معجزة (٥٢): من كان في حاجة الله
معجزة (52): من كان في حاجة الله (*) (1)
أبي، عن سعد، عن أبي القاسم بن أبي حابس قال: كنت أزور الحسين عليه السلام في النصف من شعبان فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان، وهممت أن لاأزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت لا أدع زيارة كنت أزورها فخرجت زائرا، وكنت إذا وردت العسكر أعلمتهم برقعة أو رسالة فلما كان في هذه الدفعة قلت لابي القاسم الحسن بن أبي أحمد الوكيل لاتعلمهم بقدومي فاني اريد أن أجعلها زورة خالصة فجاءني أبوالقاسم وهو يتبسم وقال: بعث إلي بهذين الدينارين وقيل لي أدفعهما إلى الحابسي وقل له: من كان في حاجة الله كان الله في حاجته.
قال: واعتللت بسر من رأى علة شديدة أشفقت فيها وظللت مستعدا للموت فبعث إلي بستوقة فيها بنفسجين وامرت بأخذه فما فرغت حتى أفقت والحمد لله رب العالمين.
قال: ومات لي غريم فكتبت أستاذن في الخروج إلى ورثته بواسط وقلت: أصير إليهم حدثان موته لعلي أصل إلى حقي فلم يؤذن لي ثم كتبت أستأذن ثانيا فلم يؤذن لي فلما كان بعد سنتين كتب إلي ابتداء: صر إليهم فخرجت إليهم فوصلت إلى حقي.
قال أبوالقاسم: وأوصل ابن رئيس عشرة دنانير إلى حاجز فنسيها حاجز أن يوصلها فكتب إليه: تبعث بدنانير ابن رئيس.
قال: وكتب هارون بن موسى بن الفرات في أشياء وخط بالقلم بغير مداد يسال الدعاء لابني أخيه وكانا محبوسين، فورد عليه جواب كتابه وفيه دعاء المحبوسين باسمهما.
قال: وكتب رجل من ربض حميد يسأل الدعاء في حمل له فورد: الدعاء في الحمل قبل الاربعة أشهر وستلد انثى فجاء كما قال.
قال: وكتب محمد بن محمد القصري يسأل الدعاء أن يكفى أمر بناته وأن يرزق الحج ويرد عليه ماله فورد عليه الجواب بما سأل فحج سنته ومات من بناته أربع وكان له ستة، ورد عليه ماله.
قال: وكتب محمد بن يزداد يسأل الدعاء لوالديه فورد: غفر الله لك ولوالديك ولاختك المتوفاة المسماة كلكى وكانت هذه امرأة صالحة متزوجة بجوار.
وكتبت في إنفاذ خمسين دينارا لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابن عم لي لم يكن من الايمان على شئ فجعلت اسمه آخر الرقعة والفصول ألتمس ( بذلك ) الدلالة في ترك الدعاء له، فخرج في فصول المؤمنين: تقبل الله منهم وأحسن إليهم وأثابك ولم يدع لابن عمي بشئ.
قال: وأنفذت أيضا دنانير لقوم مؤمنين وأعطاني رجل يقال له محمد بن سعيد دنانير فأنفذتها باسم أبيه متعمدا ولم يكن من دين الله على شئ فخرج الوصول باسم من غيرت اسمه محمد.
قال: وحملت في هذه السنة التي ظهرت لي فيها هذه الدلالة ألف دينار بعث بها أبوجعفر ومعي أبوالحسين محمد بن محمد بن خلف وإسحاق بن الجنيد فحمل أبوالحسين الخرج إلى الدور واكترينا ثلاثة أحمرة، فلما بلغنا القاطول لم نجد حميرا فقلت لابي الحسين احمل الخرج الذي فيه المال واخرج مع القافلة حتى أتخلف في طلب الحمار لاسحاق بن الجنيد يركبه فانه شيخ فاكتريت له حمارا ولحقت بأبي الحسين في الحير حير سر من رأى فأنا اسامره وأقول له: احمد الله على ماأنت عليه فقال: وددت أن هذا العمل دام لي.
فوافيت سر من رأى وأوصلت ما معنا فأخذه الوكيل بحضرتي ووضعه في منديل وبعث به مع غلام أسود.
فلما كان العصر جاءني برزيمة خفيفة ولما أصبحنا خلا بي أبوالقاسم وتقدم أبوالحسين وإسحاق فقال أبوالقاسم: الغلام الذي حمل الرزيمة جاءني بهذه الدراهم وقال لي: ادفعها إلى الرسول الذي حمل الرزيمة فأخذتها منه فلما خرجت من باب الدار قال لي أبوالحسين من قبل أن أنطق أو يعلم أن معي شيئا لما كنت معك في الحير تمنيت أن يجيئني منه دراهم أتبرك بها وكذلك عام أول حيث كنت معك بالعسكر فقلت له: خذها فقد أتاك الله بها والحمد لله رب العالمين.
قال: وكتب محمد بن كشمرد يسأل الدعاء أن يجعل ابنه أحمد من ام ولده في حل فخرج: والصقري أحل الله له ذلك فأعلم عليه السلام أن كنيته أبوالصقر.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) كمال الدين ج 45 ص 493 2_باب ذكر التوقيعات الواردة.
بحار الأنوار ص 331 ج 51 باب 15_ ما ظهر من معجزاته.