(٨) سنة (٢٥٧ هـ): تهنئة (٧٠) رجلاً للإمام العسكري عليه السلام بولادة المهدي عليه السلام وبيان فضل الشيعة:
تهنئة (70) رجلاً للإمام العسكري عليه السلام بولادة المهدي عليه السلام وبيان فضل الشيعة:
روى الخصيبي رحمه الله في الهداية الكبرى عن الحسن بن محمّد بن يحيى الخرقي، عن عيسى بن مهدي الجوهري، قال: خرجت أنا والحسن بن مسعود والحسين بن إبراهيم وعتاب وطالب ابنا حاتم ومحمّد بن سعيد وأحمد بن الخصيب وأحمد بن جنان من جنبلا إلى سامرا في سنة سبع وخمسين ومائتين فعدلنا من المدائن إلى كربلاء فرأينا أثر سيّدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان، فلقينا إخواننا المجاورين بسامرا لمولانا أبي محمّد الحسن عليه السلام لنهنّئه بمولد مولانا المهدي عليه السلام، فبشَّرنا إخواننا أنَّ المولود كان طلوع الفجر من يوم الجمعة لثمان ليلاً خلت من شعبان وهو ذلك الشهر، فقضينا زيارتنا ببغداد فزرنا أبا الحسن موسى بن جعفر وأبا محمّد جعفر، ومحمّد بن علي عليهم السلام وصعدنا إلى سامرا، فلمَّا دخلنا على سيّدنا أبي محمّد الحسن عليه السلام بدأنا بالبكاء قبل التهنئة فجهرنا بالبكاء بين يديه ونحن ما ينيف عن سبعين رجلاً من أهل السواد، فقال: (إنَّ البكاء من السرور بنعم الله مثل الشكر لها فطيبوا نفساً وقرّواً عيناً، فوَالله إنَّكم على دين الله الذي جاءت به ملائكته وكتبه ورسله، وإنَّكم كما قال جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: إيّاكم أن تزهدوا في الشيعة، فإنَّ فقيرهم الممتحن المتَّقي عند الله يوم القيامة له شفاعة عند الله يدخل فيها مثل ربيعة ومضر، فإذا كان هذا لكم من فضل الله عليكم وعلينا فيكم، فأيّ شيء بقي لكم؟)، فقلنا بأجمعنا: الحمد لله، والشكر له، ولكم يا ساداتنا، فبكم بلغنا هذه المنزلة، فقال: (بلغتموها بالله وبطاعتكم إيّاه، واجتهادكم بطاعته وعبادته وموالاتكم لأوليائه ومعاداتكم لأعدائه)، قال عيسى بن مهدي الجوهري: فأردنا الكلام والمسألة فأجابنا قبل السؤال: (أمَّا فيكم من أظهر مسألتي عن ولدي المهدي)، فقلنا: وأين هو؟ فقال: (قد استودعته لله كما استودعت اُمّ موسى ابنها حيث ألقته في اليمّ إلى أن ردَّه الله إليها)، فقالت طائفة منّا: إي والله لقد كانت هذه المسألة في أنفسنا...(1).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(1) الهداية الكبرى: 344 و345.