المسار:
العربية » المكتبة المهدوية » موجز دائرة معارف الغيبة
موجز دائرة معارف الغيبة

العبرتائي

أحمد بن هلال الكرخي العبرتائي.
ادعى السفارة عن الإمام صاحب الزمان عليه السلام.
عاصر الإمام الرضا عليه السلام حتّى زمان الغيبة الصغرى، وادعى السفارة عن الإمام عليه السلام بعد وفاة السفير الأوّل مدعياً أنه لم يقف على نص يُثبت سفارة السفير الثاني محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، له كتب وروى عنه جماعة، حج أربعاً وخمسين حجة، عشرون منها على قدميه، إلاّ أن ذلك لم يغن عن انحرافه ودجله ودعواه الكاذبة.
لم يكد يصدّق الشيعة ما ورد في حق ابن هلال لشدة ما كان متعارفاً لديهم من صلاحه، ولم يلتفتوا إلى أن عواقب الأمور هي الفيصل في تقرير موقف المكلف، لذا حملوا القاسم بن العلاء على أن يراجع في أمره فخرج التوقيع عن الإمام عليه السلام ما نصه:
(قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنّع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت، ولم يزل لا غفر الله ذنبه ولا أقال عثرته يداخلنا في أمرنا بلا إذن منا ولا رضا، يستبد برأيه فيتحامى ديوننا، لا يمضي من أمرنا اياه إلاّ بما يهواه ويريده، أراده الله في ذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه حتّى بتر الله بدعوتنا عمره. وكنا قد عرّفنا خبر قوماً من موالينا في أيامه لا رحمه الله، وأمرناهم بالقاء ذلك إلى الخاص من موالينا، ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال _ لا رحمه الله _.
وأعلم الإسحاقي سلمه الله وأهل بيته بما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك ويسألك عنه من أهل بلده والخارجين ومن كان يستحق أن يطّلع على ذلك، فإنه لا عذر لأحدٍ من موالينا في التشكيك فيما روى عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا نفاوضهم بسرنا ونحمله إياه إليهم، وعرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى).
وإلى هذا الحد تردد بعض الشيعة في تصديق ما ورد في ابن هلال حتّى اضطر بعضهم في مراجعة القاسم بن العلاء مرة ثانية لاستيضاح الأمر فخرج إليهم من الإمام عليه السلام ما نصه:
(لا شكر الله قدره، لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه، وأن يجعل ما منّ به عليه مستقرّاً ولا يجعله مستودعاً، وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان لعنه الله وخدمته وطول صحبته، فأبد له الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة ولم يمهله، والحمد لله لا شريك له وصلى الله على محمّد وآله وسلم).
وهكذا يختتم هذا الشقي حياته بدعواه الخاسرة ولم يغن من صلاحه وما قدمه أثناء استقامته.

موجز دائرة معارف الغيبة : ٢٠١٦/٠٤/٢٥ : ٣.٨ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.