عقبة الجمرة
ان يوم موسم الحج الذي يسبق ظهور الإمام عليه السلام موسماً دامياً، حيث تعتدي بعض القبائل على الحاج في منى ويكثر القتل فيهم حتّى تسيل الدماء على عقبة الجمرة، مما يدعو الإمام عليه السلام إلى التواري عن الأنظار والاختفاء عقيب هذه الواقعة الدامية، إلاّ أن أصحاب الإمام عليه السلام يأتونه فيبايعونه بين الركن والمقام، هكذا هي الروايات التي أشارت إلى هذه الأحداث قبيل الظهور.
فمما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذي القعدة: (تجاذب القبائل وتغادر فينهب الحاج فتكون ملحمة بمنى فيكثر فيها القتلى وتسيل فيها الدماء حتّى تسيل دمائهم على عقبة الجمرة، وحتى يهرب صاحبهم، فيأتي بين الركن والمقام فيبايع وهو كاره، يقال له: ان أبيت ضربنا عنقك، يبايعه مثل عدة بدر يرضى عنهم ساكن السماء وساكن الأرض).
ولعل التهديد الصادر من هؤلاء للإمام عليه السلام لم يكن من أصحابه المقربين وهم عدة أهل بدر _ كما في تعبير الرواية _ وإنما هو من عامة الناس الذين عرفوا بمكانه وتيقنوا من شخصه عليه السلام تعبيراً عن ضرورة حاجتهم للإمام عليه السلام بعد أن امتحنتهم الظروف العسيرة الدامية، وإلاّ من غير الصحيح أن يكون أصحابه بمستوى تعاملهم مع الإمام عليه السلام على أساس التهديد والإكراه، بل هو تعبير عن حاجة الناس لظهوره واضطرارهم لإكراهه عليه السلام على البيعة، كما فعلوا من قبل بجده أمير المؤمنين عليه السلام حيث بايعوه وهو لها كاره.