سنة (٨٥٩ هـ): التاريخ السندي لمشاهدة المعمّر ابن غوث السنبسي لولادة الإمام المهدي عليه السلام:
التاريخ السندي لمشاهدة المعمّر ابن غوث السنبسي لولادة الإمام المهدي عليه السلام:
قال النوري رحمه الله في جنَّة المأوى: في مجموعة نفيسة عندي كلّها بخطّ العالم الجليل شمس الدين محمّد بن علي بن الحسن الجباعي جدّ شيخنا البهائي وهو الذي ينتهي نسخ الصحيفة الكاملة إلى الصحيفة التي كانت بخطّه، وكتبها من نسخة الشهيد الأوّل رحمه الله، وقد نقل عنه عن تلك المجموعة وغيرها العلاَّمة المجلسي كثيراً في البحار، وربَّما عبَّر هو وغيره كالسيّد نعمة الله الجزائري في أوّل شرح الصحيفة عنه بصاحب الكرامات، ما لفظه: قال السيّد تاج الدين محمّد بن معيّة الحسني أحسن الله إليه: حدَّثني والدي القاسم بن الحسن بن معيّة الحسني تجاوز الله عن سيّئاته أنَّ المعمّر بن غوث السنبسي(1) ورد إلى الحلَّة مرَّتين إحداهما قديمة لا اُحقّق تاريخها والأخرى قبل فتح بغداد بسنتين، قال والدي: وكنت حينئذٍ ابن ثمان سنوات، ونزل على الفقيه مفيد الدين ابن جهم، وتردَّد إليه الناس، وزاره خالي السعيد تاج الدين بن معيّة، وأنا معه طفل ابن ثمان سنوات، ورأيته وكان شخصاً طوالاً من الرجال، يعدُّ في الكهول وكان ذراعه كأنَّه الخشبة المجلَّدة، ويركب الخيل العتاق، وأقام أيّاماً بالحلَّة وكان يحكي أنَّه كان أحد غلمان الإمام أبي محمّد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام وأنَّه شاهد ولادة القائم عليه السلام.
قال والدي رحمه الله: وسمعت الشيخ مفيد الدين بن جهم يحكي بعد مفارقته وسفره عن الحلَّة أنَّه قال: أخبرنا بسرّ لا يمكننا الآن إشاعته، وكانوا يقولون: إنَّه أخبره بزوال ملك بني العبّاس، فلمَّا مضى لذلك سنتان أو ما يقاربهما اُخذت بغداد وقتل المستعصم(2)، وانقرض ملك بني العبّاس، فسبحان من له الدوام والبقاء. وكتب ذلك محمّد بن علي الجباعي من خطّ السيّد تاج الدين يوم الثلاثاء في شعبان سنة تسع وخمسين وثمانمائة(3).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(1) من المعمّرين من غلمان أبي محمّد العسكري عليه السلام، شاهد ولادة القائم عليه السلام، ورد الحلَّة مرَّتين إحداهما قبل فتح بغداد بسنتين، وأخبر بزوال ملك بني العبّاس قبل سنتين. (أنظر: مستدركات علم رجال الحديث 7: 466/ ح 15104).
(2) قال الزركلي في الأعلام (ج 4/ ص 140): عبد الله (المستعصم) بن منصور (المستنصر) بن محمّد (الظاهر) بن أحمد (الناصر) من سلالة هارون الرشيد العبّاسي، وكنيته أبو أحمد، آخر خلفاء الدولة العبّاسية في العراق. ولد ببغداد، وولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة (640هـ) والدولة في شيخوختها، لم يبقَ منها للخلفاء غير دار الملك ببغداد، فألقى زمام الأمور إلى الأمراء والقوّاد. واعتمد على وزيره مؤيّد الدين ابن العلقمي. وكان المغول قد استفحل أمرهم في أيّام سلفه المستنصر، فكاتب ابن العلقمي قائدهم هولاكو (حفيد جنكيزخان) يشير عليه باحتلال بغداد، ويعده بالإعانة على الخليفة، فزحف هولاكو سنة (645هـ)، وخرجت إليه عساكر المستعصم فلم تثبت طويلاً، ودخل هولاكو بغداد، فجمع له ابن العلقمي ساداتها ومدرّسيها وعلماءها فقتلهم عن آخرهم، وأبقى الخليفة حيّاً إلى أن دلَّ على مواضع الأموال والدفائن، ثمّ قتله. ومدَّة خلافته (15) سنة و(8) أشهر وأيّام. وبموته انقرضت دولة بني العبّاس في العراق. وعدَّة خلفائها (37) ملكوا مدَّة (524) سنة.
(3) جنَّة المأوى: 81 - 83/ الحكاية الثالثة والعشرون.