المسار:
العربية » المكتبة المهدوية » موجز دائرة معارف الغيبة
موجز دائرة معارف الغيبة

يأجوج ومأجوج

ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم وذلك عند قوله تعالى: (حتّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَْرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا...) (الكهف: 93 و94) وقوله تعالى: (حتّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (الأنبياء: 96).
يستفادُ من الآيتين أمور:
أولاً: ان يأجوج ومأجوج حركة مفسدة متخلفة (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) ومعنى ذلك فهم منقطعون عن كل حضارة وذلك لاحتمالين:
الاحتمال الأوّل: أن يكونوا غير متصلين بأية حضارة، يعيشون حياة التخلف والبداوة.
الاحتمال الثاني: أن تكون لهم حضارة إلاّ أنها على حساب الحضارات الأخرى أي أنهم يعيشون حضارة متمردة تقوم على أساس نسفِ كل القيم والمبادئ والأخلاق لذا فهم لا يتعايشون مع أية حضارة يرونها جديرةً بالتعامل معهم والتعاطي اياهم.
والاحتمال الأوّل يعززه انقطاع أخبارهم عن عالمنا ولعل الله تعالى منعهم من الوصول إلينا والتعرض لنا _ كما منع الجن من أن تصل إمكانياتها لنا وايذائنا _ وهو مقتضى رحمته تعالى لكي تستمر الحياة دون عبثٍ من قبل هؤلاء.
والاحتمال الثاني تؤيده تيارات العنف والارهاب فهي توجهات شاذة لا ترقى إلى أية عملية اصلاح مُدّعاة فهم (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) فإلغاء مبدأ الحوار وحالات حذف الآخر بتكفيره ومن ثمّ قتله تؤكد مبدأ الهمجية التي تمييل إليها اتجاهاتهم وتقتضيها مواقفهم.
ومعنى ذلك ان الاحتمالين يجمعهما مبدأ العنف والتخلف الحضاري ويعنونهما الافساد. وكلا الاتجاهين يشتركان في مبدأ الهدر والتخريب الحضاري.
ثانياً: ان طلب المؤمنين من ذي القرنين بأن يمنع هؤلاء إيذاءهم إياهم واستجابة ذي القرنين لهم دليل على وجوب التصدي لحالات الافساد والتدمير الحضاري الذي تبنته حركة يأجوج ومأجوج ومن ماثلها كذلك.
ثالثاً: شمولية حركة يأجوج ومأجوج بالافساد لكل بقاع العالم أو لأكثرها (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) أي أن حركتهم أو تأثيرها تعم العالم وهم يؤثرون على الكثير من بقاع العالم مباشرة أو غير مباشرة.
إذا عرفنا ذلك فإن حركة يأجوج ومأجوج إحدى الحركات المفسدة التي سوف تعم الأرض، وبما أن دواعي ظهور الإمام عليه السلام تقتضيه حالات الافساد ونشرها على الأرض ليستبدلها بالعدل والسلام، فإن ظهور يأجوج ومأجوج سيكون من علامات الظهور أي قبيل قيامه عليه السلام، لأن من غير الممكن أن تكون حركة يأجوج ومأجوج بعد قيام القائم عليه السلام وذلك لأن ظهور يأجوج ومأجوج إحدى حالات الظلم والجور والدمار وفي عهده عليه السلام غير وارد لمقتضى مهمته أن يعيش العالم تحت ظله بسلام.

موجز دائرة معارف الغيبة : ٢٠١٦/١١/٠٦ : ٣.٣ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.