(ليلة ١٦) سنة (٢٥٦ هـ): علم الإمام العسكري عليه السلام وهو في الحبس بقتل المهتدي العبّاسي وإخباره لشخص بأنَّه سيولد له الإمام المهدي عليه السلام:
علم الإمام العسكري عليه السلام وهو في الحبس بقتل المهتدي العبّاسي وإخباره عليه السلام لشخص بأنَّه سيولد له الإمام المهدي عليه السلام: (1)
روى الطوسي رحمه الله عن سعد بن عبد الله، عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت محبوساً مع أبي محمّد عليه السلام في حبس المهتدي(2) بن الواثق، فقال لي: (يابا هاشم إنَّ هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله في هذه الليلة وقد بتر الله عمره وجعله للقائم من بعده، ولم يكن لي ولد، وساُرزق ولداً. قال أبو هاشم: فلمَّا أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه وولي المعتمد(3) مكانه، وسلَّمنا الله تعالى(4).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(1) هذا التأريخ وهو سنة (256هـ) يتعارض مع ما تضافرت عليه الروايات من أنَّ ولادة الإمام المهدي عليه السلام كانت سنة (255هـ)، نعم يعتبر هذا التاريخ مؤيّداً لبعض الروايات التي ذكرها الأعلام والتي تنصّ على أنَّ ولادة الإمام المهدي عليه السلام كانت في سنة (256هـ) في شهر شعبان، فلا تعارض من هذه الجهة.
(2) هو محمّد بن هارون الواثق بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد، أبو عبد الله، المهتدي بالله العبّاسي، من خلفاء الدولة العبّاسية، ولد في القاطول (بسامرا) وبويع له بعد خلع المعتزّ (سنة 255هـ) ولم يلبث أن انتفض عليه الترك ببغداد، فخرج لقتالهم ونشبت الحرب فتفرَّق عنه من كان معه من جنده - وهم من الترك أيضاً - وانضمّوا إلى صفوف أصحابهم، فبقي المهتدي في جماعة يسيرة من أنصاره فانهزم...، واُصيب بطعنة مات على أثرها...، مدَّة خلافته أحد عشر شهراً وأيّام. (الأعلام للزركلي 7: 128).
(3) هو أحمد بن المتوكّل على الله جعفر بن المعتصم، أبو العبّاس، المعتمد على الله، خليفة عبّاسي، ولد بسامراء، وولي الخلافة سنة (256هـ) بعد مقتل المهتدي بالله بيومين، وطالت أيّام ملكه، وكانت مضطربة كثيرة العزل والتولية، بتدبير الموالي وغلبتهم عليه، فقام وليّ عهده أخوه الموفَّق بالله (طلحة) فضبط الأمور، وصلحت الدولة وانكفت يد المعتمد عن كلّ عمل حتَّى أنَّه احتاج يوماً إلى ثلاث مئة دينار فلم ينلها...، وكان مقام الخلفاء قبله في سامراء فانتقل المعتمد منها إلى بغداد، فلم يعد إليها أحد منهم بعده، ومات أخوه (الموفَّق) سنة (278هـ) فأهمل أمر الرعيّة، ومات مسموماً، وقيل: رمي في رصاص مذاب، وكان موته ببغداد، وحمل إلى سامراء فدفن فيها. (الأعلام للزركلي 1: 106 و107).
(4) الغيبة للطوسي: 205/ ح 173؛ الخرائج والجرائح 1: 431/ ح 9؛ مناقب آل أبي طالب 3: 530.