المسار:
العربية » التقويم المهدوي » شعبان المعظّم
شعبان المعظّم

(٩) سنة (٣٢٩ هـ): خروج توقيع للإمام المهدي عليه السلام لسفيره الرابع يخبره فيه بموته بعد ستّة أيّام وانقطاع السفارة الخاصّة وحصول الغيبة الكبرى:

(9) سنة (329هـ):

خروج توقيع للإمام المهدي عليه السلام لسفيره الرابع يخبره فيه بموته بعد ستّة أيّام وانقطاع السفارة الخاصّة وحصول الغيبة الكبرى:
روى الصدوق رحمه الله عن أبي محمّد الحسن بن أحمد المكتَّب، قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفّي فيها الشيخ علي بن محمّد السمري قدَّس الله روحه، فحضرته قبل وفاته بأيّام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمّد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنَّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلاَّ بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم). قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلمَّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّك من بعدك؟ فقال: (لله أمر هو بالغه)، ومضى رضي الله عنه، فهذا آخر كلام سمع منه(1).
قال المجلسي رحمه الله: (لعلَّه محمول على من يدَّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه عليه السلام إلى الشيعة، على مثال السفراء لئلاَّ ينافي الأخبار التي مضت وستأتي فيمن رآه عليه السلام، والله يعلم)(2).

 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(1) كمال الدين: 516/ باب 45/ ح 44؛ الغيبة للطوسي: 395/ ح 365.
(2) بحار الأنوار 52: 151/ ذيل الحديث 1؛ وهناك احتمالات اُخر أشار إليها العلاَّمة النوري رحمه الله، منها: أنَّه عليه السلام إنَّما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته وغيرهم من فراعنة بني العبّاس، حتَّى أنَّ الشيعة يمنع بعضها بعضاً عن التحدّث بذكره، وفي هذا الزمان تطاولت المدَّة وأيس منه الأعداء وبلادنا نائية عنهم وعن ظلمهم وعنائهم. ومنها: أنَّ المشاهدة المنفية أن يشاهد الإمام ويعلم أنَّه الحجّة عليه السلام حال مشاهدته له، ولم يعلم من المبلّغ ادّعاؤه لذلك. ومنها: أنَّ المخفي والمستور عن الأنام إنَّما هو مكانه ومستقرّه عليه السلام، فلا طريق لأحد إليه ولا يصل إليه بشر، ولا يعرفه أحد حتَّى خواصّه، فلا ينافي لقائه ومشاهدته عليه السلام في أماكن ومقامات اُخر. (راجع: النجم الثاقب 2: 404 - 415).

شعبان المعظّم : ٢٠١٦/٠٣/٢٢ : ٤.٧ K : ٠ : اليوم: ٩، الشهر: ٨، السنة: ٣٢٩
التعليقات:
لا توجد تعليقات.