى مدتهم وتذهب أيامهم، وتبتر أعمارهم، وتهلك فجارهم، وتسلط بعضهم على بعض، حتى لا تبقى منهم أحدا، ولا تنجي منهم أحدا، وتفرق جموعهم وتكل سلاحهم، وتبدد شملهم، وتقطع آجالهم وتقصر أعمارهم، وتزلزل أقدامهم وتطهر بلادك منهم، وتظهر عبادك عليهم، فقد غيروا سنتك، ونقضوا عهدك وهتكوا حريمك، وأتوا ما نهيتهم عنه، وعتوا عتوا كبيرا، وضلوا ضلالا بعيدا. فصل على محمد وآل محمد وآذن لجمعهم بالشتات، ولحيهم بالممات، ولأزواجهم بالنهبات، وخلص عبادك من ظلمهم، واقبض أيديهم عن هضمهم، وطهر أرضك منهم، وآذن بحصد نباتهم، واستئصال شأفتهم، وشتات شملهم، وهدم بنيانهم يا ذا الجلال والاكرام .
وأسئلك يا إلهي وإله كل شئ وربي ورب كل شئ وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك ونبياك وصفياك موسى وهارون عليهما السلام حين قالا داعيين لك راجين لفضلك " ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " فمننت وأنعمت عليهما بالإجابة لهما إلى أن قرعت سمعهما بأمرك اللهم رب " قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون " أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة، وأن تشدد على قلوبهم، وأن تخسف بهم برك، وأن تغرقهم في بحرك، فان السماوات والأرض وما فيهما لك، وأر الخلق قدرتك فيهم، وبطشك عليهم، فافعل ذلك بهم، وعجل ذلك لهم يا خير من سئل وخير من دعى، وخير من تذللت له الوجوه، ورفعت إليه الأيدي ودعى بالألسن، وشخصت إليه الابصار وأمت إليه القلوب ونقلت إليه الاقدام وتحوكم إليه في الأعمال. إلهي وأنا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها، وكل أسمائك بهي، بل أسألك بأسمائك كلها أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تركسهم على أم رؤوسهم في زبيتهم، وترديهم في مهوى حفرتهم، وارمهم بحجرهم، وذكهم بمشاقصهم واكببهم على مناخرهم، واخنقهم بوترهم، وازدد كيدهم في نحورهم، وأوبقهم بندامتهم، حتى يستخذلوا ويتضاءلوا بعد نخوتهم، وينقمعوا ويخشعوا بعد استطالتهم أذلاء مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها، وترينا قدرتك فيهم، وسلطانك عليهم، وتأخذهم أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذك الأليم الشديد أخذ عزيز مقتدر، فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب شديد المحال. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل إيرادهم عذابك الذي أعددته للظالمين من أمثالهم، والطاغين من نظرائهم، وارفع حلمك عنهم واحلل عليهم غضبك الذي لا يقوم له شئ وأمر في تعجيل ذلك بأمرك الذي لا يرد ولا يؤخر، فإنك شاهد كل نجوى وعالم كل فحوى، ولا تخفى عليك من أعمالهم خافية، ولا يذهب عنك من أعمالهم خائنة، وأنت علام الغيوب، عالم في الضمائر والقلوب. اللهم وأسئلك وأناديك بما ناداك به سيدي وسألك به نوح إذ قلت تباركت وتعاليت " ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " أجل اللهم يا رب أنت نعم المجيب ونعم المدعو، ونعم المسؤول، ونعم المعطي، أنت الذي لا تخيب سائلك، ولا تمل دعاء من أملك، ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك، ولا بقضائها لهم، فان قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف، وأخف عليك وأهون من جناح بعوضه. وحاجتي يا سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنبي، فقد جئتك ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي، وركبني من مظالم عبادك مالا يكفيني ولا يخلصني منه غيرك، ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك فامح يا سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي، بل بقساوة قلبي وجمود عيني، لا بل برحمتك التي وسعت كل شئ، وأنا شئ فلتسعني رحمتك، يا رحمان يا رحيم يا أرحم الراحمين، لا تمتحني في هذه الدنيا بشئ من المحن، ولا تسلط علي من لا يرحمني، ولا تهلكني بذنوبي، وعجل خلاصي من كل مكروه، وادفع عني كل ظلم، ولا تهتك ستري، ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب، يا جزيل العطاء والثواب. أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحييني حياة السعداء، وتميتني ميتة الشهداء، وتقلبني قبول الأوداء، وتحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلاطينها وفجارها، وشرارها، ومحبيها، والعاملين لها فيها، وقني شر طغاتها وحسادها، وباغي الشرك فيها حتى تكفيني مكر المكرة، وتفقأ عني أعين الكفرة وتفحم عني ألسن الفجرة، وتقبض لي على أيدي الظلمة وتؤمن لي كيدهم، وتميتهم بغيظهم، وتشغلهم بأسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم، وتجعلني من ذلك كله في أمنك وأمانك وحرزك وسلطانك وحجابك، وكنفك وعياذك وجارك، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. اللهم بك أعوذ وبك ألوذ، ولك أعبد وإياك أرجو وبك أستعين، وبك أستكفي، وبك أستغيث، وبك أستقدر، ومنك أسأل أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني إلا بذنب مغفور وسعي مشكور، وتجارة لن تبور، وأن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله، فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة، وأهل الفضل والرحمة. إلهي وقد أطلت دعائي، وأكثرت خطابي، وضيق صدري حداني على ذلك كله، وحملني عليه علما منى بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين بل يكفيك عزم إرادة، وأن يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق " يا رب " فتكون عند ظن عبدك بك، وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي، فأسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تقرن دعائي بالإجابة منك، وتبلغني ما أملته فيك منة منك وطولا وقوة وحولا ولا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضائك جميع ما سألتك، فإنه عليك يسير، وخطره عندي جليل كثير، وأنت عليه قدير، يا سميع يا بصير. إلهي وهذا مقام العائذ بك من النار، والهارب منك إليك من ذنوب تهجمته وعيوب فضحته فصل على محمد وآل محمد وانظر إلي نظرة رحمة أفوز بها إلى جنتك واعطف على عطفة أنجو بها من عقابك، فان الجنة والنار لك وبيدك، ومفاتيحهما ومغاليقهما إليك، وأنت على ذلك قادر، وهو عليك هين يسير، وافعل بي ما سألتك يا قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) مهج الدعوات ص 280 فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي.
بحار الأنوار ص 266 ج 92 باب 107_ الأدعية والأحراز.