اللقاء (١): الأودي
جَمَاعَةٌ، عَنْ أبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْن مُوسَى التَّلَّعُكْبَريَّ، عَنْ أحْمَدَ بْن عَلِيٍّ الرَّازيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ وَرَدَ الرَّيَّ عَلَى أبِي الْحُسَيْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ الأسَدِيَّ، فَرَوَى لَهُ حَدِيثَيْن فِي صَاحِبِ الزَّمَانِ وَسَمِعْتُهُمَا مِنْهُ كَمَا سَمِعَ، وَأظُنُّ ذَلِكَ قَبْلَ سَنَةِ ثَلاَثِمِائَةٍ أوْ قَريباً مِنْهَا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَدَكِيُّ، قَالَ: قَالَ الأوْدِيُّ: بَيْنَا أنَا فِي الطَّوَافِ قَدْ طُفْتُ سِتَّةً وَاُريدُ أنْ أطُوفَ السَّابِعَةَ فَإذَا أنَا بِحَلْقَةٍ عَنْ يَمِين الْكَعْبَةِ وَشَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ، طَيَّبُ الرَّائِحَةِ، هَيُوبٌ، وَمَعَ هَيْبَتِهِ مُتَقَرَّبٌ إِلَى النَّاس فَتَكَلَّمَ فَلَمْ أرَ أحْسَنَ مِنْ كَلاَمِهِ، وَلاَ أعْذَبَ مِنْ مَنْطِقِهِ فِي حُسْن جُلُوسِهِ، فَذَهَبْتُ اُكَلّمُهُ فَزَبَرَنيَ النَّاسُ، فَسَألْتُ بَعْضَهُمْ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: ابْنُ رَسُولِ اللهِ يَظْهَرُ لِلنَّاس فِي كُلّ سَنَةٍ يَوْماً لِخَوَاصّهِ فَيُحَدَّثُهُمْ (وَيُحَدَّثُونَهُ). فَقُلْتُ: (يَا سَيَّدِي) مُسْتَرْشِدٌ أتَاكَ فَأرْشِدْنِي هَدَاكَ اللهُ، قَالَ: فَنَاوَلَنِي حَصَاةً فَحَوَّلْتُ وَجْهِي، فَقَالَ لِي بَعْضُ جُلَسَائِهِ: مَا الَّذِي دَفَعَ إِلَيْكَ ابْنُ رَسُولِ اللهِ؟ فَقُلْتُ: حَصَاةٌ، فَكَشَفْتُ عَنْ يَدِي فَإذَا أنَا بِسَبِيكَةٍ مِنْ ذَهَبٍ.
فَذَهَبْتُ فَإذَا أنَا بِهِ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: «ثَبَتَتْ عَلَيْكَ الْحُجَّةُ، وَظَهَرَ لَكَ الْحَقُّ، وَذَهَبَ عَنْكَ الْعَمَى، أتَعْرفُنِي؟»، فَقُلْتُ: اللهُمَّ لاَ، قَالَ: «أنَا الْمَهْدِيُّ، أنَا قَائِمُ الزَّمَان، أنَا الَّذِي أمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ (ظُلْماً وَ) جَوْراً، إِنَّ الأرْضَ لاَ تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ، وَلاَ يَبْقَى النَّاسُ فِي فَتْرَةٍ أكْثَرَ مِنْ تِيهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ ظَهَرَ أيَّامُ خُرُوجِي فَهَذِهِ أمَانَةٌ فِي رَقَبَتِكَ فَحَدَّثْ بِهَا إِخْوَانَكَ مِنْ أهْل الْحَقَّ».
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) الغيبة للطوسي ج 3 ص 253 _ فصل...ص: 253.
كمال الدين ج 43 ص 444 2_ باب ذكر من شاهد القائم عليه السلام ورآه.
بحار الأنوار ج 52 ص 1 باب 18 _ ذكر من رآه صلوات الله عليه.