اللقاء (٢١): حسن بن وجناء النصيبي
اللقاء (21): حسن بن وجناء النصيبي (*) (1)
الطَّالَقَانِيُّ، عَنْ عَلِيَّ بْن أحْمَدَ الْكُوفِيَّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْن إِبْرَاهِيمَ الرَّقّيَّ، عَن الْحَسَن بْن وَجْنَاءَ النَّصِيبيَّ، قَالَ: كُنْتُ سَاجِداً تَحْتَ الْمِيزَابِ فِي رَابِع أرْبَع وَخَمْسِينَ حَجَّةً بَعْدَ الْعَتَمَةِ وَأنَا أتَضَرَّعُ فِي الدُّعَاءِ إِذْ حَرَّكَنِي مُحَرَّكٌ فَقَالَ: قُمْ يَا حَسَنَ بْنَ وَجْنَاءَ، قَالَ: فَقُمْتُ فَإذَا جَاريَةٌ صَفْرَاءُ نَحِيفَةُ الْبَدَن، أقُولُ: إِنَّهَا مِنْ أبْنَاءِ أرْبَعِينَ فَمَا فَوْقَهَا، فَمَشَتْ بَيْنَ يَدَيَّ وَأنَا لاَ أسْألُهَا عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أتَتْ بِي دَارَ خَدِيجَةَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا وَفِيهَا بَيْتٌ بَابُهُ فِي وَسَطِ الْحَائِطِ، وَلَهُ دَرَجَةُ سَاج يُرْتَقَى إِلَيْهِ.
فَصَعِدَتِ الْجَاريَةُ وَجَاءَنِي النّدَاءُ: «اصْعَدْ يَا حَسَنُ!»، فَصَعِدْتُ فَوَقَفْتُ بِالْبَابِ وَقَالَ لِي صَاحِبُ الزَّمَان عليه السلام: «يَا حَسَنُ أتَرَاكَ خَفِيتَ عَلَيَّ؟ وَاللهِ مَا مِنْ وَقْتٍ فِي حَجَّكَ إِلاَّ وَأنَا مَعَكَ فِيهِ»، ثُمَّ جَعَلَ يَعُدُّ عَلَيَّ أوْقَاتِي فَوَقَعْتُ (مَغْشِيّ) عَلَى وَجْهِي فَحَسَسْتُ بِيَدِهِ قَدْ وَقَعَتْ عَلَيَّ فَقُمْتُ، فَقَالَ لِي: «يَا حَسَنُ الْزَمْ بِالْمَدِينَةِ دَارَ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، وَلاَ يُهِمَّنَّكَ طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ وَلاَ مَا يَسْتُرُ عَوْرَتَكَ»، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيَّ دَفْتَراً فِيهِ دُعَاءُ الْفَرَج وَصَلاَةٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «فَبِهَذَا فَادْعُ، وَهَكَذَا صَلّ عَلَيَّ، وَلاَ تُعْطِهِ إِلاَّ مُحِقّي أوْلِيَائِي، فَإنَّ اللهَ تعالى مُوَفّقُكَ»، فَقُلْتُ: مَوْلاَيَ لاَ أرَاكَ بَعْدَهَا؟ فَقَالَ: «يَا حَسَنُ إِذَا شَاءَ اللهُ».
قَالَ: فَانْصَرَفْتُ مِنْ حَجَّتِي وَلَزمْتُ دَارَ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ عليهما السلام فَأنَا أخْرُجُ مِنْهَا فَلاَ أعُودُ إِلَيْهَا إِلاَّ لِثَلاَثِ خِصَالٍ: لِتَجْدِيدِ وُضُوءٍ، أوْ لِنَوْم، أوْ لِوَقْتِ الإفْطَار، فَأدْخُلُ بَيْتِي وَقْتَ الإفْطَار فَاُصِيبُ رُبَاعِيّاً مَمْلُوءاً مَاءً وَرَغِيفاً عَلَى رَأسِهِ عَلَيْهِ مَا تَشْتَهِي نَفْسِي بِالنَّهَار فَآكُلُ ذَلِكَ فَهُوَ كِفَايَةٌ لِي وَكِسْوَةُ الشّتَاءِ فِي وَقْتِ الشَّتَاءِ وَكِسْوَةُ الصَّيْفِ فِي وَقْتِ الصَّيْفِ، وَإِنّي لأدْخُلُ الْمَاءَ بِالنَّهَار فَأرُشُّ الْبَيْتَ وَأدَعُ الْكُوزَ فَارغاً وَاُوتَى بِالطَّعَام وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْهِ فَأصَّدَّقُ بِهِ لَيْلاً لِئَلاَّ يَعْلَمَ بِي مَنْ مَعِي.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) كمال الدين ج 43 ص 443 2_ باب ذكر من شاهد القائم عليه السلام ورآه.
بحار الأنوار ص 31 ج 52 باب 18_ ذكر من رآه صلوات الله عليه.