المسار
العربية » المكتبة المهدوية » التوقيعات المهدوية
الفهرس
التوقيعات المهدوية

معجزة (٨٢): فعميت في الحال

معجزة (82): فعميت في الحال (*) (1)

وَمِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الْمُحْتَرَمُ الْعَامِلُ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدَّين مُحَمَّدُ بْنُ قَارُونَ الْمَذْكُورُ قَالَ:
كَانَ مِنْ أصْحَابِ السَّلاَطِين الْمُعَمَّرُ بْنُ شَمْسٍ يُسَمَّى مذور، يَضْمَنُ الْقَرْيَةَ الْمَعْرُوفَةَ بِبُرْسٍ، وَوَقْفَ الْعَلَويَّينَ، وَكَانَ لَهُ نَائِبٌ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْخَطِيبِ وَغُلاَمٌ يَتَوَلَّى نَفَقَاتِهِ يُدْعَى: عُثْمَانَ، وَكَانَ ابْنُ الْخَطِيبِ مِنْ أهْل الصَّلاَح وَالإيمَان بِالضّدِ مِنْ عُثْمَانَ وَكَانَا دَائِماً يَتَجَادَلاَن.
فَاتَّفَقَ أنَّهُمَا حَضَرَا فِي مَقَام إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيل عليه السلام بِمَحْضَر جَمَاعَةٍ مِنَ الرَّعِيَّةِ وَالْعَوَامَّ فَقَالَ ابْنُ الْخَطِيبِ لِعُثْمَانَ: يَا عُثْمَانُ الآنَ اتَّضَحَ الْحَقُّ وَاسْتَبَانَ، أنَا أكْتُبُ عَلَى يَدِي مَنْ أتَوَلاَّهُ وَهُمْ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَاكْتُبْ أنْتَ مَنْ تَتَوَلاَّهُ أبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ، ثُمَّ تُشَدُّ يَدِي وَيَدُكَ، فَأيُّهُمَا احْتَرَقَتْ يَدُهُ بِالنَّار كَانَ عَلَى الْبَاطِل، وَمَنْ سَلِمَتْ يَدُهُ كَانَ عَلَى الْحَقَّ.
فَنَكَلَ عُثْمَانُ، وَأبَى أنْ يَفْعَلَ، فَأخَذَ الْحَاضِرُونَ مِنَ الرَّعِيَّةِ وَالْعَوَامَّ بِالعِيَاطِ عَلَيْهِ.
هَذَا وَكَانَتْ اُمُّ عُثْمَانَ مُشْرفَةً عَلَيْهِمْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُمْ فَلَمَّا رَأتْ ذَلِكَ لَعَنَتِ الْحُضُورَ الَّذِينَ كَانُوا يُعَيَّطُونَ عَلَى وَلَدِهَا عُثْمَانَ وَشَتَمَتْهُمْ وَتَهَدَّدَتْ وَبَالَغَتْ فِي ذَلِكَ فَعَمِيَتْ فِي الْحَال، فَلَمَّا أحَسَّتْ بِذَلِكَ نَادَتْ إِلَى رَفَائِقِهَا فَصَعِدْنَ إِلَيْهَا فَإذَا هِيَ صَحِيحَةُ الْعَيْنَيْن، لَكِنْ لاَ تَرَى شَيْئاً، فَقَادُوهَا وَأنْزَلُوهَا وَمَضَوْا بِهَا إِلَى الْحِلَّةِ وَشَاعَ خَبَرُهَا بَيْنَ أصْحَابِهَا وَقَرَائِبهَا وَتَرَائِبهَا فَأحْضَرُوا لَهَا الأطِبَّاءَ مِنْ بَغْدَادَ وَالْحِلَّةِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا لَهَا عَلَى شَيْءٍ.
فَقَالَ لَهَا نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ كُنَّ أخْدَانَهَا: إِنَّ الَّذِي أعْمَاكِ هُوَ الْقَائِمُ عليه السلام فَإنْ تَشَيَّعْتِي وَتَوَلَّيْتِي وَتَبَرَّأتِي ضَمِنَّا لَكِ الْعَافِيَةَ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَبدُون هَذَا لاَ يُمْكِنُكِ الْخَلاَصَ، فَأذْعَنَتْ لِذَلِكَ وَرَضِيَتْ بِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ حَمَلْنَهَا حَتَّى أدْخَلْنَهَا الْقُبَّةَ الشَّريفَةَ فِي مَقَام صَاحِبِ الزَّمَان عليه السلام وَبتْنَ بِأجْمَعِهِنَّ فِي بَابِ الْقُبَّةِ.
فَلَمَّا كَانَ رُبُعُ اللَّيْل فَإذَا هِيَ قَدْ خَرَجَتْ عَلَيْهِنَّ وَقَدْ ذَهَبَ الْعَمَى عَنْهَا، وَهِيَ تُقْعِدُهُنَّ وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ وَتَصِفُ ثِيَابَهُنَّ وَحُلِيَّهُنَّ، فَسُررْنَ بِذَلِكَ، وَحَمِدْنَ اللهَ تَعَالَى عَلَى حُسْن الْعَافِيَةِ، وَقُلْنَ لَهَا: كَيْفَ كَانَ ذَلِكِ؟
فَقَالَتْ: لَمَّا جَعَلْتُنَّنِي فِي الْقُبَّةِ وَخَرَجْتُنَّ عَنّي أحْسَسْتُ بِيَدٍ قَدْ وُضِعَتْ عَلَى يَدِي وَقَائِلٌ يَقُولُ: «اخْرُجِي قَدْ عَافَاكِ اللهُ تَعَالَى»، فَانْكَشَفَ الْعَمَى عَنّي وَرَأيْتُ الْقُبَّةَ قَدِ امْتَلأتْ نُوراً وَرَأيْتُ الرَّجُلَ فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أنْتَ يَا سَيَّدِي؟ فَقَالَ: «مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَن» ثُمَّ غَابَ عَنّي، فَقُمْنَ وَخَرَجْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ وَتَشَيَّعَ وَلَدُهَا عُثْمَانُ وَحَسُنَ اعْتِقَادُهُ وَاعْتِقَادُ اُمَّهِ الْمَذْكُورَةِ، وَاشْتَهَرَتِ الْقِصَّةُ بَيْنَ اُولَئِكَ الأقْوَام وَمَنْ سَمِعَ هَذَا الْكَلاَمَ وَاعْتَقَدَ وُجُودَ الإمَام عليه السلام وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ أرْبَع وَأرْبَعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ.



 
 


الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) بحار الأنوار ص 71 ج 52 باب 18_ ذكر من رآه صلوات الله عليه.

التوقيعات المهدوية : ٢٠١٦/٠٣/٢٠ : ٣.٩ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.