الحسني
تشير الروايات إلى أنه الخراساني وبعضها أشارات إلى أن الخراساني حسيني، وكأن الحسني يكاد ينصرف إلى الخراساني، والظاهر أنه متعدد، فالحسني غير الخراساني ولعله يشكّل قيادة مستقلة تخرج من خراسان لتلتحق بالإمام المهدي عليه السلام، ففي حديث عليّ عليه السلام يتحدث عن أصحاب المهدي عليه السلام إلى أن يقول: (ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً _ أي يلحق المهدي عليه السلام _ فيقول له: أنا أحق بهذا الأمر منك، فيقول له: هات علامات دالة، فيومي عليه السلام إلى الطير فيسقط على كتفه، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر فيعشوشب، فيسلم إليه الحسني الجيش ويكون على مقدمته)، فالحسني إذن من القيادات الصالحة التي تلتحق بالإمام عليه السلام بعد أن يؤكد لأصحابه أن الإمام المهدي عليه السلام هو الأحق بهذا الأمر، وبالتأكيد أن الحسني لم يشك بأحقية الإمام عليه السلام إلاّ أنه أراد إثبات ذلك لأصحابه الذين اقتنعوا بأن الحسني هو صاحب هذا الأمر، إلاّ أن الحسني يحاول تصحيح اعتقاد أصحابه بما ينسجمُ وتطلعاته في نصرة الإمام عليه السلام وتوجهاته في هذا الشأن.
فالحسني إذن يكون له الدور المهم إبّان ظهور الإمام عليه السلام ويبدو من الأخبار أنه صاحب حركةٍ عسكرية تعمل على التمهيد لظهور الإمام عليه السلام.
يكون منشأ ظهور الحسني من إقليم خراسان الإيراني وبالتحديد من طبرستان في منطقة الديلم.
يستنهض الحسني أصحابه والناس جميعاً لنصرة الإمام عليه السلام عند وصول خبر ظهور الإمام عليه السلام.
وأهم ما يقول به الحسني العمل على ترسيخ فكرة الظهور لدى أصحابه بل الناس جميعاً، وذلك عندما يحاول الحسني أن يستفهم من الإمام عن مواريث جده صلى الله عليه وآله وسلم وهي العلامة الأساس في إثبات كونه الإمام عليه السلام وبالتأكيد فإن الحسني لا ينكر أنه هو المهدي عليه السلام بل يريد إثبات ذلك عملياً أمام أصحابه.
والحديث التالي يُظهر دور الحسني ومهمته:
في حديثٍ للمفضل عن الإمام الصادق عليه السلام إلى أن يقول:
(ثمّ يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم، يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان، كنوزٌ وأي كنوز، ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حتّى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلاً.
فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام ويقولون: يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا فيقول: اخرجوا بنا إليه حتّى ننظر من هو؟ وما يريد؟ وهو والله يعلم أنه المهدي وأنه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلاّ ليعرّف أصحابه من هو؟
فيخرج الحسني فيقول: ان كنت مهدي آل محمّد فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب وفرسه اليربوع، وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين عليه السلام، فيخرج له ذلك ثمّ يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلاّ أن يري أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتّى يبايعوه.
فيقول الحسني: الله أكبر مدَّ يدك يا ابن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم حتّى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذين مع الحسني إلاّ أربعين ألفاً أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية فيقولون: ما هذا إلاّ سحر عظيم.
فيختلط العسكران فيُقبل المهدي عليه السلام على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام، فلا يزدادون إلاّ طغياناً وكفراً، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً ثمّ يقول لأصحابه: لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدّلوها وغيّروها وحرّفوها ولم يعملوا بما فيها...).