المسار
العربية » المكتبة المهدوية » التوقيعات المهدوية
الفهرس
التوقيعات المهدوية

دعاء (٣٥): دعاء الحجة في شهر رمضان المعروف بدعاء الافتتاح

 دعاء (35): دعاء الحجة في شهر رمضان المعروف بدعاء الافتتاح (*) (1)

فمن ذلك الدعاء الذي ذكره محمد بن أبي قرة باسناده فقال: حدثني أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحسني قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكوني رضي الله عنه، قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي رحمه الله ان يخرج إلي أدعية شهر رمضان التي كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان بن السعيد العمري رضي الله عنه وارضاه يدعو بها، فاخرج إلي دفترا مجلدا بأحمر، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها: وتدعو بهذا الدعاء في كل ليلة من شهر رمضان، فان الدعاء في هذا الشهر تسمعه الملائكة وتستغفر لصاحبه، وهو: اللهم إني افتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمنك، وأيقنت انك ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة، وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة. اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك، فاسمع يا سميع مدحتي، واجب يا رحيم دعوتي، وأقل يا غفور عثرتي، فكم يا الهي من كربة قد فرجتها، وهموم قد كشفتها، وعثرة قد أقلتها، ورحمة قد نشرتها، وحلقة بلاء قد فككتها. الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، الحمد لله بجميع محامده كلها على جميع نعمه كلها. الحمد لله الذي لا مضاد له في ملكه ولا منازع له في امره، الحمد لله الذي لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته. الحمد لله الفاشي في الخلق امره وحمده، الظاهر بالكرم مجده، الباسط بالجود يده، الذي لا تنقص خزائنه (ولا تزيده كثرة العطاء الا جودا وكرما) انه هو العزيز الوهاب، اللهم إني أسألك قليلا من كثير مع حاجة بي إليه عظيمة، وغناك عنه قديم وهو عندي كثير، وهو عليك سهل يسير. اللهم ان عفوك عن ذنبي وتجاوزك عن خطيئتي وصفحك عن ظلمي وسترك على قبيح علمي وحلمك عن كثير جرمي عندما كان من خطاي وعمدي، اطمعني في أن أسألك ما لا استوجبه منك الذي رزقتني من رحمتك واريتني من قدرتك، وعرفتني من اجابتك. فصرت أدعوك آمنا وأسألك مستأنسا، لا خائفا ولا وجلا، مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك، فان أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور. فلم أر مولى كريما اصبر على عبد لئيم منك علي يا رب، انك تدعوني فأولي عنك وتتحبب إلي فأتبغض إليك وتتودد إلي فلا أقبل منك، كأن لي التطول عليك، فلم يمنعك ذلك من الرحمة لي والاحسان إلي والتفضل علي بجودك وكرمك، فارحم عبدك الجاهل وجد عليه بفضل احسانك، انك جواد كريم. الحمد لله مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين، الحمد لله على حلمه بعد علمه، الحمد لله على عفوه بعد قدرته، الحمد لله على طول أناته في غضبه وهو القادر على ما يريد. الحمد لله خالق الخلق باسط الرزق ذي الجلال والاكرام والفضل والانعام، الذي بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى، الحمد لله الذي ليس منازع يعادله ولا شبيه يشاكله ولا ظهير يعاضده، قهر بعزته الأعزاء وتواضع لعظمته العظماء، فبلغ بقدرته ما يشاء. الحمد لله الذي يجيبني حين أناديه، ويستر علي كل عورة وانا أعصيه، ويعظم النعمة علي فلا أجازيه، فكم من موهبة هنيئة قد أعطاني، وعظيمة مخوفة قد كفاني، وبهجة مونقة قد أراني، فاثني عليه حامدا واذكره مسبحا. الحمد لله الذي لا يهتك حجابه ولا يغلق بابه، ولا يرد سائله ولا يخيب. آمله، الحمد لله الذي يؤمن الخائفين وينجي الصالحين ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين. والحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين، صريخ المستصرخين، موضع حاجات الطالبين، معتمد المؤمنين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمارتها. الحمد لله الذي يخلق ولم يخلق، ويرزق ولم يرزق، ويطعم ولا يطعم، ويميت الاحياء ويحيي الموتى، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شئ قدير. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وأمينك وصفيك وحبيبك، وخيرتك من خلقك، وحافظ سرك، ومبلغ رسالاتك، أفضل وأحسن وأجمل، وأكمل وأزكى وانمى، وأطيب وأطهر وأسنى، وأكثر ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على أحد من عبادك وأنبيائك ورسلك وصفوتك وأهل الكرامة عليك من خلقك. اللهم صل على علي أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين (عبدك ووليك وأخي رسولك وحجتك على خلقك وآيتك الكبرى والنبأ العظيم)، وصل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وصل على سبطي الرحمة وامامي الهدى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وصل على أئمة المسلمين، علي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والخلف المهدي، حججك على عبادك وأمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة. اللهم وصل على ولي امرك القائم المؤمل والعدل المنتظر وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين، اللهم اجعله الداعي إلى كتابك والقائم بدينك، ( و ) استخلفه في الأرض استخلفت الذين من قبله، مكن له دينه ارتضيته له، أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا. اللهم اعزه واعزز به، وانصره وانتصر به، وانصره نصرا عزيزا، اللهم أظهر به دينك وسنة نبيك، حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق. اللهم انا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الاسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة، اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه وما قصرنا عنه فبلغناه. اللهم المم به شعثنا، واشعب به صدعنا، وارتق به فتقنا، كثر به قلتنا، وأعز به ذلتنا، واغن بن عائلنا، واقض به عن مغرمنا، واجبر به فقرنا، وسد به خلتنا، ويسر به عسرنا، وبيض به وجوهنا، وفك به أسرنا، وانجح به طلبتنا، وانجز به مواعيدنا، واستجب به دعوتنا، وأعطنا به آمالنا، وأعطنا به فوق رغبتنا. يا خير المسؤولين وأوسع المعطين، اشف به صدورنا، واذهب به غيظ قلوبنا، واهدنا به لما اختلف فيه من الحق باذنك، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وانصرنا به على عدوك وعدونا اله الحق آمين. اللهم انا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله وغيبة امامنا وكثرة عدونا، وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا، فصل على محمد وآل محمد وأعنا على ذلك بفتح تعجله، وبضر تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره ورحمة منك تجللناها، وعافية تلبسناها، برحمتك يا ارحم الراحمين.




الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) إقبال الأعمال ص 58 فصل فيما نذكره من دعاء الافتتاح.
تهذيب الأحكام ص 108 ج 3 دعاء أول يوم من شهر رمضان...

التوقيعات المهدوية : ٢٠١٥/٠٤/١٨ : ٦.٢ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.