المسار:
العربية » المكتبة المهدوية » موجز دائرة معارف الغيبة
موجز دائرة معارف الغيبة

الغيبة

وهي حالة تواري واختفاء اضطر إليها الإمام المهدي عليه السلام حين داهمته محاولات السلطة العباسية لغرض قتله أو إلقاء القبض عليه.
فقد طورد الإمام عليه السلام من قبل النظام بأساليب عدة حتّى أدّت هذه الأساليب إلى احتجاز خاصته وأهل بيته من قبل السلطة أنذاك، وألقي القبض على والدته رضوان الله عليها ظناً من النظام أن الإمام لم يولد بعد وهو احتمالٌ أخذ به النظام ضمن احتمال وجود الإمام أو عدم وجوده فضلاً عن احتمالية ولادته ووجوده إلاّ أنه توارى عن النظام واختفى في مكان ما.
لم يجد الإمام عليه السلام بدّاً من الاختفاء والتواري عن الأنظار حفاظاً على حياته الشريفة من أن ينالها مكروه، وهو أمرٌ عقلائي يمارسه العقلاء حين يداهمهم خطر الملاحقة والقتل، وهو ما نجده اليوم من اختفاء المعارض السياسي عن ملاحقات الأجهزة الأمنية من قبل دولته ومحاولة التواري بعيداً، أملاً في اتاحة الظرف المناسب لإعلان خطته وبرنامجه السياسي فضلاً عن محاولاته لتنظيم هيكلة حركته ومساراتها بالاتجاه الذي يضمن نجاح مهمته السياسية كجمع الأنصار والمؤيدين وتعريف برنامجه السياسي واعلانه بشكل يثير معه مشاعر التأييد والانخراط في صفوفه بشكلٍ يؤمن تحركاته عند ذاك.
هكذا هو الإمام ففي حسابات المعارضة السياسية لا بدّ من اختفائه لملاحقته من قبل الأنظمة السياسية التي تعتبره معارضاً تقليدياً حرصاً على نظامها وكيانها، فالانظمة السياسية منذ ولادته حتّى اليوم تتوجس من أطروحة الإمام وبرنامجه لانشاء دولته الإلهية العالمية، فهي إذن تشترك مع غيرها في خشيتها من الإمام وهدفه في السعي إلى اقامة دولةٍ عالمية مما يعني أن الإمام مطارد عالمياً من قبل الأجهزة السياسية التي تثيرها أيّة فلسفةِ حكم يصبو إليها الإمام عليه السلام، فضلاً عن كون الإمام إبّان غيبته في طور الأعداد على جميع المستويات:
اجتماعياً: لإعداد مجتمعٍ يستجيب لفكرة التغيير واقامة دولة الحق.
سياسياً: للتربص بالظروف السياسية التي تُتيح معها إقامة دولته المباركة على انقاض أنظمةٍ سياسيةٍ ضعيفة لا تقوى على معارضة الإمام.
اقتصادياً: لتوفير الظروف الاقتصادية المناسبة لخلق مجتمع يصبو لإقامة الحق وعدالة التوزيع للموارد الاقتصادية المهدورة، رافضاً الاطروحات الاقتصادية الوضعية التي جرته إلى ويلات الفقر والحرمان.
وللإمام عليه السلام غيبتان:
الأولى: عُرفت بالصغرى.
والثانية تُعرف بالكبرى.
وستجد تفصيلاً في محله.

موجز دائرة معارف الغيبة : ٢٠١٦/٠٦/٢٨ : ٣.٤ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.