الدجالون
يؤدي الانحطاط الفكري والانحراف العقائدي إلى امكانية مزاولة الدعاوى الكاذبة من لدن بعض طلاّب الدنيا ومحبي الجاه والمناصب، ويبدو أن الحس الديني بفطرته يتوقُ إلى التمسك بأية دعوة من شأنها مخاطبة الشعور الفطري الذي يمتلك الكثيرين ممن يصبون إلى النهوض بمستوى العقيدة الحقة، إلاّ أن ذلك يُعد خطيراً في كثير من الأحيان وذلك حين نضوب الفكر العام من أية أطروحةٍ تعين على إمكانية الفرز والتمييز، فإذا خلت الأمّة من هذه القدرات صارت عرضةً لأية محاولة من شأنها التغرير بالكثير والقائهم في خضم الابتزاز الفكري ومحاولات التدجيل وتزوير الحقائق. ولعل أهم ما سيكون من هذه الاتجاهات الخاطئة وممارسات الزيف ما يمكّن لبعض الدجاليين من ادعاء النبوة الكاذبة وتحدي عقيدة المسلمين جميعاً من خاتمية نبينا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وستكون من علامات الظهور ادعاء ثلاثين كذاباً يدعون النبوة. وقد أطلقت عليهم الروايات بالدجالين كما ورد: (ان بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً). وفي حديث آخر: (لا تقوم الساعة حتّى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله).
نعم إمكانية هذا التحدي الخطير يظهر مع انحسار الوعي العام وتدني الثقافة وفي ظروف الانحطاط الديني والانحلال الخلقي من قبل البعض.