اللقاء (١١): أحمد بن إسحاق
اللقاء (11): أحمد بن إسحاق (*) (1)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَرَّاقُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أحْمَدَ بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَن بْن عليًّ عليهما السلام وَأنَا اُريدُ أنْ أسْألَهُ عَن الْخَلَفِ بَعْدَه،ُ فَقَالَ لِي مُبْتَدِئاً: «يَا أحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يُخْل الأرْضَ مُنْذُ خَلَقَ آدَمَ وَلاَ تَخْلُو إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ مِنْ حُجَّةِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، (بِهِ) يَدْفَعُ الْبَلاَءَ عَنْ أهْل الأرْض، وَبِهِ يُنَزّلُ الْغَيْثَ، وَبِهِ يُخْرجُ بَرَكَاتِ الأرْض».
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُول اللهِ فَمَن الإمَامُ وَالْخَلِيفَةُ بَعْدَكَ؟ فَنَهَضَ عليه السلام فَدَخَلَ الْبَيْتَ ثُمَّ خَرَجَ وَعَلَى عَاتِقِهِ غُلاَمٌ كَأنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْر، مِنْ أبْنَاءِ ثَلاَثِ سِنينَ فَقَالَ: «يَا أحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ لَوْ لاَ كَرَامَتُكَ عَلَى اللهِ وَعَلَى حُجَجِهِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ ابْني هَذَا، إِنَّهُ سَمِيُّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وَكَنِيُّهُ، الَّذِي يَمْلاَ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، يَا أحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ مَثَلُهُ فِي هَذِهِ الاُمَّةِ مَثَلُ الْخَضِر عليه السلام وَمَثَلُهُ كَمَثَل ذِي الْقَرْنَيْن، وَاللهِ لَيَغِيبَنَّ غَيْبَةً لاَ يَنْجُو فِيهَا مِنَ التَّهْلُكَةِ إِلاَّ مَنْ يُثْبِتُهُ اللهُ عَلَى الْقَوْل بِإمَامَتِهِ، وَوَفَّقَهُ لِلدُّعَاءِ بِتَعْجِيل فَرَجِهِ».
قَالَ أحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا مَوْلاَيَ هَلْ مِنْ عَلاَمَةٍ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا قَلْبِي؟ فَنَطَقَ الْغُلاَمُ عليه السلام بِلِسَانٍ عَرَبيًّ فَصِيح، فَقَالَ: «أنَا بَقِيَّةُ اللهِ فِي أرْضِهِ، وَالْمُنْتَقِمُ مِنْ أعْدَائِهِ، فَلاَ تَطْلُبْ أثَراً بَعْدَ عَيْنٍ يَا أحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ».
فَقَالَ أحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَخَرَجْتُ مَسْرُوراً فَرحاً فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ عُدْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُول اللهِ لَقَدْ عَظُمَ سُرُوري بِمَا أنْعَمْتَ عَلَيَّ فَمَا السُّنَّةُ الْجَاريَةُ فِيهِ مِنَ الْخَضِر وَذِي الْقَرْنَيْن؟ فَقَالَ: «طُولُ الْغَيْبَةِ يَا أحْمَدُ»، فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُول اللهِ وَإِنَّ غَيْبَتَهُ لَتَطُولُ؟ قَالَ: «إِي وَرَبَّي حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ هَذَا الأمْر أكْثَرُ الْقَائِلِينَ بِهِ، فَلاَ يَبْقَى إِلاَّ مَنْ أخَذَ اللهُ عَهْدَهُ بِوَلاَيَتِنَا وَكَتَبَ فِي قَلْبِهِ الإيمَانَ وَأيَّدَهُ بِرُوح مِنْهُ.
يَا أحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ! هَذَا أمْرٌ مِنْ أمْر اللهِ، وَسِرٌّ مِنْ سِرَّ اللهِ، وَغَيْبٌ مِنْ غَيْبِ اللهِ، فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَاكْتُمْهُ، وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرينَ، تَكُنْ غَداً فِي عِلّيَّينَ».
قَالَ الصَّدُوقُ رحمه الله: لَمْ أسْمَعُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلاَّ مِنْ عَلِيَّ بْن عَبْدِ اللهِ الْوَرَّاقِ وَوَجَدْتُهُ مُثْبَتاً بِخَطّهِ فَسَألْتُهُ عَنْهُ فَرَوَاهُ لِي (قِرَاءَةً) عَنْ سَعْدِ بْن عَبْدِ اللهِ، عَنْ أحْمَدَ بْن إِسْحَاقَ رضي الله عنه كَمَا ذَكَرْتُهُ.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) كشف الغمة ص 526 ج 2 الفصل الثالث في ذكر النص عليه.
بحار الأنوار ص 23 ج 52 باب 18_ ذكر من رآه صلوات الله عليه.