المسار
العربية » المكتبة المهدوية » التوقيعات المهدوية
الفهرس
التوقيعات المهدوية

معجزة (٣٤): قد بقي شيء مما استودعته

معجزة (34): قد بقي شيء مما استودعته (*) (1)

الحسين بن إبراهيم ، عن أحمد بن علي بن نوح ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد ابن بنت ام كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال : حدثني جماعة من بني نوبخت منهم أبوالحسن بن كثير النوبختي وحدثتني به ام كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهم أنه حمل إلى أبي جعفر رضي الله عنه في وقت من الاوقات ماينفذه إلى صاحب الامر عليه السلام من قم ونواحيها فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ادفع إليه وودعه وجاء لينصرف قال له أبوجعفر : قد بقي شئ مما استودعته فأين هو ؟ فقال له الرجل : لم يبق شئ ياسيدي في يدي إلا وقد سلمته فقال له أبوجعفر : بلى قد بقي شئ فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك فمضى الرجل فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره من كان في جملته ورجع إلى أبي جعفر فقال له : لم يبق شئ في يدي مما سلم إلي إلا وقد حملت إلى حضرتك فقال أبوجعفر : فانه يقال لك : الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان مافعلا ؟ فقال له الرجل : أي والله ياسيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما فمضى الرجل فلم يبق شئ كان معه إلا فتشه وحله وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر.
فرجع إلى أبي جعفر ره فأخبره فقال له أبوجعفر : يقال لك امض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فانهما في جانبه فتحير الرجل مما أخبر به أبوجعفر ومضى لوجهه إلى الموضع ففتق العدل الذي قال له افتقه فاذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء بهما إلى أبي جعفر فسلمهما إليه وقال له لقد انسيتهما لاني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ، ليكون ذلك أحفظ لهما.
وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبوجعفر من عجيب الامر الذي لايقف عليه إلا نبى أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وماتخفي الصدور ، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما انفذ على يده كما ينفذ التجار إلى أصحابهم على يد من يثقون به ولا كان معه تذكرة سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب لان الامر كان حادا في زمان المعتضد والسيف يقطر دما كما يقال وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشان وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لايقف من يحمله على خبره ولا حاله وإنما يقال امض إلى موضع كذا وكذا فسلم ما معك من غير أن يشعر بشئ ولا يدفع إليه كتاب لئلا يوقف على مايحمله منه.



 

الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) بحار الأنوار ص 316 ج 51 باب 15_ ما ظهر من معجزاته.
الغيبة للطوسي ص 294_ فصل 4.

التوقيعات المهدوية : ٢٠١٥/٠٨/١٠ : ٤.٠ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.