المسار:
ربيع الأول

(٢٥) سنة (٤١ هـ): صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية لعنه الله، وفيه ذكر علَّة غيبة الإمام المهدي عليه السلام:

(25 ربيع الأوّل) سنة (41هـ):

صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية لعنه الله، وفيه ذكر علَّة غيبة الإمام المهدي عليه السلام:
روى الصدوق رحمه الله عن المظفَّر بن جعفر بن المظفَّر العلوي السمرقندي رضي الله عنه، قال: حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدَّثنا جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، قال: حدَّثني الحسن بن محمّد الصيرفي، عن حنان بن سدير، عن أبيه سدير بن حكيم، عن أبيه، عن أبي سعيد عقيصا، قال: لمَّا صالح(1) الحسن بن علي عليهما السلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال عليه السلام: (ويحكم ما تدرون ما عملت، والله الذي عملت خير لشيعتي ممَّا طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنَّني إمامكم مفترض الطاعة عليكم، وأحد سيّدي شباب أهل الجنَّة بنصّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليَّ؟)، قالوا: بلى، قال: (أمَا علمتم أنَّ الخضر عليه السلام لمَّا خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً؟ أمَا علمتم أنَّه ما منّا أحد إلاَّ ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلاَّ القائم الذي يُصلّي روح الله عيسى بن مريم عليه السلام خلفه؟ فإنَّ الله عز وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه، لئلاَّ يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيّدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أنَّ الله على كلّ شيء قدير)(2).

 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(1) كتب معاوية إلى الإمام الحسن عليه السلام في الهدنة والصلح، وأنفذ إليه بكتب أصحابه التي ضمنوا له فيها الفتك به وتسليمه إليه، واشترط له على نفسه في إجابته إلى صلحه شروطاً كثيرة، وعقد له عقوداً كان في الوفاء بها مصالح شاملة، فلم يثق به الحسن عليه السلام وعلم احتياله بذلك واغتياله، غير أنَّه لم يجد بُدَّاً من إجابته إلى ما التمس من ترك الحرب وإنفاذ الهدنة، لما كان عليه أصحابه من ضعف البصائر في حقّه والفساد عليه والخلف منهم له، وما انطوى كثير منهم عليه في استحلال دمه وتسليمه إلى خصمه، وما كان في خذلان ابن عمّه له ومصيره إلى عدوّه، وميل الجمهور منهم إلى العاجلة وزهدهم في الآجلة...؛ واشترط عليه:
1 _ أن يعمل بكتاب الله وسُنّة نبيّه...
2 _ ترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والعدول عن القنوت عليه في الصلاة.
3 _ أن يؤمن شيعته ولا يتعرَّض لأحد منهم، وأن يوصل إلى كلّ ذي حقّ منهم حقّه.
4 _ ليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد من بعده.
5 _ أن لا يبغي معاوية للحسن ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غائلة سرّاً ولا جهراً، ولا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق.
فأجابه معاوية إلى ذلك وعاهد عليه وحلف بالوفاء به، فلمَّا استتمَّت الهدنة على ذلك سار معاوية حتَّى نزل بالنخيلة، وكان ذلك يوم جمعة، فصلّى بالناس ضحى النهار، فخطبهم وقال في خطبته: (إنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا، إنَّكم لتفعلون ذلك، ولكنّي قاتلتكم لأتأمَّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون. ألا وإنّي كنت منَّيت الحسن وأعطيته أشياء، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها له).
(2) كمال الدين: 315 و316/ باب 29/ ح 2.

ربيع الأول : ٢٠١٦/٠٨/١٣ : ٤.٢ K : ٠ : اليوم: ٢٥، الشهر: ٣، السنة: ٤١
التعليقات:
لا توجد تعليقات.