اللقاء (٣١): أبي محمد الدعلجيّ
اللقاء (31): أبي محمد الدعلجيّ (*) (1)
رُويَ أنَّ أبَا مُحَمَّدٍ الدَّعْلَجِيَّ كَانَ لَهُ وَلَدَان وَكَانَ مِنْ أخْيَار أصْحَابِنَا وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الأحَادِيثَ وَكَانَ أحَدُ وَلَدَيْهِ عَلَى الطَّريقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ وَهُوَ أبُو الْحَسَن كَانَ يُغَسَّلُ الأمْوَاتَ وَوَلَدٌ آخَرُ يَسْلُكُ مَسَالِكَ الأحْدَاثِ فِي الأجْرَام، وَدُفِعَ إِلَى أبِي مُحَمَّدٍ حَجَّةٌ يَحُجُّ بِهَا عَنْ صَاحِبِ الزَّمَان عليه السلام وَكَانَ ذَلِكَ عَادَةَ الشّيعَةِ وَقْتَئِذٍ.
فَدَفَعَ شَيْئاً مِنْهَا إِلَى ابْنِهِ الْمَذْكُور بِالْفَسَادِ وَخَرَجَ إِلَى الْحَجَّ فَلَمَّا عَادَ حَكَى أنَّهُ كَانَ وَاقِفاً بِالْمَوْقِفِ فَرَأى إِلَى جَانِبِهِ شَابّاً حَسَنَ الْوَجْهِ أسْمَرَ اللَّوْن، بِذُؤَابَتَيْن مُقْبِلاً عَلَى شَأنِهِ فِي الِابْتِهَال وَالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّع وَحُسْن الْعَمَل فَلَمَّا قَرُبَ نَفْرُ النَّاس الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا شَيْخُ أمَا تَسْتَحْيِي؟»، فَقُلْتُ: مِنْ أيَّ شَيْءٍ يَا سَيَّدِي؟ قَالَ: «يُدْفَعُ إِلَيْكَ حَجَّةٌ عَمَّنْ تَعْلَمُ فَتَدْفَعُ مِنْهَا إِلَى فَاسِقٍ يَشْرَبُ الْخَمْرَ يُوشِكُ أنْ تَذْهَبَ عَيْنُكَ هَذِهِ، وَأوْمَأ إِلَى عَيْني، وَأما (أنَ) مِنْ ذَلِكَ إِلَى الآنَ عَلَى وَجَلٍ وَمَخَافَةٍ.
وَسَمِعَ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَان ذَلِكَ، قَالَ: فَمَا مَضَى عَلَيْهِ أرْبَعُونَ يَوْماً بَعْدَ مَوْردِهِ حَتَّى خَرَجَ فِي عَيْنهِ الَّتِي أوْمَأ إِلَيْهَا قَرْحَةٌ فَذَهَبَتْ.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(1) الخرائج والجرائح ص 479 ج 1 الباب الثالث عشر في معجزات الإمام.
بحار الأنوار ص 59 ج 52 باب 18_ ذكر من رآه صلوات الله عليه.