اللقاء (١٦): رجل من أهل فارس
اللقاء (16): رجل من أهل فارس (*) (1)
لدَّقَّاقُ وَابْنُ عِصَام وَالْوَرَّاقُ جَمِيعاً، عَن الْكُلَيْنيَّ، عَنْ عَلِيَّ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَالْحُسَيْن ابْنَيْ عَلِيَّ بْن إِبْرَاهِيمَ فِي سَنَةِ تِسْع وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْن، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيَّ بْن عَبْدِ الرَّحْمَن الْعَبْدِيُّ _ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ _، عَنْ ضَوْءِ بْن عليًّ الْعِجْلِيَّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أهْل فَارسَ سَمَّاهُ، قَالَ: أتَيْتُ سُرَّ مَنْ رَأى فَلَزمْتُ بَابَ أبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام فَدَعَانِي مِنْ غَيْر أنْ أسْتَأذِنَ فَلَمَّا دَخَلْتُ وَسَلَّمْتُ قَالَ لِي: «يَا أبَا فُلاَنٍ كَيْفَ حَالُكَ؟»، ثُمَّ قَالَ لِي: «اقْعُدْ يَا فُلاَنُ»، ثُمَّ سَألَنِي عَنْ رجَالٍ وَنسَاءٍ مِنْ أهْلِي، ثُمَّ قَالَ لِي: «مَا الَّذِي أقْدَمَكَ؟»، قُلْتُ: رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «الْزَم الدَّارَ»، قَالَ: فَكُنْتُ فِي الدَّار مَعَ الْخَدَم ثُمَّ صِرْتُ أشْتَري لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ وَكُنْتُ أدْخُلُ مِنْ غَيْر إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَار الرَّجَال.
فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً فِي دَار الرَّجَال فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ فَنَادَانِي: «مَكَانَكَ لاَ تَبْرَحْ!»، فَلَمْ أجْسُرْ أدْخُلُ وَلاَ أخْرُجُ، فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَاريَةٌ وَمَعَهَا شَيْءٌ مُغَطًّى ثُمَّ نَادَانِي: «ادْخُلْ»، فَدَخَلْتُ وَنَادَى الْجَاريَةَ فَرَجَعَتْ فَقَالَ لَهَا: «اكْشِفِي عَمَّا مَعَكِ»، فَكَشَفَتْ عَنْ غُلاَم أبْيَضَ حَسَن الْوَجْهِ وَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ فَإذَا شَعَرَاتٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ أخْضَرُ لَيْسَ بِأسْوَدَ، فَقَالَ: «هَذَا صَاحِبُكُمْ»، ثُمَّ أمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ فَمَا رَأيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَضَى أبُو مُحَمَّدٍ صلوات الله عليه.
قَالَ ضَوْءُ بْنُ عليًّ: فَقُلْتُ لِلْفَارسِيَّ: كَمْ كُنْتَ تُقَدَّرُ لَهُ مِنَ الْعُمُر؟ قَالَ: سَنَتَيْن.
قَالَ الْعَبْدِيُّ: قُلْتُ لِضَوْءٍ: كَمْ تُقَدَّرُ لَهُ فِي وَقْتِنَا الآنَ؟ قَالَ: أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ أبُو عليًّ وَأبُو عَبْدِ اللهِ: وَنَحْنُ نُقَدَّرُ لَهُ الآنَ إِحْدَى وَعِشْرينَ سَنَةً.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) كمال الدين ج 43 ص 435 2_ باب ذكر من شاهد القائم عليه السلام ورآه.
الكافي ص 514 ج 1 باب مولد الصاحب عليه السلام.